الأكراد ؛ على خطا اليهود لإنشاء دولتهم .. ‎

mainThumb

04-08-2015 10:04 PM

    أحلام الأكراد باقامة دولتهم الكبرى والتي تبدأ من داخل الحدود الإيرانية ، ثم تتوسع غربا” وعلى جوانب الحدود التركية العراقية والتركية السورية ولتصل أخيرا” لسواحل البحر الأبيض المتوسط هي أحلام قديمة ، وخرائطهم ليست سرية ومعلومة للجميع .

 
        والمخطط الكردي يتوازى مع المخطط اليهودي الرامي لإنشاء اسرائيل الكبرى والممتدة بين نهري الفرات والنيل ، والمشروع الكردي الذي أصبح أكثر جرأة” بعد نجاح أكراد العراق بإنتزاع حكم ذاتي لهم في شمال العراق من العراقيبن ، والذين ما زالوا يتحينون الفرصة وشبه الفرصة لإعلان الشمال العراقي دولة كردية ومنفصلة ، ويتأهبون دائما” للاستفتاء على فصل شمال العراق ولإعلانه دولة مستقلة لهم ، وقبل عام تقريبا” طلب مسعود البرزاني من برلمان شمال العراق إجراء استفتاء على الإنفصال عن العراق  ، مستغلا” إنشغال الجميع بالحرب الطاحنة بين الشيعة وبين العرب السنة ؛ ومتسلحا” باحتلاله الخاطف لمحافظة كركوك العراقية والغنية بالنفط  ؛ ولكن الإستفتاء المقترح جرى تأخيره بضغط أمريكي وغربي .
 
    وأي متابع سيلاحظ التشابه الكبير بين سياسة الأكراد واليهود خلال سعي الطرفان لإنشاء كيان لهم على الأراضي العربية ؛ فالطابع العام للسياستين اليهودية والكردية هو : ربط حركتهم بمباركة ومساعدة الدول الإستعمارية الكبرى  ... وهناك تشابه باعتماد الطرفين عن سياسة المكر والخديعة والإنتهازية ، ومحاولة اقتناص الفرص وأشباه الفرص  ؛ وحقيقة مكر وخداع وانتهازية اليهود معلومة تاريخيا” وهي ومفضوحة في القرآن الكريم و... كما أن مكر وانتهازية الأكراد ظهرت لنا خلال العدوان والحصار الأمريكي على العراق ؛حين تعاون الأكراد مع الأمريكان  ، وسهلوا احتلالهم للعراق على أمل مكافئتهم بدولة منفصلة في شمال العراق ، وشاهدنا إنتهازية الأكراد وهم يتظاهروا بحياديتهم خلال القتال بين قوات النظام السوري والمعارصة أو أثناء القتال بين النظام وتنظيم داعش ؛ فإذا ربحت المعارصة أو ربح تنظيم داعش المعركة هجم الأكراد وتحت غطاء„ جوي„ كثيف من طيران التحالف الغربي للاستيلاء على المناطق التي فقدها النظام السوري لصالح المعارضة أو تنظيم داعش ، فإذا استولى الأكراد على تلك المناطق سارعوا لضمها إلى مشروع دولتهم الكردية بعد تهجير وقتل سكانها العرب والتركمان بحجة الخوف من الإرهارب ...
 
       ولتسويق مشروعهم الخبيث لبناء دولتهم ، ولتلميع صورتهم أمام وسائل الإعلام العالمية ؛ يحاول الأكراد إظهار انسانيتهم وحسن نواياهم للعالم ؛ عن طريق استقبالهم للاجئين من العرب السنة والتركمان ، ولكن وعلى الطرف الآخر وجدنا نقيض تلك الصورة ؛ فهم يداومون على قتل وتهجير العرب السنة والتركمان من المناطق الواقعة ضمن خريطتهم للدولة الكردية ، إذا استولوا عليها من تتظيم داعش أو غيره ، وهذا الذي شاهدناه من قبل في مخمور وامرلي وفي قرى ربيعة في العراق ؛ وشاهدنا هذه الافعال في مدينة تل ابيض وفي قراها المحيطة في سوريا ، عندما هجر الأكراد كل المكونات المجتمعية في تلك المناطق ، وأبقوا على المكون الكردي بحجة الخوف من الارهاربين .
 
        إن ما ارتكبته وما زالت ترتكبته المليشيات المحسوبة على الأكراد من قتل وارهاب وتطهير عرقي بحق العرب والتركمان في العراق وسوريا ، يذكرنا بسياسات العصابات الصهونية المجرمة في فلسطين قبل نكبة عام 1948 م وبعدها .
 
          وبنظرة أولى لما تقوم به المليشيات الكردية في العراق ممثلة بالبشمركة والعصابات اليزيدية ، وبنظرة أخرى لما تمارسه المليشيات الكردية ممثلة بقوات حماية الشعب الكردية آو ال pkk  في شمال سوريا ، سنجد التشابه الكبير والتطابق التام بين سياسات مليشيات الأكراد وبين العصابات اليهودية خلال سعي الطرفين لإختلاق كيان لهما على الأراضي العربية .
 
          وهذا يبرهن بأن الأيادي الإستعمارية المخططة والموجهة والراعية والحامية والممولة والمسوقة والمسوغة للمشروعين الصهيوني والكردي في وطننا العربي الكبير  هي واحدة ،
 
           فخلال سعي اليهود لإنشاء الكيان اليهودي في فلسطين ، ارتكبت العصابات الصهيونية وأشهرها : الأرجون وشيرون والهاجانا ؛ مجازر وحشية ومبرمجة بحق الفلسطينين ، بهدف إجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم ومغادرة قراهم لصالح الاستيطان اليهودي  ...  والأكراد اليوم يكررون نفس الفعل اليهودي الإجرامي ، ويقتلون وينهبون ويرهبون العرب والتركمان لإجبار العرب على مغادرة قراهم وعلى ترك مدنهم ، والهدف النهائي هو دائما” : الوصول إلى الدولة الكردية الموعودة  ...
 
         حين قرأنا في الكتب عن كيفية ضياع فلسطين وعن المآسي الفلسطينية ، وحين سمعنا عن المجازر التي ارتكبتها العصابات اليهودية في دير ياسين وفي كفرقاسم وفي مدن وقرى فلسطينية كثيرة ، بهدف إرهاب وإرعاب المدنيين والبسطاء  ولدفعهم إلى  مغادرة أرض فلسطين ، تمهيدا” لبناء وإنشاء الكيان اليهودي في فلسطين ... في تلك الفترة دهشنا كثيرا” من ردة الفعل الضعيفة للشعوب العربية وللحكومات العربية ، واستغربنا من تقاعس العرب ومن سلبيتهم أمام المخططات الصهيونية الإستعمارية والإجرامية  في فلسطين !
 
       وكانت تبريراتهم كما يلي : كانت المجتمعات العربية بسيطة” في تلك الفترة ، والسلاح العربي كان شحيحا” في تلك الفترة ؛ والتغطية الاعلامية للمجازر وللمخططات اليهودية كانت معدومة” في تلك الفترة ....  وهذا كله ساعد اليهود على تنفيذ مجازرهم ومخططاتهم ومشاريعهم المشبوهة في فلسطين بكل سهولة„ ويسر  ...
 
            ولكن سؤالي الآن ؛ فما هي التبريرات لتقاعس ولسلبية الشعوب والانظمة العربية اليوم ، وهي تقف موقف المتفرج أمام المجازر والمخططات والمشاريع الكردية وغير الكردية والتي تحاك لوطننا العربي الكبير ، وهدفها النهائي : تقسيم الوطن العربي وإختلاق كيانات مصطنعة وعلى حساب أرضنا العربية وعلى حساب وجودنا ومستقبلنا ؟
 
          إن المجتمعات العربية اليوم هي على قدر جيد من الثقافة والمعرفة ، وإن السلاح العربي اليوم موجود وبكثافة وفي متناول الجميع ، وإن التغطية الإعلامية للمجازر وللمخططات التي تستهدف شعوبنا العربية اليوم متوفرة وفي متناول للجميع  ...
 
 إذن فما هي المبررات لهذه السلبية العربية ؟ وما هي مبررات هذا التقاعس والتخاذل العربي ؟؟؟
 
       عندما استشعرت تركيا عودة” للمخططات القديمة الرامية لخلق كيان كردي على الأرض التركية ، استبقت كل الأحداث وضربت ذلك المشروع النآمري في مهده ...  فلماذا يستلم العرب دائما” وبسهولة تامة للمشاريع الاستعمارية والتي تحاك لبلادنا العربية ؟
 
  ......  ليس هذا فقط ؛ ولكن كثير من العرب من يهرول دائما” لمساعدة الإستعمار على تنفيذ مشاريعه المشبوهة وعلى تنفيذ مخططاته الإجرامية في بلادنا العربية !!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد