في زماننا المشوه .. ضاعت الحقيقة

mainThumb

19-08-2015 12:39 PM

يا حبذا نفوس طيبة و طاهرة ، يا حبذا قلوب بالمحبة عامرة وبالايمان والتقوى زاخرة ؛ ويا حبذا أطعمة كانت شهية وزاكية ... إنه زمان الأولين والطيبين  . إنه الزمان الحلو الوادع والجميل  ؛ يوم اجتمعت فيه كل معاني الطيبة والأصالة ؛ وعمت البركة  ...


في ذلك الزمان الحلو الجميل قال الأجداد في الثمرة : إستكبروها ولو عجرة ... فالثمرة الكبيرة وصلت للنضج وخلت من كل العلل ؛ هي عبارة رددوها في ذلك الزمان الطيب والذي خلا من الغش والخداع ...


زمان خلا من التلاعب ومن التمويه بالأصباغ  والنكهات والمجملات والمجاملات ، زمان خلا من المبيضات ومن الالوان البراقة والإضفات الخداعة ، زمان خلا من الكيماويات والهرمونات ومن التلاعب بالجينات ... لذلك كان كل شيء على طيبعته وسجيته ، فكان سهلا” على المرء قرأءة المكاتيب من عناوينها ، وإستخلاص النتائج من  المقدمات في تلك الفترة  ...


عندما كانت الاسمدة الزراعية طبيعية  ، وخلت أسواقنا من الكيماويات ومن الهرمونات ...  ؛ قال أجدادنا بثقة : استكبروها ولو عجرة ...


ولكن في هذا الزمان البراق والخداع ، والذي شاع فيه التلاعب والتحايل والغش والخداع والتمويه لكل شيء ، واستخدمت فيه الكيماويات والهرمونات بكثرة  ، تبدل  الحال اليوم  وانقلبت الأمور رأسا” على عقب ....  في زماننا الخداع والمموه والمشوه ؛ سيندم كل شخص قرأ المكتوب من عنوانه  ، وسيخطئ كل من تحرى النتائج من المقدمات  ...


في زماننا الخداع والمشوه والمموه ؛ رأينا فنونا” يومية  من الغش والتلاعب والخداع ... ورأبنا الغرائب والعجب العجاب ؛ فلا تغرنك الأشياء الملونة فقد تخفي الألوان من تحتها العفن !


فالحقيقة في هذا الزمان المشوش والمشوه والمموه هي الغائبة والمفقودة  ؛ فحتى حقيقة الوجوه تلاعبوا بها ، فجملوها بالعمليات وصقلوها بالمبيضات لكي تبدو جميلة !

في زماننا المشوه والمشوش ، استخدمت كل أنواع الكيماويات والهرمونات وتم التلاعب بالجينات  ؛ فكانت الثمار الكبيرة هي الأسوأ من بين كل الثمار المعروضة  ؛ في زمان طهرت فيه الجامعات الربحية والشهادات الفخرية  ؛ كان لا بد من خوض الخريجين للإختبارات  ، في زمان الواسطات والمحسوبيات والرشوات ؛ غاب الصدق والعدل  ؛ وضيعت الأمانة ... فكانت النتيجة أن  ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )  ـ صدق الله العظيم وصلنا اليوم إلى زمان الرويبضات  ؛ حيث تقدم الركب العملاء وتراجع إلى الخلف الشرفاء ، وتكلم في الناس الصغار وصمت  الكبار  ؛ وظهر العهر وغاب الطهر ، وعم الفجور والسفور كل شوارعنا  ، فإن أبدىت الإستغراب والاستهجان„ ، نعتوك بالتخلف والتطرف وبمحاربة الحرية !!!


إنه زمان الرويبضات ؛ والذي تجرأ فيه عباد الهوى والشيطان على شتم رسول الإنسانية وسيد الأولين والآخرين : محمد بن عبدالله ( عليه الصلاة والسلام ) " وبدعوى الحقوق والحرية  ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء ، فقيل وما هن يا رسول الله ؟ قال إذا كان المغنم دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه ، وبر صديقه وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وشربت الخمور ولبس الحرير ، واتخذت القينات والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ؛ فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا .


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَهَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ" .......  واللكع بن اللكع هو : اللئم والخبيث والشحيح والسافل ورديء الحسب وسيء النسب ... اللكع بن اللكع هو : أسوأ وأقبح الموجودبن ، ولا يبالي هذا اللكع بن اللكع لأوامر العقيدة ولا يهتم للعادات والتقاليد ، فقلبه خال„ من كل الأخلاق  الانسانية  ؛ وهو يجرم بحق الناس ويتلاعب بقوت يومهم  ؛ فهمه الأول لا بتعدى نفسه وهواه وغرائزه ، وهدفه الدائم موجه لتجميع وكنز الأموال ؛ دون السؤال ولو لمرة واحدة : كيف ؟ ومن أين جاءت ؟


و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


[[ يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها .


فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟


قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم . !!


  وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . !!


 فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟


قال : حب الدنيا وكراهية الموت ] !!


فالكفار والمشركون والأعداء لم ينتصروا يوما” علينا بسبب شجاعتهم ولا بسبب قوتهم  ؛ ولكنهم تفوقوا علينا يوم خلدنا للدنيا الفانية ، وأشغلتتا متع الحياة والشهوات عن الدفاع عن مقدساتتا ووجودنا ومستقلبنا  ، ورضينا بكل ما رسمه وما خططه أعداء الله والإنسانية لنا ؛  ولو كان كيانات هزيلة وكنتونات منزوعة الدسم   ...  رئيس الوزراء اليهودي : ( بن غوريون ) ؛ قال يوما” : نحـــن لم نهـــزم العــــرب ولا مــــرة ؛ ولكن العــــرب انهزمــــوا مـن أمــامنــا في كل مــــــرة ... !!!


 إذا انقلبت المفاهيم الإيمانية في عقول أبناء هذه الأمة ، واستمرأوا الذل والتبعية واستسلموا لضجيج الباطل وصخبه  ، وأمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف  ؛ فعندها سيتسلط  عليهم الرويبضات وسيتحكم بهم كل  لكع بن لكع ...


 قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم  :


( سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ؛ قيل وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ) !!!


اللهم ؛ جنبنا شرور الكفار والمشركين والمنافقين   ؛ اللهم ؛ إن كل أمم الكفر تكالبت اليوم علينا ، وعاثت فسادا” في ديارنا ؛ فارأف بحالنا يا الله ؛  إرأف بأطفالنا يا الله ؛  اللهم ؛ إن كل أمم الضلالة والفجور تكالبت اليوم علينا  ؛ واستباحت أعراضنا  ؛ وسفكت دمائنا دون رحمة ؛ فالرحمة الرحمة يا الله  ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد