حقيقة الحشد الشعبي العراقي .. ‎

mainThumb

06-07-2015 10:34 PM

              بعد اعتكافه الممل في كربلاء خلال الغزو الامريكي الهمجي  للعراق في عام 2003 م ، وبعد ذهابه لإجراء الفحوصات الطبية في بريطانيا خلال الهجوم الامريكي الدموي على جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر في النجف عام 2004 م ؛ خرج السيستاني عن صمته  وأفتي بالجهاد الكفائي بغية التصدي لتنظيم داعش .
 
          مثلت هذه الفتوى البداية الفعلية لتنفيذ المخططات الغربية واليهودية القديمة والهادفة لتقسيم العراق على أساس عرقي وطائفي ومذهبي ولثلاث دويلات : الجزء المرتمي في الحضن الايرانى والذي يحتوي المراقد والأضرحة الشيعية المقدسة لدى الشيعة ، والجزء  الشمالي الكردي والمرتمي في الحضن الغربي  ، والجزء السني المتبقي ويشكل الدويلة الثالثة المرتقبة .
 
            نشأ الحشد الشعبي ليعطي شرعية” وجودية للمليشيات الشيعية والتي شكلتها ايران خلال الحرب العراقية الايرانية وعقب الاحتلال الأمريكي للعراق ومنها : فيلق بدر بقيادة عمار الحكيم . وسرايا عاشور بقيادة عمار الحكيم . وسرايا السلام لمقتدى الصدر . وعصائب الحق التابعة لقيس الخزعلي . وكتائب الامام علي والتي تتبع لشبل الزيدي . بالاضافة لمليشيا حزب الله الشيعي العراقي وسرايا الخراساني ... والتي إجتمعت كلها تحت مسمى الحشد الشعبي العراقي ، وجرى تطعيم هذا الحشد الطائفي بمئات من المكون المسيحي والسني والكردي ، لمحاولة التمويه وطمس الحقيقة ، ولأجل ابعاد الصبغة الطائفية عنه أمام العالم ؛ ولكن : هيهات هيهات ؛ فهذا الحشد تم تأسيسه بفتوى شيعية من المرجع الشيعي الأول في العراق وهو  : علي السيستاني والذي ذيل فتواه بوصايا الاسلام الشهيرة : لا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا ولا تنحروا شاة ولا تقطعوا شجرة ولا ولا  ...  ولكنها كانت مجرد كلمات للاستهلاك ولذر الرماد في العيون ؛ فعناصر وتشكيلات الحشد مشحونة جيدا” بالحقد الدفين وبالكره الطائفي البغيض ، والذي جاء نتاجا” لحلقات ولنوبات من النواح واللطم والشتم واللعن ، واستمعوا  خلالها لدعوات متكررة للانتقام وللثأر لمقتل الحسين وتلقفوها وهم يصرخون  : با لثارات الحسين ؛ يا لثارات الحسين ... !!!
          الله أكبر !  قصة مضى عليها الف واربعمائة عام ولا زال المعممون يرددوها ببن العامة لإثارة النعرات ولبث الضغائن والأحقاد في نفوس العباد ، بهدف التلاعب بعقول ومشاعر العامة لكي يوجهونهم الوجهة التي يريدونها ...
 
            وظهر حقد الحشد الطائفي ووحشيته في كل معاركه والتي انتهت بالانتقام وبالمجازر الفضيعة وبحرق المساجد والبيوت والمحلات التابعة لأهل  السنة بعد نهبها  ، وظهر حقدهم الطائفي عندما أنطلقوا في عمليتهم الاخيرة لاسترجاع الانبار والتي حملت شعارهم الطائفي  : لبيك يا حسين ؛ وهو الشعار الطائفي الثأري والذي انتقده المرجع مقتدى الصدر نفسه ، وانتقد جرائمهم البشعة والتي اقترفوها في محافظتي ديالى وصلاح الدين وفي ناحية الجرمة ، ووصف مقتدى الصدر بعض المليشيات المنضوية تحت مسمى الحشد بانها مليشيات وقحة ، بعد ارتكابهم لجرائم يندى لها الجبين الانساني ؛ كالتمثيل بجثث الموتى ، وحرق المدنيبن الأحياء ، وهرس الناس بالدبابات ، وقيامهم بنهب المنازل والمحلات التجارية ثم حرق هذه المحلات للتغطية على جرائمهم ...
 
        إنه حشد شيعي طائفي تحركه الاحقاد وروح الثأر والانتقام ، ولكنهم يتذرعورن دائما بمحاربة الإرهاب ، ولكنهم في حقيقة الأمر الذراع الايرانية في العراق وفي المنطقة كلها ، من أجل تنفيذ المخططات والمشاريع الايرانية الرامية للهيمنة على العراق وعلى سوريا وعلى كل الدول العربية .
 
        بعد زعزعة ثقة الشعب العراقي بجيشه الوطني  ، وبعد إضعافهم لسلطات الدولة العراقية  ، خرجوا لنا بتأسيسهم للحشد الشعبي الموالي لهم والمنفذ لسياساتهم ، إنهم يكررون في العراق نفس ما فعلوه في لبنان ، حين استخدموا ورقة حزب الله لإضعاف الجيش والدولة اللبنانية وبحجة مقاومة الاحتلال اليهودي .
 
              في لقاءه التلفزيوني مع القناة الفرنسية العربية قبل أسبوع ، كرر قائد الحشد الشعبي هادي العامري القول : سنطارد الارهاربيين وداعش حتى نخلص العراق منهم ، وبعد تطهيرنا للعراق سنطاردهم في سوريا وفي كل مكان حتى نخلص العالم كله منهم ومن شرورهم  ... لاحظوا أن كلماته هي ترديد لما سمعه من مراجعه الدينية الايرانية في إيران ؛ ولا يعنيه في كل ما يقوله وما يقرره رغبات ولا توجهات الحكومة ولا الدولة العراقية .
 
        حشد شيعي مارس ولا زال يمارس كل أنواع القتل والاجرام البشعة في العراق  ، حشد موجود على الأرض العراقية ولكن عيونه على ايران وعلى تحقيق مصالح ايران ؛ إن أمرته إيران أن يتقدم تقدم ، وإن أمرته إيران بالتراجع تأخر ، وإن أمرته بالتمترس ثبت مكانه !!!   وكلنا يتذكر قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني وهو يقود ويوجه الحشد الشعبي مباشرة خلال معاركه  التي  خاضها في محافظة صلاح  الدين العراقية .
 
        بعد مليشيات حزب الله اللبنانية وبعد مليشيات الحوثي اليمنية ،خرجت لنا إيران بورقتها الثالثة الضاربة على الساحة العراقية والعربية وهي مليشيا الحشد الشعبي  ... هذه هي حقيقة مليشيا الحشد الشعبي ... إنها القوة الإيرانية الثالثة الضاربة في العراق وفي كل منطقتنا العربية .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد