الإسلام الحقيقي والتمثيلي .. ‏

mainThumb

31-01-2016 11:27 AM

عندما يؤدي ممثل دورا” لأحد الصحابة الكرام في فيلم سينماني أو في مسلسل تلفزيوني معين ، فسيحظى ذلك ‏الممثل بالاحترام والتقدير ، وسيظفر بمحبة وإعجاب كل المشاهدين والمتابعين ...‏
 
‏          فتقديم دور صحابي جليل وتقمص دور أحد الأولياء الصالحين  سيقرب الممثل من قلوب المتابعين ‏والمشاهدين  ، فالصحابة الكرام حملوا الصفات الطيبة والأخلاق الإنسانية العظيمة ، وكانوا على  قدر„ عال„ من ‏التقوى والورع والسوية فكانوا مقربين من الله  ...‏
 
‏      فكل الممثلين المقدمين لأدوار الصحابة الكرام في فلم الرسالة  : حمزة بن عبد المطلب ، عمار بن ياسر ، مصعب ‏بن عمير ؛ خالد بن الوليد ؛  ... إلخ ، حازوا على رضى المشاهدين ودخلوا قلوب الناس  ونالو ا المحبة والتقدير من ‏الجميع ...‏
 
‏       وكل من مثلوا أدوارا” مختلفة” للتابعين وللعلماء وللأولياء الصالحين :  عمر بن عبد العزيز ، الامام البخاري ؛ ‏صلاح الدين الايوبي ؛ الظاهر بيبرس ؛ قتيبة بن مسلم  ...إلخ ؛ نالوا محبة المشاهدين بعد أدائهم لشخصيات الأولياء ‏وللقادة العظام والفاتحين  ...‏
 
‏     ولكن محبة الناس إنقلبت وفي أكثر من مرة„  إلى نفور„ من بعض الممثلين ، حين بدت حقيقتهم للناس وشاهدوهم ‏على صورتهم البعيدة عن دورهم الديني والإيماني الذي مثلوه من قبل ...‏
 
‏        بعض من هؤلاء الممثلين كرههم الناس بعد تقديمهم لأدوار„ مغايرة„ لأدوارهم الدينية  ، بعد أداءهم لدور ‏الصحابي الجليل ولدور العالم الديني ولدور الولي الزاهد والتقي  ...‏
 
‏          المسلمون اليوم تحول أكثرهم إلى ممثلين وإلى متظاهرين بدورهم الديني ؛ لا أكثر ؛ فالتمثيل وتقمص ظاهر ‏الإسلام بلا إيمان ودون أية قناعة ، يبدو اليوم هو السمة الغالبة على سلوك وعبادات كثير من المسلمين  ؛ فالمسلم ‏الذي يظهر لك بأنه : الورع والزاهد والتقي  ؛ تتفاجأ بعد معاشرته وبعد معاملته بأنه كان مجرد لاعب„ لدوره الديني ‏والإيماني ؛ لا أكثر !!! واستعان في أداءه لهذا الدور بثوبه الطويل وبمسواكه ولحيته !!!‏
 
‏           وأحيانا” كثيرة قد يشدك أحد العلماء والواعظين  إليه من خلال كلماته ومواعظه المؤثرة ، ولكن ميولك اليه ‏وحبك لدروسه سيتلاشى على الفور إن تفاجأت بأن افعاله وتصرفاته تعاكس أقواله ومواعظه  ...‏
 
 
‏            لو كانت أفعال المجتمعات الاسلامية مطابقة لمكنون العقيدة   الاسلامية لاسلم أكثر أهل الأرض ؛ ولكن ‏المشكلة اليوم بأن كثيرا” من المسلمين باتوا مجرد مقلدين وممثلين للأدوار الدينية المعتادة ؛ لا أكثر !!! والا فما معنى ‏أن يكون عدد المسلمين اليوم : مليارا” ونصف المليار مسلم ، وليس لديهم أي قدرة على مواجهة دولة صغيرة تحتل ‏أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومنذ عقود„ طويلة„ ؟؟؟.‏
 
‏        وما معنى ان يكون عدد المسلمين اليوم مليارا” ونصف المليار مسلم ، وليس لديهم القدرة ولا الجرأة على فك ‏الحصار عن النساء والأطفال والشيوخ المسلمين المحاصرين في الغوطة والزبداني ومضايا من الموت المحقق الذي ‏داهمهم ؟ فتركوهم فريسة سهلة للشياطين ولأحزاب الشياطين ؟!‏
 
‏        وما معنى أن تحوي مجتمعاتنا الاسلامية عشرات الالاف من المليونيرية ومن المليارديرية ، ناهيك عن ملايين ‏الأثرباء والأغنياء ، وهناك عشرات الملايين من الفقراء  والجوعى والمشردين والمحتاجين من المسلمين ؟!‏
 
‏       أين نحن اليوم من الإسلام الحقيقي والذي حرك إيمان المعتصم بالله ، فحشد جيشه الجرار لإنقاذ أمرأة مسلمة من ‏أسرها ؟ وأين أثرياء هذه الأمة من سخاء ومن جود الصحابة الأولين والأبرار السابقين يوم أنفقوا كل ما لديهم من مال ‏في سبيل الله ؟
 
‏        أين نحن من الإسلام الحقيقي والذي صهر الناس جميعا” فكانوا جسدا”  واحدا”  وقلبا” واحدا” ؟؟  أين نحن اليوم ‏من الإسلام الحقيقي والذي جاء به رسول الرحمة ونبي البشرية  ؟  وأين الأثرياء والأغنياء من الاسلام الحقيقي والذي ‏نزع صفة الإيمان عن كل من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم ؟ ...‏
 
‏          ألم يعلم الأغنياء والأثرياء بأن الصلاة والزكاة متلازمتين ومترادفتين في كتاب الله ؟ ألم يعلم الأثرياء والأغنياء ‏بأن الجهاد بالاموال هو سابق للجهاد بالنفس وبالروح ؟.‏
 
‏          كثير من المسلمين اليوم ينتحلون الأدوار الدينية ويتقمصون ظاهر الإسلام وشكله ؛ لا أكثر !!! بعض من ‏المحسوبين على دين الإسلام لبس الثوب وأطالة اللحية لإكمال دوره التمثيلي ؛ لا أكثر  !!!‏
 
‏         وبعضهم يقدم هذا الدور التمثيلي عن الإسلام الظاهري بالقميص وبالبنطال ؛ وبعض المسلمين خرج عن كل ‏النصوص الدينية المكتوبة والمعلومة  والثابتة في دينتا الحنيف  ؛ فشطح وابتدع الطقوس الغريبة العجيبة ، فشتم ‏ولطم وجلد ظهره بالسياط والجنازير ؛ ثم بكى وولول وناح وأطال العويل ولطم وبكى وناح وصاح !!!‏
 
‏          هناك تشابه كبير بين حالة أكثرية المسلمين اليوم وبين الممثلين لأدوار الشخصيات الإسلامية في الأفلام وفي ‏المسلسلات الدينية  ؛ فكلهم يقدم دوره التمثيلي عن الاسلام مع غياب القناعة والإيمان الحقيقي   ...‏
 
‏         ‏
 
‏ فإن بقي المسلمون على آدائهم التمثيلي لشكل ظاهر الإسلام  ؛ فستبقى أمتنا سائرة في مؤخرة  الركب الأممي ، ‏وستكون لقمة  سهلة للجميع ، وستبدو صورة الإسلام مشوشة ومشوهة في عيون كل الباحثين عن الإسلام الحقيقي ، ‏إن رغبوا في معرفته وتحريه بتتبع سلوكيات معتنقيه ودراسة خلق أتباعه  ...‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد