ففروا إلى الله

mainThumb

17-12-2015 01:09 PM

    الإنسان ليس وحيدا” في هذا الكون ليعيش كما يحلو له  ، والإنسان لم يخلق هذا الكون ليعبث فيه كما يشاء ، فحقا” على المخلوق أن ينصاع لتوجيهات وارشادات خالقه وخالق الكون كله ...

 

           وكما التزمت المخلوقات الأخرى بما حدده لها خالقها من مسارات وطريقة حياة  ؛ فلا بد للإنسان العاقل الذي ملك الإرادة بإن يلتزم بالمنهاج الذي خطه له خالقه ، ليمضي في حياته بحسب رؤية خالقة وليس بحسب رؤيته وهواه  ، وليكون مصلحا للكون لا مفسدا” وعابثا” فيه ...
 
          لو افترضنا وجود التوافق التام بين الأهواء البشرية وبين الأوامر الربانية ، فعندها لن يكون للاختبار الإلهي للإنسان أية قيمة أو معنى ؛ فاختبار الخالق للإنسان أخذ معناه من تقييده لرغبات وأهواء الإنسان كي تتماشى مع رؤية ورغبة خالقه ؛ ولتتوافق مع المصلحة الكلية للمنظومة الكونية  .
 
         والإنسان الذي يضبط أهوائه ورغباته وحياته لتتناسق مع منظومة الكون وفق رؤية واردة الخالق ، فسيكافه ربه بجنة عرضها كعرض السموات والأرض ، وأما الإنسان الذي يتمرد على رؤية وارادة خالقه ، فيتبع وساوس الشيطان ويعيش وفقا” للأهواءه والرغبات ؛ فسيعاقبه ربه بالعذاب الأليم والشديد بوم القيامة .
 
      ومن يكذب بالرسالات السماويه ولا يؤمن بكتب الله ، فجزاؤه الخزي والنار والسعير يوم القيامة  ؛ وعندها سيندم الكفار وأهل النار ، وسيسوقون لربهم كل التبريرات والأعذار  ، ولكن الله لن يلتفت اليهم ولن يستمع لأعذارهم  ؛ فرسل الله جاءتهم وحذرتهم من اتباع النفس والهوى الشيطان ، وبينت لهم حقيقة الدنيا الفانية وحقيقة الموت والحياة  ، وأمرتهم بالإلتزام بصىراط الله المبين ، وحذرتهم من عاقبة عصيانهم لله تعالى ، ولكنهم استكبروا وفتنتهم متع الدنيا الزائلة وغرهم طول الأمل ، وأصروا على الكفر ودواموا على فعل الآثام والمنكرات ، ولم يبالوا لكل التحذيرات ، واستحقوا بالعذاب الأليم والمهين الذي أعده الله للكافرين  ...
 
            فالكتب السماوية موجودة بين أيدي الناس ومن قديم الزمان ؛ وهذا القرآن العظيم وموجود ويذكر الناس بربهم وبتعاليم دينهم ، ويبين لهم حقيقة الوجود والموت والحياة ، ويدعوهم لعبادة الله وللإلتزام بالأوامر وبالشرائع الربانية  ...  وهذا القرآن هو الدليل للتائهين والمرشد للباحثثن عن دروب النجاة ، وهو كتاب رب العالمين  المحفوظ من تحريفات وألاعيب البشر ، وهو المكمل لكل الكتب السماوية التي سبقت الإسلام كالزبور والإنجيل والتواره   ...
 
           فتذكروا ؛ أيها الناس ؛ أنكم لم تخلقوا عبثا” ولهوا” ، وتذكروا أنكم اليوم في اختبار من ربكم ، وما دامت الروح في أجسادكم ففرصة التوبة والرجوع إلى الله أمامكم ، قال تعالى : َ(فِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِين ) . صدق الله العظيم
            فروا إلى الله الذي غمركم بنعمه الظاهرة والباطنة ، فروا إلى الله الذي سخر لكم كل مخلوقاته  ؛ ولا تغرنكم الدنيا الفانية الزائلة كما غرت أمما من قبلكم ، ولا يغرنكم بالله الغرور ؛ فالطريق أمامكم مهول ، وعمركم في هذه الدنيا قصير ، وحسابكم في الآخرة عسير  ؛ فصبروا أنفسكم على طاعة الله  ، وعودوا قلوبكم على حب الله  ، ولا تتبعوا خطوات الشيطان فتهلكوا  ؛ واتبعوا الحق المبين الذي نادى به كل المرسلين ؛ واستمسكوا بالقرآن العظيم وبهدي النبي الهاشمي الأمين  ، فالموت أسرع مما تتخيلون ، وخط النهاية أقرب مما تظنون ، فقد يباغتكم الموت فجأة وأنتم غافلون ، وعندها ستتحسروا أنفسكم وأهليكم  ، وستندمون حيث لا ينفع الندم ؛ وذلك هو الخسران المبين : قال تعالى : ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَـحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ فِى جَنْبِ اللهِ وَإِن كُنْتُ لَمِنَ السَّـخِرِين ) . صدق الله العظيم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد