الإنتفاضة الثالثة .. إما النصر وإما الشهادة .

mainThumb

17-10-2015 09:33 PM

  المؤامرة الصهيونية والدولية على الشعب الفلسطيني عظيمة ، وكما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة ؛ يبتلى المرء على قدر دينه ... وبالقياس على هذا الحديث الشريف ؛ فالشعوب تبتلى على قدر دينها وإيمانها  ... وهذا الشعب الفلسطيني المؤمن والمجاهد أبتلي بلاء” عظيما” ؛ حينما دفع المستعمرون باليهود المجرمين ليحتلوا أرض فلسطين بعد دعمهم بالمال والسلاح ، وشرعوا هذا الاحتلال بالقرارات الأممية المشبوهة   ...
 
         الشعب العربي الفلسطيني  يأبى الركوع لغير خالقه ؛ شعب جاهد المحتلين وقاوم كل المشاريع الإستعمارية منذ مائة عام تقريبا” ، شعب عربي عاشق للحرية والكرامة والشهادة  ...
 
             مئة عام مرت قاسية” وأليمة” على الشعب العربي الفلسطيني المجاهد والصامد ، مئة من الإستعمار والإحتلال ولكن الشعب الفلسطيني ظل متشبثا” بحقوقه وبأرضه ومقدساته  ، وواجه كل آلات القتل الإستعمارية والصهيونية وهو يردد برجولة وثبات : فإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَّديقَ -- وإِمّا مماتٌ يُغيظُ العِدى ...  مئة عام„ كانت مريرة” على شعب الجبارين وهو يقدم مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وملايين  المهجرين واللاجئين ...
 
        مقاومة الشعب العربي الفلسطيني للإستعمار البريطاني وللإحتلال الصهيوني لم تتوقف أبدا ؛ وإن توقفت في فترة من الفترات فمن أجل إلتقاط الأنفاس فقط ، أو لتلافي الحصار والضغوطات الدولية أو لضعف الإمدادات ولشح السلاح ...
       
 
عشرات الثورات والإنتفاضات والمظاهرات خاضها الشعب العربي الفلسظيني البطل دفاعا” عن القدس وعن تراب فلسطين  ، قرن من المقاومة البطولية عل طريق التحرير والإنتصار ؛ بالبارود والحجارة والسكاكين ... سجل حافل من الثورات ومن الإنتفاضات المتتالية : ثورة العشرين في عام 1920 م ، ثورة يافا عام 1921 م ، ثورة البراق عام 1929 م ، ثورة الكف الأخضر عام 1930 م ، إنتفاضة عام 1933 م ، الحركة القسامية من 1930 م - 1935 م ، الثورة الفلسطينية الكبرى ( 1936 م - 1939 م ) ؛ والتي أوجعت المستعمر البريطاني وكل عصاباته الصهيونية المجرمة ، وانتهت تلك الثورة بإصدار المستعمر البريطاني لكتابه الأبيض والذي وعد من خلاله بوقف الهجرة اليهودية لفلسطين ، كما وعد بإنشاء الدولة الفلسطينية خلال الأعوام العشرة القادمة ... ولكن الاستعمار البريطاني اللعين إنقلب على وعوده السابقة ، وانشأ الكيان اليهودي الغاشم والغادر على أرض فلسطين العربية في عام 1948  م .
 
          وحافظ الشعب العربي الفلسطيني على دربه النضالي والبطولي وعلى خطه الثوري المقاوم للمحتل اليهودي الغاشم ، وقاوم المحتل اليهودي انطلاقا” من أرض فلسطين ، وانطلاقا” من الدول العربية المجاورة لفلسطين  ؛ ولم يتوقف  هذا الشعب الفلسطيني عن مقاومته البطولية للمحتل اليهودي ، ورغم ضخامة المؤمرات الدولية وشدة الضغوطات الأممية ، ورغم جهود الإحتلال المتواصلة لتذويب هوية الشعب الفلسطيني بهدف قطع ارتباطه بأرضه ووطنه ؛ ظلت فلسطين في قلوب الفلسطينيين والعرب وكل المسلمين ... إن فلسطين هي صرخة المؤمنين في وجه المحتلين وهي بوصلة المجاهدين الساطعة ؛ وهي وطن الأنبياء ومسرى الرسول الكريم وقبلة الإسلام الأولى  ، وسيتذكرها المؤمنون الموحدون لربهم كلما قرأوا سورة الإسراء ، وكلما توجهوا بالصلاة إلى قبلتهم الثانية حيث الكعبة ...
 
      فشلت كل المحاولات الصهيونية لمحو وطمس فلسطين العربية من الذاكرة الفلسطينية ومن الذاكرة العربية والإسلامية ، وقام الشعب العربي الفلسطيني بإنتفاضة الحجارة في عام 1987 م ، وهي الإنتفاضة التي فاجئت المحتل  اليهودي وخلخلت كيانه وأضعفت بنيانه  ، حتى انتهت بعقد إتفاقيات أوسلو المشئومة في عام 1993 م ، والتي أوهمت الفلسطينين بقرب قيام دولتهم الموعودة في غزة والضفة  ...  وفي عام 2000 م قام  الشعب الفلسطيني بانتفاضته الثانية نصرة للأقصى ، بعد أن دنسه الارهابي شارون برفقة مجموعات من المستوطنين  ، واستمرت تلك الإنتفاضة المباركة لخمسة أعوام متتالية ...
 
        وفي هذه الأيام يخوض الشعب العربي الفلسطيني إنتفاضته الثالثة نصرة للأقصى وللمقدسات ، وهي الإنتفاضة الشعبية المستعرة منذ عدة أسابيع ؛ ورغم الوضع العربي المتردي  ، فليس أمام الشعب العربي الفلسطيني إلا الانتصار للقدس وللأقصى  ... والذي ينفر لنصرة الله وتصرة مسرى رسوله فالله ناصره لا محالة ، ومن إعتمد على الله  فهو حسبه وكفيله ...
 
       جيل بعد جيل وتضحيات تتلوها تضحيات وثورة بعد ثورة وانتفاضة بعد إنتفاضة ، إنها إرادة المقاومة التي تمضي بشعب الجبارين حتى النهاية ... فإما النصر وإما الشهادة .
 
          مئة عام من التضحية والدماء  ؛ تصاعدت خلالها المقاومة ولم تفتر ... وعلى الطريق الطويلة للمقاومة والتحرير ،،، فلا أدري اليوم ؛ أهذه هي الإنتفاضة الأخيرة أم قبل الأخيرة أم قبل قبل الأخيرة ؟  ولكن الذي أعلمة اليوم ، بأننا قريبون اليوم من النصر ومن كنس الإحتلال وبلوغ خط النهاية ، إنه النصر الرباني والذي إعده الله لعباده وأولياءه ؛ والله لا يخلف وعده لعباده ....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد