المرايا تتكرر ولا تتكسر .. ‎

mainThumb

18-09-2015 03:56 PM

 برنامج ( مرآيا ) للفنان السوري : ياسر العظمة نال شهرة واسعة في عالمنا العربي  ؛ وقدم للمشاهد العربي كثيرا” من المشاهد الواقعية والمثيرة  ...

 

    وبعض الحلقات كشفت للمواطن العربي طرقا” شيطانية” ونادرة” للغش وللنصب والإحتيال  ؛ ورغم فضح تلك الطرق أمام الناس ؛ فلا زال  بيننا من يقع ضحية” للإحتيال وبنفس الأساليب  التي كشفت عنها حلقات ( مرايا )  ...
 
        في إحدى حلقات مرايا المعروضة آواخر القرن الماضي ... سمع أهل القرية عن مكتب لاستثمار وتشغيل أموال الناس مقابل أرباح خيالية للمنستثمرين بعد كل فترة ... ووضع بعض سكان القرية أموالهم في ذلك المكتب الاستثماري ، وقدمت لهم أرباح مجزية من قبل المكتب ، فهرع كل سكان القرية للمتاجرة بأموالهم في ذلك المكتب ... وعند حلول الفترة المحددة لجني الأرباح ، توافد أهل  القرية لتحصيل أرباحهم الموعودة من المكتب ، ولكنهم لم يجدوا المكتب ولا موظفيه ، واكتشفوا بأنهم وقعوا ضحية” لمجموعة„ جشعة„ من المحتالين والنصابين ...
 
       وبعد عدة سنوات من عرض تلك الحلقة ؛ وقع عشرات أو مئات الوف الأردنيبن ضحية” للإحتيال وبنفس الطريقة ؛ فيما عرف بقضية البورصات الوهمية ، ودعمها المتأهبون للفنتوى  ...
 
              ومن أغرب الأمور التي تكررت وبنفس السيناريو هي القصة التالية : إجتمع مدير الأمن العام برؤساء أقسام وبفروع ومخافر الأمن ، وطالبهم بضرورة تطبيق القانون بصرامة ودون محاباة ... وبعد انتهاء الإحتماع وردت إخبارية لرئيس إحدى الفروع الأمنية عن وجود شاب أرعن يسوق سيارته بطيش ويطلق العيارات النارية بعشوائية ويرعب الناس ،  فغضب رئيس الفرع الأمني لتصرف هذا الشاب  ، وأرسل مساعده مع مجموعة كبيرة من رجال الأمن لإلقاء القبض على الشاب  ... وعند وصول سيارات الشرطة إلى المنطقة المذكورة ، شاهدوا الشاب وهو يستعرض بسيارته ويطلق الرصاص في الهواء ... وبسرعة تم القبض  عليه من قبل رجال الأمن ، فحذرهم الشاب المغرور من مغبة هذا التصرف الأحمق والمتسرع ؛ وقال لهم : كلكم ستندمون ... ثم اتصل بخاله المسئول الكبير في وزارة الداخلية ، ولكن الضابط المساعد لم يبالي لتحذيرات هذا الشاب المتهور ؛ واقتاده مخفورا في سيارة الشرطة إلى الفرع الأمني  ، وركب ضابط الشرط سيارة هذا الشاب الفارهة وساربها أمام سيارات الشرطة ... وبعد عدة دقائق قليلة خال الشاب برئيس الفرع الأمني مهددا” ومتوعدا” الجميع بالعقاب إن تعرض إبن إخته للاذى  ، فقام رئيس  الفرع  بالاتصال بمساعده وطلب منه استخدام اللين مع ذلك الشاب ؛ وعقب كل اتصال من ذلك المسئول يتدلل الشاب أكثر وأكثر ، حتى ركب هذا الشاب في سيارته الفارهة التي يقودها الضابط المساعد  ،  ولحقت سيارات ودراجات  الشرطة بسيارة الشاب الفارهة  ؛ وتحول الشاب من متهم ومدان إلى مسئول يتصدر موكبا” مهيبا” من سيارات ودراجات الشرظه   ... !!!
 
       وعند وصول ذلك الشاب إلى الفرع الأمني المعني بالقضية ،  أدى رئيس الفرع التحية العسكرية للشاب وأجلسه مكانه ، وبعد قيام رئيس الفرع بواجب الضيافة والحفاوة  ؛ غادر الشاب المكان وكأنه مسئول كبير في زيارة تفقدية ، بينما رئيس الفرع الأمني يتوسل للشاب بأن يوصي خاله لترقيته  ...
 
       تتناقضات أوجدها منطق البطش والقوة والاستبداد والذي ساد كل العلاقات الإجتماعية وحتى الدولية  ، وهذا المنطق الأعوج حول المتهمين والمدانين إلى مدللين ومنعمبن وإلى متصدرين لواجهة القيادة والمسئولية  !!!
       قارنوا بين هذه القصة وبين قصة الرئيس السوري الحالي  ... في بداية الثورة السورية ، لم يتعدى عدد القتلى المئات ؛ وكانت الالسن الغربية ومن خلفها العربية تردد بثبات  : إن الرئيس السوري فاقد للشرعية بعد أول قطرة دم بريئة أراقها ، وبإنه الآن خارج كل الحلول وهو جزء من المشكلة وليس جزء من الحل ...
 
         وبعد قتل مئات الألوف وتشريد ملايين السوريين ، وبعد تسوية كثيرا من المدن السورية بالأرض ...  إنقلبت الألسن الغربية وتوابعها العربية ( 180 ) درجة ، وأصبحت تردد الآن وبثبات : أن بقاء الرئيس السوري هو الضمانة الوحيدة للسلم الأهلي ، وهو أساس النجاح لجميع الحلول الممكنة في سوريا ... !!! 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد