ظواهر غريبة .. ‎

mainThumb

20-10-2015 08:56 PM

 نسمع ونقرأ في هذه الأيام عن ظواهر غريبة تقع في  مجتمعنا الأردني وكذلك في المجتمعات العربية ، وهي المجتمعات التي ظلت والى زمن قريب ضمن المجتمعات المتآلفة والمحافظة ...  وكمثال على مثل هذه الظواهر : ظاهرةالإنتحار ، والإدمان ، والإجرام ... إلخ .
 
      عندما يواجه الإنسان العادي صدمة تتجاوز تخيلاته وتفوق كل تصوراته وتوقعاته ،  سيقف حائرا” ومصدوما” أمامها ، ولايمكنه التعامل معها واستيعابها ثم مواجهتها ومنها : ( الخيانات الزوجية أو غدر الصديق أو القريب أو التعرض لخسارات كبيرة أو الحوادث المسببة للاعاقة الأبدية  أو نتيحة تراكم الديون    .... إلخ ) ، وبعدها فمن الممكن أن تأتي ردة فعل هذا الشخص العادي متسرعة وطائشة وغير محسوبة أثناء تعامله مع هذه الصدمة والتي لم تكن ضمن حساباته ، وقد تصل ردة فعل هذا الشخص المسكين إلى حد  : ( الإنتحار ، أو الإنحراف الأخلاقي أو التشرد والادمان  ، أو الإصابة بالأزمات القلبية الخطيرة أو الدخول في صراعات وفي أزمات نفسية .... الخ )  .
 
            أما الإنسان المؤمن فإن ردات فعله غالبا” ما تكون هادئة جدا” ومحسوبة ، والسبب أن المؤمن يربط دائما” كل حدث يواجهه بمشيئة وبإرادة الله ، كما أن المؤمن يعلم بأن هذه الدنيا هي ليست النهاية ولكنها البداية لما بعد الموت ، والمؤمن متيقن بأن كل عمل يرتكبه سيجازيه الله عليه ، ويعلم بأن الله تعالى سيعاقب كل الظالمين وسيقتص للمظلومين  منهم  ، لذا سيتحامل هذا المؤمن على وجعه وسيصبر نفسه الجامحة للطيش أملا منن بكسب رضى الله تعالى ، وسيبقى يمني النفس الحزينة والمصدومة بالفوز بوعد الله لعباده الصابرين بالنعيم  الأزلي والمقيم يوم القيامة .
 
      كما أن الإنسان المؤمن يملك اليقين الكامل بأن كل أهل هذه الدنيا : مؤمنهم وكافرهم ، وظالمهم ومظلومهم ، وغنيهم وفقيرهم ، واميرهم وخادمهم   .... إلخ ، كلهم سيمضون عما قريب للوقوف وهم فرادى وخانعين وخاشعين أمام رب العالمين ليحساسبهم وليسألهم على كل ما قدموه وما فعلوه في دنياهم الفانية والغرورة والخادعة  ... فلا بقاء للظلم مع وجود الله فالله تعالى حرم الظلم على تفسه وتوعد بالقصاص من كل الظالمين وباعطاء كل ذي حق حقه مهما كبر ذلك الحق أو صغر ؛ قال تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .... وقال تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) .
 
           فالمؤمن الحق سيسعفه ايمانه وسيياعده صبره على تجاوز كل الصدمات والأزمات ، وعلى تقبل كل ابتلاء وازمة وصدمة ، ولكن يوجد في مجتمعاتنا  فئات من الناس ؛ ولا أقول خالية الإيمان ؛  ولكنها فئات قليلة العلم بحقيقة الحياة وضعيفة الإيمان بالله  ؛ وهذه الفئة لا تستطيع تحمل الصدمات الكبيرة في هذه الحياة ؛ لذلك فلا بد من فزعة المجتمع المؤمن لمساعدة بعضه البعض ، ولا بد من المداومة على زيارة كل منكوب ومصدوم ومأزوم ، ثم الوقوف إلى جانبه : مساعدة وتذكيرا” وتصبيرا” ومواساة” ... الخ ،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  ( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم : مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ) .
 
         وهكذا كان حال المجتمعات العربية ، وهكذا كان حال مجتمعنا الأردني الحبيب حتى وقت قريب  ... ولكن ، وفي هذه الزمان الذي طغت فيه المادة على كل العلاقات الإنسانية ، وسيطرت فيه الأنانية على كثير من النفوس ، وهرول الناس بشراهة وجنون خلف الدرهم والدينار :  انقطع التواصل وقلت المودة بين الناس ، وضعف الإيمان الحقيقي في قلوب الكثيرين ، وقل التراحم وإنعدم التزاور فينا بينهم   ، فأصبحنا نسمع كل فترة عن وقوع حالات إنتحار ، وعن وقوع أشخاص بأزمات وبأمراض نفسية ، وعن ارتكاب أشخاص لحالات قتل انتقامية ...  الخ ، وكلها ردات فعل متهورة ومتسرعة من أشخاص قل علمهم وضعف ابمانهم . وجاءت عقب مرورهم بصدمات أو أزمات شديدة  ....
 
      نسأل الله تعالى  الخير الوفير لكل المسلمين ، ونسأله تعالى التبات في هذه الدنيا وفي الآخرة ، ونسأله أن يعنيننا على تجاوز دنيانا ونحن راضين ومرضين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد