صحيفة السوسنة الأردنية

        ولكنهم تفاجئوا صبيحة يوم الخميس الماضي بالسيول الجارفة وهي تداهم منازلهم ومحلاتهم وتفاجئوا بالطوفان المدمر وهو يجتاح وسط مدينة عمان عقب ساعة مطرية واحدة !!!  ...

 

      فهل أيقن الأردنيون والعمانيون اليوم ؛ بأن الله على كل شيء قدير ؟؟؟

 

 

         لقد شاهدتم بأم أعينكم السيول الجارفة وصورتم بهواتفكم النقالة بعض مآسي الطوفان والفيضان  ؛ فهل وصلتكم الرسالة الإلهية ؟ وهل استوعبتم الإنذار الأولي والقوي من رب العالمين ... ؟؟؟

 

         قبل طوفان عمان كانت الخمارات وكانت الكابريهات والحانات ، وكانت المعاصي والموبقات ، وكان التلاعب والغش والربا والفساد  ، وكان الإدمان والمخدرات ، قبل طوفان عمان كان الانتحار والسرقات  ...  فهل سيتبدل الحال بعده ؟ وهل ستعودوا لخالقكم بعده ؟ وهل ستصطلحون مع ربكم بعد هذا الطوفان ؟؟؟

 

        أراه الإنذار الرباني الأولي لكم من  ربكم ، فتوبوا إلى بارئكم الذي خلقكم وتكفل بكم وبعيشكم وبأرزاقكم ، توبوا إلى الله الذي اتاكم من كل ما سألتموه ؛ وداوموا على الذكر والإستغفار وعلى تلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار ...

 

       لقد جاءكم الغضب الأصغر من ربكم فكان ما كان ، فادفعوا عنكم الغضب الأكبر بتوبة صادقة تقريكم من الله ؛ إدفعوا غضب الله الأكبر بكثرة السجود وبالاستغفار والصلاة ؛ وكونوا القدوة الحسنة وكونوا المشكاة المضيئة للضالين والتائهبن في دروب الضلال  ، وأصلحوا النفوس والقلوب بمداومة الذكر والصلاة ، ولا تستبدلوا هذه الفانية بالباقية الخالدة ؛ وتذكروا بأنكم المؤتمنين على الإسلام بعد رسول الله ، وتذكروا بأنكم المرابطين على تخوم القدس وفلسطين ، فالمعركة مع الغاصبين قادمة ؛ والنصر سيتحقق بوعد من الله ، ففي الحديث النبوي الشريف : ((لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله ))، وزاد مسلم: (( إلا الغرقد ؛ فإنه من شجر اليهود ))؛ متفق عليه ... فكونوا المتأهبين  لمعارك التحرير للأقصى  ، وكونوا مع أمتكم العظيمة ولا تتخاذلوا عن نصرة المستضعفين من هذه الأمة ؛ فالمسلم الصادق لن يعيش لنفسه فقط ولن يكون أسير رغباته وأهواءه ، والمسلم الصادق لن يتذوق طعم الفرح والمسجد الأقصى مكبل بقيود الاحتلال  ، والمسلم الحقيقي لن يشعر بالسعادة ومن حوله مسلم واحد يقول  : آه ... وكلنا قرأ الحديث النبوي الشريف : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )  ... والحديث النبوي الشريف الذي يقول : ( المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص  يشد بعضه بعضا” )  ...

 

          أيها الأردنيون : هذا هو الإنذار الأول رأيتموه وشاهدتموه  ؛ فازيلوا من نفوسكم الوهن  ، وادفعوا عنكم الضغينة والغش والنفاق ، وسيروا على دروب الأولياء والأنبياء ، وكونوا الهداة المهديبن والصالحين المصلحين للعالمين ...

 

         أبها الأردنيون : إن هذا الطوفان هو البرهان الحسي والعيني على قوة الله ووجود الله ، فاتقوا الله يا عباد الله وتوبوا قبل فوات الأوان  ،،، أيها الأردنيون : إذا نزل غضب الله وجاءت ساعة العقاب فلن تنفعكم الإحتياطات ولا الأسباب ؛ فلا تكثروا لومك لفلان وفلان ؛ فكل عدو لله ملام ؛ وكل عاص„ لربه ملام  ...

 

      انظروا إلى أمريكيا المتقدمة والصناعية ؛ إنها فريسة سنوية وسهلة للأعاصير والطوفان ، راقبوا اليابان المتقدمة والصناعية والتي أخذت بالاحتياطات الزلزالية  لكل أنواع الهزات الأرضية ؛ ففاجئها ربها يتسونامي المرعب والطوفان  ...   فسارعوا إلى التوبة قبل فوات الأوان ؛ وأعلموا بأن الله قوي عزيز ، وأن الله على كل  قدير  ...