العرب على موائد اللئام .. ‎

mainThumb

29-08-2015 10:32 PM

 الحمد لله على نعمة الامن والآمان في بلدنا الأردن ؛ وأحمده تعالى على تمام الصحة وعلى نعمة الاسلام قبل وبعد كل شيء ...

 

          لو تجمدت لدي الأحاسيس وعطلت عندي الحواس وأغمضت عيوني عن مصائب أمتي من المحيط وحتى الخليج  ، فستكتمل الفرحة لدي ، ولو عشت لنفسي ولأنانيتي فسيزداد سروري أكثر وأكثر  ؛ حين أجد نفسي بين الفئة العربية والتي حيدت ؛ وإلى الآن ؛ عن لعبة الموت الإستعمارية اليهودية المعدة لهذه الأمة  ؛ ولكن مشكلتي تكمن في اختبار مشاعري الإنسانية وفطرتي  الربانية ، مشكلتي تكمن في اختبار صدق عقيدتي الإيمانية  ، مشكلتي تكمن في اختبار قوميتي العربية ؛ فأنا أخ لكل إنسان أكرمه الله بالإنسانية ، وأنا أخ لكل مسلم أكرمه الله بنعمة الإسلام ، وأنا أخ لكل  عربي أبي نطق بالضاد ؛ هذا ما تعلمناه من معلمينا وهذا ما تلقيناه من آباءنا وأمهاتنا ، وهذا ما لمسناه من مجتمعاتتا العربية الأصيلة ...
 
            حاولت وفي مرات„ كثيرة„ أن أعيش لنفسي ولأبنائي مثل  كثير„ من الناس ؛ ولكنني دائما” ؛ وجدت نفسي تبعا” لفطرتي ولتربيتي الإنسانية ، فسالت الدموع وتفطر القلب على الأجساد العربية الممزقة في كل يوم ، وحاولت أن أعيش لمناسكي ولعبادتي فقط ؛ ولكن عقيدتي الإيمانية تحرك في وجداني مشاعر المرارة والألم على الدماء المسلمة والعربية والتي تسفك كل يوم دون ذنب  ، حاولت أن أكون لوطتي الصغير فقط ؛ ولكن قوميتي العربية  ، جعلتني أقف مصدوما” وكتئبا” وحزينا” ، وفي قلبي لوعة وغصة على العرب الهائمين على وجوههم في أصقاع هذا العالم  ، بعدما هاجروا من بلادهم هاربين من القتل والبطش والإبادة ، فضاقت عليهم يلادهم العربية بما رحبت ، وخذلتهم المليارات العربية المكنوزة إلى ما شاء الله ، وأغلقت في وجوههم الحدود والبوابات  ؛ فساروا في دروب التيه والضياع في هذا العالم  ، وأسلموا أنفسهم وأسرهم لمافيات التهريب الجشعة ، وصعدوا لمراكب الموت المهترئة ، فمات أكثرهم في عرض البحر ومات بعضهم إختناقا” في البر خلال بحثهم المضني عن الأمل والحياة ... !!!
 
              فمن الذي يتحمل المسئولية عن موت وذل وجوع وغرق هؤلاء العرب المساكين والمستضعفين ؟؟؟  الذي قتل وأباد وهجر ؟ أم الذي سكت عن مسلسل القتل والإبادة ؟ أم الذي أغلق حدوده وأبوابه ؟ أم الذي منع عنهم كنوزه وملياراته ؟؟؟
 
 
           إن  الكل شريك في هذا المسلسل الإجرامي من القتل والإبادة للعرب ، والكل في الذنب والمسئولية سوآء ...  ولنتذكر أن الله تعالى هو خالق هؤلاء المظلومين ، وهو  الذي حرم الظلم على نفسه وحرمه بين العباد  ، لذا فسيقتص الخالق من كل المساهمين في موت المساكين والمستصعفين  ؛  وهو الاله الذي يمهل ويمهل ويمهل ، ولكنه أبدا” لم ولن يهمل ...
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون   ( صدق الله العظيم ) .
 
 
         منذ ما يزيد على أربع سنوات ، وأخبار القتل العربية والإسلامية تهيمن وفي كل ساعة على محطات الأخبار العالمية !!!  ففي بورما حرق لعشرات ولمئات الالوف من المسلمين بأيدي البوذيين  ، وفي سوريا والعراق يجري قتل وحرق وتشريد لملايين العرب الأبرياء ، وفي مصر واليمن وليبيا قتل وشرد عشرات الآلاف من العرب  .... وفي كل مكان من هذا العالم يقتل العربي والمسلم في كل يوم„ ؛ فكيف ستتحقق السعادة ومن سيأتي السرور ؟
                  إذا رضي العربي والمسلم بعيشة الدحاج اللاحم والراتع في أقفاصه ( يأكل ويشرب تارة” ثم يلهو ويلعب تارة” أخرى ) ، ودون أن يبالي لما يجري ويدور حوله ، ودون الإلتفات لسكاكين الجزارين المنهالة وفي كل لحظة على الأقفاص المجاورة لقفصه والذي اوجل ذبحه إلى حين ، فنحن أمام مصيبة عظيمة !!!
 
         كم مرة أصابنتي الدهشة ، وأنا أشاهد القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة تتساقط على أخواننا السوريين في القرى القريبة وفي مدينة درعا المجاورة  ، وفي نفس تلك اللحظات غطت سماء بعض المدن والقرى الأردنية المتاخمة للحدود السورية الرصاصات الكثيفة والألعاب النارية : ابتهاجا” لعرس„ ما أو لنجاح„  شخص ما أو لفوز„ رياضي ما داخلي أو حارجي !!!
 
           قال رسول الله صلى عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه ) . وقال عليه الصلاة والسلام -: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) . وهو معناه أنه لا يتم إيمانه ولا يكمل إيمانه الواجب إلا بهذا ، كما قال عليه الصلاة والسلام -: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) . وهذا يدل على الإنسان المسلم لن يحقق الشرط الإيماني إن بقي لنفسه ولذاته فقط .
 
                   التوحد قوة والفرقة ضعف ويد الله  مع الجماعة ، وإن الذئاب لا تأكل إلا من الغنم القاصية ؛ فلو توحد العرب لما تسلل اليهم الأعداء بحج الأقليات والمذهبيات ولوزعت الثروات بين أفراد هذه الأمة ولعشنا في رخاء وقوة ورفعة ... إنطروا الى الولايات المتحدة والى أوروبا ؛ إنها قوية بالتحامها وبوحدتها ولو تفرقت لضعفت وتلاشت .
 
           إن قصة الثيران الثلاثة ورغم قدمها فالعرب وإلى اليوم لم يستوعبوها بعد  ؛  والتهم المستعمرون الثور العربي الفلاني بحجة تفادي شروره ، والتهموا الثور العربي الفلاني لألوانه الشاذة والغريبه ، والتهموا الثور العربي الفلاني لتصفو الغابة للبقية ... واستمروا في حيلهم اللعينة حتى إقتصرت الغابة أخيرا” على  المفترسين وعلى بعض  من الثيران الهزيلة ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد