إن شاع الكذب .. فعلى الدنيا السلام

mainThumb

26-02-2016 02:16 PM

يقول الشاعر أحمد شوقي  : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ... فالأمم من دون أخلاق لن تستمر ؛ والحياة من دون صدق لن تدوم ...

فاذا شاع الكذب وانتشر الخداع بين الناس ، وإذا غاب الصدق عن المعاملات المجتمعية ، وإذا غرر بالناس البسطاء  ؛ وإن خدع المسئول مواطنه المسكين ؛ وإن وقع أكثر الناس فريسة للنصابين والمحتالين ، وإن تعرض الانسان للكذب من البعيدين والقريبين   .... !!  فبعدها يمكننا القول  ؛ وبالفم المليان : عــلى الدنيــــا الســـــلام  ...

لإن الحياة ستكون مغلفة بالخوف وبالشكوك ؛ وسيغلب عليها التخوين والظنون ... وفي مثل هذ الحالة ستكون حياتتا بلا طعم وستفتقد كل قيمة ايجابية وكل معنى   ...

فالثقة ستكون معدومة بين الناس ، والمودة ستضعف في تعاملاتنا ؛ وسيغلب سوء الظن على الأقوال والأفعال وعلى كل المعاملات   :

فإن تكلم مسئول أمام الناس  ...  شكك الجميع بما يقوله ؛ قياسا” على وعود سابقة منه أو من مسئولين غيره وثبت بعد ذلك عكسها تماما” ...

 وان تكلم رجل دين عن أهمية البذل والتضحية والعطاء وعن أهمية الصدق والزهد والايثار ... شكك الجميع بما يقوله  ؛ فواقعه أو واقع غيره من رجال الدين يعاكس ما يقوله ويدعو إليه ... وإن تكلم المعلم أمام طلابه عن الصدق وعن الإخلاص وعن التضحية والعطاء  ... فلن يصدقه طلابه ؛ لإن واقعه أو واقع غيره من المعلمين يكذب ويدحض ما يقوله  ...

وان حلف التاحر الهرم الف مرة  : بأن سلعته كانت عليه بكذا وكذا ، وبأن مربحه كان فيها كذا وكذا ... فلن يصدقه أي من الناس  ؛ لإن تجاربهم مع هذا التاجر أو مع غيره تكذب كل ما يقوله ويدعيه   ...

وان تكلم الزوج مع زوجته بأعذب وبأرق الكلمات فلن تصدقه زوجته أبدا” ،  وستعد كلامه مراوغة منه وعلى طريقة الأفلام والمسلسلات  ... !!!

وهكذا ستمضي بنا الحياة من دون لون أو طعم حلو وبلا قيمة أو معنى ... !!! وستنعدم الراحة في النفوس ؛ وستتلاشى المودة وستضعف المحبة بين الناس ؛ وستنعدم الثقة في المجتمعات وسنرى في كل يوم„ حالات„ جديدة من الطلاق   ... ! وستنتشر حالات العنوسة بن الشباب وبين البنات ...  فالكل يشكك ويحذر ؛ والكل يطن ويكذب ويخون ويفترض سوء النية في قبيله ومن محاوره ... لإن التجارب السابقة والغالبة تؤكد : بأن حسن الظن وطيب القلب أوقعه المحتالون والدجالون ضحية وفي أكثر من مرة ....

 فكيف سيكون شكل معاملاتنا وعلاقاتتا في مثل هذه الحالة ؟ وأي قيمة ستتبقى لعلاقاتتا الإجتماعية ولحياتتا ، ونحن نعيش في مثل هذه الحياة والتي يغلب عليها الخوف والحذر وتسودها الطنون والشكوك ؟؟؟


لا شك بأنها ستكون حياة بعيدة عن الطمأنينة وفاقدة للراحة وللأمن وللإستقرار .. وستكون حياة قابلة للعنف وللصدام وللإنفجار ...  وكله بسبب الكذب والخداع والمراوغة ؛ وكما أخبرنا عليه الصلاة والسلام  ( فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد