إبتســــم للكــامــيرا ..
أثناء تجوال الكاميرات التلفزيونية على المؤسسات والدوائر المختلفة وفي الطرقات والمولات لإجراء بعض اللقاءآت ، أو لإنتاح برامج تلفزيونية معينة ، يطلب المذيع من الأشخاص المتحدثين أمامه : ( الإبتســـــامة للكــــامـيرا ) ...
وهذا يلزم المتحدثين نسيان همومهم ودفن مشاكلهم لبعض الوقت والإبتسامة العريضة للكاميرا ... وفعلا” يجتهد المتحدثون لإظهار الإبتسامة المطلوبة ، تمهيدا” لإتمام المشهد ولإنجاح اللقاء ، وهذه الإبتسامة هي في الغالب مفتعلة ؛ فللناس مشاكلها وللنفس همومها ...
توقفي يا أختي ؛ هيا إبتسمي للكاميرا ؛ هذه هي هديتك بمناسبة عيد الأم ! فما الذي تودين قوله للمسئول الذي قدم لك هذه الهدية بمناسبة عيد الأم ؟ وتبتسم هذه الأم المهمومة والمتعبة لتلك الكاميرا التلفزيونية ، وتبدأ بتقديم شكرها المتواصل للمسئولين المعنيين على هذه اللفتة الكريمة ...
وأنت أيها المريض الراقد بعد العملية ؛ الحمد لله على السلامة يا أخي ؛ هذه هي هديتك بمناسبة يوم المريض العالمي ؛ فما الذي تود أن تقوله للأطباء ولإدارة المستشفى ؟ وماذا تقول لوزارة الصحة بهذه المناسبة الكبيرة ؟ ... ويدوس هذا المريض على كل أوجاعه ويتحامل على آلامه ويخفي أمام الكاميرا أناتة ؛ ويجتهد لإظهار ابتسامته المطلوبة للكاميرا ؛ ثم يبدأ بصرف سلسلة طويلة من الشكر للأطباء المشرفين على علاجه ، وينتقل بعدها لتقديم الشكر الكبير لإدارة المستشفى وإلى وزارة الصحة ، ولا ينسى هذا المريض الموجوع تقديم الشكر والإمتنان للمسئول الذي تذكره بهذه اللفتة الكريمة ...
وكما هو الحال في لقاءآتنا التلفزيونية والتي تتطلب من المتحدثين الابتسامة العريضة للكاميرا التلفزيونية ؛ ولو كانت مفتعلة ؛ ففي حياتنا اليومية مواقف كثيرة مشابهة ، مواقف تتطلب منا مداومة الإبتسامة ـ ولو كانت زائفة ـ لكاميرا الناس والمجتمع والحياة ...
يعلو صراخ الزوجين ويحتد النقاش بينهم ويسمع السباب والشتم ، وفجأة يتوقف هذا الصراخ بعد سماع الزوجين لزامور سيارة أحد الأقارب أو الأصحاب بعد توقفها أمام المنزل ... لا تتكلمي بحرف ! وأنت لا تتكلم بحرف ! وينزل الزوجان مرحبين ومهللين بالضيوف وبالزائرين ، وبعد إظهار الزوجين للإبتسامة المطلوبة لكاميرا الناس والمجتمع والحياة ، يجلسون مع الزائرين في سهرة عنوانها الهدوء والكلمة الرقيقة والإبتسامة اللطيفة والمطلوبة لكاميرا الناس والمجتمع والحياة ...
يتخاصم الإخوة على شيء من حطام هذه الدنيا ، ويسود الفتور والجفاء وتبدو القطيعة ؛ ولكن الإخوة يضطرون للإجتماع خلال المناسبات العامة أو الاعياد الدينية ، ويتظاهرون أمام الملأ وأمام الناس بأنهم أخوة أعزة ! ويتظاهرون بأنهم يد واحدة وقلب واحد ، ويداوم هؤلاء الإخوة على إظهار إبتساماهم المطلوبة لكاميرا التاس والمجتمع والحياة ...
إن كثيرا” من تصرفاتنا مغلفة بالابتسامات الزائفة والمفتعلة لكاميرا الناس والمجتمع والحياة ؛ ولكن ؛ تبقى إبتسامة المظلوم في وجه الظالم تفاديا” لشروره وخوفا” من جبروته هي الأقسى على النفوس والقلوب الحرة الأبية ... ( ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد ) .
إن الإبتسامة للفقير واليتيم والمريض والعليل هي أخلاق محببة عمد الله ، وكل إبتسامة في وجوه المسلمبن وغير المسلمين تخرج صادقة وخالصة لله فسيثاب فاعلها ، وكما ورد في الحديث التبوي الشريف : تبسمك في وجه أخيك صدقة ... ولكن بعض الناس بالغوا في لعبهم لمثل هذه الأدوار الكاذية والزائفة أمام كاميرا الناس والمجتمع والحياة ، حتى سقطوا أخيرا” في براثن الشرك والكذب والنفاق ؛ والمصيبة أن بعضا” من هؤلاء يتظاهر بالورع والتقوى أمام كاميرا الناس والمجتمع والحياة ؛ ويظهر خلاف ما يبطن ؛ ويؤدى صلاته بهدوء وخشوع وروية ، ويعد إنهاءه للصلاة يقدم مواعظه لعامة الناس ، ويداوم على أداء العمرة بعد العمرة ....
وينبهر بهذا الشخص كل الذين حوله قائلين : ما أروع هذا الورع ! وما أجمل هذه المواعظ والعبر ؛ وما أتقى هذا الرجل وما ... !!!
فإن تقربوا منه أكثر وأكثر ؛ تجلت لهم حقيقته البشعة ! فوجدوه من التجار المحتكرين والغشاسين والمرابين ، أو من الموظفين المرتشين والمتملقين والمتزلفين ، أو وجدوه من الذين لا يتورعون عن ابتلاع حقوق الآخرين بأية وسيلة ، وربما كان من العاقين لآباءهم أو من القاطعين لأرحامهم .... !!! وسيكتشفون في نهاية الأمر بأن هذا الشخص يظهر خلاف ما يبطن ، وأن كل تصرفاته مفتعلة لتسويق النفس أمام كاميرا الناس والمجتمع والحياة ... ليس إلا !!! .
سطو على متحف اللوفر وسرقة مجوهرات من مجموعة نابليون
وفد أممي رفيع يزور الأردن لتعزيز التعاون التنموي
نمو تسهيلات الأفراد بالربع الثاني 2025 وعمّان تتصدر القيمة
الحوثيون يحتجزون 20 موظفاً في الأمم المتحدة
مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الغويري والخلايلة وأبو صعيليك
فصل التيار الكهربائي عن مناطق بالأغوار الشمالية الاثنين
شهداء وجرحى بينهم أطفال بقصف على الزوايدة وخان يونس
افتتاح دورة الاستراتيجية والقيادة العليا في كلية الدفاع الوطني
خسارة منتخب الشابات للكرة الطائرة أمام هونغ كونغ آسيويًا
كلية الدفاع تنظم برنامج الحوار الاستراتيجي لمحاضري مادة العلوم العسكرية
الأوقاف: 20 دقيقة مدة الانتظار بين أذان الفجر وإقامة الصلاة
الصراع السيبراني بين تل أبيب وطهران
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
قرار حكومي مهم بشأن الحجز على أموال المدين
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية