الدوري العربي والبومة الشريرة .. ‎

mainThumb

14-08-2015 07:37 PM

خلال بحثها المضني عن الإستقرار والحرية وعن الأمن والأمان ، وسعيا” من عصافير الدوري العربية للإبتعاد عن خطر الأفاعي وعن عبث الأيادي ، أستوطنت شجرة ( الواشنطونيا ) العالية ...


ولكن علو هذه الشجرة لم يوفر الملاذ الآمن المأمول لهذه العصافير ؛ وظل الخوف مسيطرا” على تلك العصافير ولا سيما في الليل ، حيث تسببت الإزعاجات الناجمة عن الإطلاقات النارية في الأفراح والمناسبات بفزع „ لهذه العصافير ، وكان للقطط الدور الأكبر في إرهاب وارعاب العصافير عندما تسلقت هذه الشجرة لإصطياد العصافير خلال نومها ...


ومع مرور الوقت  ، إعتادت العصافير على أصوات الرصاص وعلى مفرقعات الأفراح ؛ ولكنها بقيت خائفة ومرعوبة من القطط الجائعة والتي تتسلق الشجرة في كل ليلة  ...


ومع مرور الوقت ، تجاوز ارتفاع الشجرة العشرة أمتار  ؛ وعندها عجزت القطط عن الوصول لأعالي الشجرة ، ففرحت العصافير كثيرا” لخلاصها الأبدي من أذى القطط الجائعة ، وعاشت لسنوات طويلة بهدوء وطمأنينة  ، وخلال تلك الفترة هاجرت لهذه الشحرة مجموعات من عصافير الدوري العربية لتلك بحثا” عن الهدوء والأمن والأمان ...


 وعاشت حياة” خالية من القلق ومن التوتر وبعيدا عن المنغصات والأخطار ...  تسبح لربها مع كل صباح ، وتشدو طوال النهار ، وتنام طوال الليل من دون خوف„ وتوتر„ وقلق  ...


ولكن عصافير الدوري المسكينة لم تدرك المدى الحقيقي لخطر الغربان الأعجمية والتي جابت وتجوب أجوائنا العربية وبكل أريحية ... وهي لم تدرك الخطر القادم من البومات الشريرة والتي تترصد لها في عتمة الليل وظلمته  ...  ففي عالم  حكمته شريعة الغاب اللعينة ...  فلا عدل برتجى ؛ ولا أمن ولا آمان .


ومع حلول الليلة التالية ، هاجمت إحدى البومات الشريرة عصافير الدوري العربية خلال نومها ، ففزعت العصافير وحلقت في عتمة الليل لدقائق معدودة ، ثم عادت لإكمال مشوارها في النوم والراحة ...  ولكن ؛ هيهات ؛ هيهات ؛ فكيف ستتحقق للعصافير الراحة ، مع وجود البومة الشريرة ؟ كيف ستتحقق لها الراحة ؛ وتلك البومة تجوب الفضاء العربي وتشن عليها الغارة بعد الغارة ؟؟؟


 في تلك اللية حرمت عصافير الدوري العربية من أي طعم للنوم وللراحة  ؛ وكانت ليلة قاسية وتسببت للعصافير المسكينة بالخوف الشديد واليأس ، حيث تذمر أكثر العصافير من هذا الواقع المرير .... ووصل الأمر باقتراح البعض : تقديم أجمل عصفور للبومة ، ليرتاحوا من شرورها وليخلدوا للنوم وللراحة ! ولكن البومة الشريرة أغارت بسرعة„ على تلك الشجرة والتهمت كل ما تريده من عصافير  ، وفرحت بقية العصافير لزوال الخطر ،  ولمغادرة البومة الشريرة لذلك المكان ، وقالت كل العصافير بسعادة„ وبفرح„ كبير : تعالوا بنا لكي ننام ليلنا الطويل  ...


ولكن مسلسل الخوف لم تنتهي حلقاته بهذه البساطه التي خالتها العصافير ، ففي الليلة التالية استيقظت كل العصافير على أصوات لعشرات البومات المغيرة ، وكان من خلفها بومة الأمس الشريرة ...

 

هذه هي قصة عصافير الدوري العربية ، أثناء سعيها الطويل للبحث عن الحرية وعن الأمن والآمان ، وهي قصة أليمة بدأت أحداثها بالهروب من خطر الأفاعي والقطط الجائعة  ، ولكن العصافير دخلت اليوم في مواجهة يومية ودموية متواصلة مع كل جوارح الكون اللعينة ومع كل بومات الدنيا الشريرة ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد