غراسكم الأكيدة بعد الموت .. ‎

mainThumb

24-02-2016 12:12 PM

من خلف ؛ ما مات ... ! هذه المقولة ستنطبق على كل شخص ورث لأبنائه : التقوى والأخلاق الطيبة ، ‏والعفة والزهد والعطاء والصلاح  ...‏
 
‏          فاستمر الآبتاء من بعده على هذا النهج السوي :  ( في العبادة والصلاة والصيام والقيام ، وفي دفع الصدقات ‏في السر وفي العلن ، وفي العطف على الفقراء والمحتاجين ؛ والرحمة بعباد الله ... ) .‏
 
‏         من خلف ؛ ما مات : عبارة تنطبق على كل شخص ورث لأبناءه مخافة الله ؛ فاستمر أبناءه من بعده على دفع ‏الصدقات عن روحه ، وداوموا على اخلاص الدعوات وطلب الرحمات والجنات له  ...‏
 
‏       ولكن الإنسان الذي ترك من بعده المتشبثين بحطام الدنيا الزائلة ، والمتصارعين على المتع والشهوات ‏والمفتونين بسراب الحياة ؛ فهو بلا شك مات ؛ وانتهى ذكره ... والإنسان الذي ترك الأبناء الباحثين عن الأهواء ‏والملذات والأموال والشهرة ؛ فهو إنسان مات وانطفأ علمه وأنقطع كل أثره الطيب  ... وسيحاسبه خالقه على تقصيره ‏في تربية وتوجيه أبناءه .‏
 
‏         قال عليه الصلاة والسلام : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ ‏صالح يدعو له ...‏
 
‏          وهذه الأمور الثلاثة الواردة في الحديث النبوي الشريف وهي : ( الصدقة الجارية ؛ والعلم النافع ؛ والولد ‏الصالح ) ؛ تمثل الغراسات الوحيدة والتي يمكن للإنسان قطف ثمارها والإستفادة منها في هذه الحياة وبعد مغادرته لهذه ‏الحياة  ...‏
 
‏     فلا تشتغلوا بعد اليوم على قاعدة : ( غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون فقط  ... ) ؛ ولكن أمامكم هذه القاعدة التي ‏ستقدم الثمرة للجميع وستحقق الأكل لكم ولغيركم  ؛ فهي القاعدة هي : الأنفع للمجتمعات وللناس ؛ وهي الأسلم لأبناءكم  ‏؛ وهي الأنجى لكم من بعد موتكم ...‏
 
‏         فهي غراسكم الطيبة والدائمة ؛ وهي سبيلكم الأكيدة للنجاة ... وبإذن الله ؛ فسينالكم خيرها ؛ وستقطفون ثمارها ‏الزاكية قبل الموت ومن بعد الموت ... فاحرصوا في هذه الدنيا على غراسكم الثلاث  : ( الصدقات الجارية ؛ والعلم ‏النافع ؛ والأبناء الصالحين ) . ‏
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد