إقذف بأموالك أمامك

mainThumb

25-12-2015 01:19 PM

   يقول  رب العالمين في قرآنه العظيم : الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور . (صدق الله العظيم ) ؛ فالموت والحياة مخلوقان قدرهما الله على كل الكائنات الحية ومنها الإنسان ...

 

       والحياة الدنيا هي ضفة النهر الأولى التي يرتع فيها الإنسان لبعض الوقت ؛  والإنسان مهدد بالإنتقال إلى الضفة الأخرى من هذا النهر في كل لحظة  ؛ لذلك فإن الإنسان العاقل والفطن يبادر بقذف كل ما يحتاجه من زاد ومتاع وأحمال وأموال لنكون أمامه وعلى الضفة الأخرى من النهر  ، أما الجاهل فإنه لا يحسب حسابا” لهذه اللحظة الحتمية القادمة ، ويترك زاده ومتاعه وأحماله وأمواله وكل ما بحتاجه خلفه  ، وبعد إن يحمله ملك الموت إلى الضفة الأخرى من النهر يفيق لنفسه ، ويصحو من غفلته ومن سكرته الطويلة ثم ينادي  : أين هو زادي ومتاعي وأين هي موالي وأملاكي و... ويتذكر بأنها لا زالت خلفه ؛ فيتوسل إلى ربه ليعيده إلى الضفة الأولى من النهر ليقذف بها أمامه  ولتكون معه  ، ولكن الله لن يكترث لقوله ولا لتوسلاته ورجاءه ... يقول  تعالى  : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . ( صدق الله العظيم )  . ..
 
         ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ » قالوا : يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه ، قال صلى الله عليه وسلم : « فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر » . ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : يَقُولُ ابْنُ آدَمَ : مَالِي مَالِي ، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ .
 
         وذات يوم ذبح النبي صلى الله عليه وسلم شاة ، فقامت عائشة رضي الله عنها فتصدقت بها كلها ، ولم تُبقِ إلا الكتف ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب الكتف والذارع ، فقال عليه الصلاة والسلام : « ما صنعت بالشاة ؟ » قالت : ذهبت كلها إلا الكتف ، فقال عليه الصلاة والسلام  : « لا . قولي : بقيت كلها إلا كتفها » .
 
       فأنت اليوم  لا زلت على ضفة النهر الأولى والفرصة هي سانحة أمامك ؛  فانفق أموالك في سبيل الله ، وتصدق بشيء من زادك وبعض من أحمالك ومتاعك لكي تجدها أضعافا” مضاعفة”  أمامك ، فتكون عونك ومغيثك وزادك  ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيم )  .
 
       يقول الله تعالى : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون . ( صدق الله العظيم ) .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد