الشباب الطائش والرصاص الطائش .. ‎

mainThumb

08-08-2015 10:20 AM

بين الشباب الطائش والرصاص الطائش يعاني المواطن الأردني الرعب والخوف ، وبعد أن عانى المواطن الأردني من عصابات الإحتيال والنشل والسرقة والتي فرخت بكثرة خلال العقدين الأخيرين ، فإن المواطن الأردني اليوم يعاني الخوف من الدهس أو من القتل على أيدي شباب طائش أو رصاص طائش .


في كل يوم تطالعنا المواقع الأخبارية والألكترونية بأخبار„ من القتل اليومي لعشرات أو لمئات الأبرياء في دول  ثورات الربيع العربي ...  ولكنتا في الأردن والحمد لله فقد حمانا الله من كل هذه الثورات والحروب والفتن ... ولكن المواطن الأردني يعاني في كل يوم„ بسبب عدم تفعيل بعض القوانبن المنظمة لحياة الناس ، حتى وجد المواطن نفسه تحت رحمة العصابات الإجرامية ، وتحت رحمة الشباب الطائش والرصاص الطائش  ...


   يمشي المواطن الأردني الهارب من هموم الدنيا  على جوانب الطريق مبتعدا” عن السيارات ، ولكنه يتفاجأ بشاب طائش متوجها” نحوه وبسرعة كبيرة بسيارته أو دراجته النارية ، فيصدمه والنتيجة هي : إلحاق الأذى الكبير بالمواطن المسكين ، أو التسبب له بالإعاقة أو الوفاة ...


يسهر المواطن الاردني آمنا” في فناء بيته وبين أبناءه معتقدا” بأنه هناك في مأمن من عبث العابثين  ،  فتنهال عليه زخات متتالية من رصاصات طائشة قادمة من أحد الأفراح القريبة أو البعيدة ، والتي قد تتسبب باصابته أو بإصابة أحد أبناءه ، وقد تكون النتيجة هي الوفاة الفورية أو الإعاقة أو الاصابات الجسدية  ...


كثير من الآباء يتباهون بأن إبنائهم الصغار كبروا  ، فيسرعون لتسليمهم مفاتيح السيارة الخاصة  ، ولكن غاب عن عقول الآباء بأن النضوج العقلي عند الأبناء لم يكتمل بعد ، فيسرع الإبن المراهق ليسابق زميله أو ليفحط  في الطريق العام وليحضى باعجابات من الفتبات ومن المارة  ، فإن حدث وبصقت فتاة بوجهه جن جنونه ، وانطلق مسرعا” بسيارته بأقصى سرعته ، فإذا أفلت من الإصطدام بإحدى السيارات المقابلة ، دهس بعض المارة وتسبب لهم بكارثة كبيرة  ...


أثناء الأفراح والمناسبات يتباهى كثير من الآباء والإمهات بأبناءهم وهم يطلقون الرصاص في الهواء  ، ويلوح الأباء باعجاب كبير لأبناءهم ، وتزغرد الأمهات بفرح„ كبير„ لأولادهن  ... ولكن ينسى الأب والأم بأن هذه اارصاصات لن تبقى محلقة في الهواء ؛ وسيسقط  حتما” فوق رؤوس الأبرياء من أبناء المدينة او البلدة المليئة بالسكان ...


بعض الآباء ؛ إذا إشتكيت إليهم من قيادة إبناءهم الجنونية للدراجة أو للسيارة ، أو إشتكيت اليهم من إزعاج وخطورة اطلاقهم وأبناءهم للأعيرة النارية خلال الفرح ، فيردون عليك باستخفاف شديد : عندما يتسبب إبني لك أو لغيرك بأي مكروه ؛ فلكل حادث حديث ! أو يقولون لك : إن  سقطت رصاصات فرحنا على رأسك أو على رأس غيرك ، فلكل حادث حديث  ! والبعض من هؤلاء الآباء لا يتسطيع ضبط إي من تصرفات أبنائه بعج أن همشوه ولكنه يكابر أمام الناس !!!


 ولكن المسئولية الأخلاقية والجنائية للأذى الناتج عن طيش الأبناء يتحملها الآباء  ، بسبب إستسلامهم لإرادة الإبناء الصغار المراهقين  والجاهلين ، فيادروا لاعطاءهم مفتاح السيارة ليقودها الإبن بسرعة وطيش ، ولا يلتفت الشاب الطائش لقوانين السير ولا للإشارات الضوئية الموجودة  ؛ ويتسبب بالحوادث المروعة للمواطنين الآمنين ، وعندما يسمح الآباء للأبناء بإطلاق الأعيرة النارية في المناسبات وبطريقة عشوائية وجنونية ، فهنا إدانة قوية للآباء  ويجب عليهم تحمل المسئولية الكاملة عن طيش أبناءهم وعن طيش رصاصهم ...


أما السلطات الإردنية فيقع علىها واجب التفعيل المتواصل للقوانين الرادعة لكل التجاوزات في المجتمع ،  وعدم الإكتفاء بدور المراقب من بعيد ؛ وعلى السلطات معاقبة كل متهور„ ومسرع„ بسيارته ؛ ولو كان الشخص إبن مسئول ، وعلى السلظات الاردنية  معاقبة كل صاحب فرح يؤذي الناس ويزعجهم ويرعبهم بالاعيرة النارية ، ولو كان صاحب  الفرح مسئول كبير أو قريب لمسئول كبير  ...


واقترح  الزام كل صاحب فرح بكتابة تعهد في المحكمة أو في المخفر الأمني القريب  ، يلزم صاحب الفرح عدم إطلاق العيارات النارية خلال حفلته ....   والأمور في الأردن  تجاوزت كل الحدود وتعدت العقل والمنطق ، وأصبح المواطن الأردني المسكين تحت رحمة الشباب الطائش  والرصاص الطائش !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد