أول يوم في المدرسة .. ‎

mainThumb

07-09-2015 12:29 PM

ذهب أحمد مع والدته وبرفقة اخته الكبيرة والصغيرة لشراء مسلتزماتهم المدرسية إستعدادا” للسنة الدراسية الجديدة ، وكم كانت معاناة الوالدة كبيرة” أثناء بحثها الطويل عن حاجيات الأبناء المدرسية : ( حقيبة ، قرطاسية ، ألوان ، مريول ، ملابس ، وأحذية  ... ) ،  ولكن المعاناة الأكبر جاءت خلال بحثها الطوبل عن الملابس المرضية لإبناءها ؛ ( هذه القطعة جميلة ولكنها مرتفعة الثمن ، تعالوا لنطوف أكثر وأكثر فعسانا نجد غايتنا بسعر أقل  ، وهذا البنطال لونه لا يلبي الغرض ، وهذه ليست على الموضة الدارجة ، وهذا شكله كذا ولونه كذا ... ) ، ولكن وبعد طول عناء قررت الوالدة الخضوع لسعر السوق ولرغبات الأبناء بأي ثمن ، وقررت شراء كل ما نال رضى الأبناء من الملابس بأي ثمن !!!.
 
 وبعد شرائهم لجميع المستلزمات والطلبات  عادوا في آخر النهار من رحلة تسوق شاقة ومضنية ، وتناولوا جميعا” طعام العشاء وذهبوا للإستحمام وللنوم الباكر استعدادا” لأول يوم في المدرسة  ...
 
       وفي الصباح الباكر ركض الأولاد مسرعين إلى المدرسة ، وكانوا فرحين جدا” بعودتهم للمدرسة ، وزادت ملابسهم الجديدة من فرحتم ؛  إن أول بوم دراسي يشبه العيد بالنسبة للطلاب : ( ثياب وحقائب جديدة ؛ ومصروف وافر ؛ وكتب جديدة والتقاء بالزملاء وبالأصحاب )   ...  ثم قرأ مدير المدرسة ومساعدوه التقسيمات والتوزيعات الجديدة للطلاب وللشعب المدرسية من خلال الإذاعة المدرسية  ...
 
         ودخل الطلاب ومعهم الطالب أحمد إلى صفهم الجديد وهم  فرحين بالترفيع إلى صف جديد  ،  ولكن الفرحة تبخرت بسرعة حين شاهدوا الحالة المزرية للمقاعد والصفوف ، لقد علتها الأتربة والغبار ،وتناثرت شظايا الزجاج على الشبابيك ، بعد أن هشمتها حجارة الأولاد العبثية خلال عطلتهم الصيفية ... ودخل مربي الصف الى شعبة الطالب أحمد ، ثم قام يقراءة أسماء الطلاب بحسب شعبتهم الجديدة ، وطلب المعلم من طلابه الجلوس على المقاعد استعدادا” لاستلام الكتب المدرسية ، وبسرعة مسح بعض الطلاب مقاعدهم بما لديهم من مناديل ورقية  ، بينما قام بعض الطلاب بمسح مقاعدهم بكفوفهم وبأردان ملابسهم ! ولكن كثير من الطلاب ؛ ومنهم الطالب أحمد  ؛ جازفوا بملابسهم الجديدة ثم جلسوا على الأتربة والغبار بعدما شاهدوا مجموعات كبيرة من الطلاب المتجولين الباحثين عن مقاعد للجلوس عليها  ...
 
        وأخرج مربي الصف قلم سبورته ليكتب على سبورة  : ( الوايت بورد ) بعض العبارات الترحيبية للطلاب ، ولكنه تراجع عن هدفه عندما عجز عن مسح المعلومات الملتصقة بالسبورة قبل بدايات العطلة الصيفية ؛ وقرر المعلم في ذلك اليوم الإكتفاء بالوقوف على بوابة الصف لمراقبة حركة تسليم الكتب المدرسية ودور شعبته في استلام الكتب ... ولكن هذا اليوم الدراسي الأول مضى من دون تسليم الكتب المدرسية للطلاب  ، وعاد أحمد وزملاءه الطلاب بحقائبهم الفارغة وبملابسهم الملطخة بالغبار والأتربة  ...
 
     هذه هي قصة الطالب أحمد وهذه قصة أغلب طلابنا الأردنيين مع أول يوم  في المدرسة ...           


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد