الدم العربي يتفرق بين القبائل ..

mainThumb

12-04-2016 09:45 AM

عندما فكر أبو جهل قال لزعامات قريش : اجمعوا من كل قبيلة شابا ليقوموا يضرب النبي عليه الصلاة والسلام ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه ويتشتت بين القبائل والعشائر  ؛ ولا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه والثأر له ...
 
     هذه الفكرة الشيطانية والتي مر عليها الف واربعمائة عام أفشلها الله تعالى فؤ تلك الفترة  ؛ حيث أوحى لنبيه بمكرهم وبكيدهم فقذف عليه الصلاة والسلام حفنة من التراب على وجوههم النجسه ؛ وخرج عليه الصلاة والسلام من بينهم دون أن يشاهده ، وهو يقول  : شاهت الوجوه ...
 
           فكرة جاهلية قديمة من الكافر والمشرك أبو جهل  ، ولكنها فكرة حية ولا زالت تتردد في عقول الكفار وفي نفوس المشركين ، وهي سياسة متبعة من قبل الكفار والمشركين كلما ارادوا قتل المؤمنين ؛ وكلما قرروا ابادة المعارضين لاستبدادهم وهيمنتهم وظلمهم ...
 
            في عام 1990 م قررت امركيا وبقيادة بوش الأب تدمير الجيش العراقي وتدمير العراق  ، والذي مثل ولفترة طويلة„ سدا” منيعا” أمام المشاريع الاستعمارية اللعينة ، وأمام الخطط والمؤامرات الصفوية والصهيونية والتي تحاك لامتينا العربية والاسلامية ...
 
       ا  مريكيا ؛ الدولة العظمى والقوية والتي تمتلك آلاف الطائرات الحديثة والمتطورة ، وتمتلك عشرات الالاف من الصواريخ العابرة ؛ ولديها أسلحة الدمار الشامل وعندها السفن والبوارج وحاملات الطائرات ، ولديها كل الاسلحة الفتاكة والمدمرة ...
 
           أمريكيا التي لديها مئات الآلاف من الجيوش المجهزة والمدربة ، ولديها مثلها أو أكثر من القوات الاحتياطية  ... تقرر تشكيل حلف من ثلاثين دولة لضرب وتدمير العراق ... !!!  إنها نفس فكرة أبو جهل  : ليضيع دم العراقيين بين الدول والقبائل والعشائر ، ولتسجل كل الجرائم والمجازر ضد مجهول ...
 
            كان بامكان الأمريكان تدمير العراق وتدمير جيشه وصناعاته وترسانته من السلاح بعيدا” عن التحالفات ...  نتذكر أن الأمريكان جلبوا إلى جوارهم في تلك الفترة قرابة ثلاثين دولة ، وبعض من تلك الدول شارك بالف أو بالفين من الجند  ... ومن حركة طالبان افغانستان جلب الامريكان مائة  رجل وبزيهم الاسلامي الكامل ... والهدف أن يكون ذبح النساء والأطفال العراقيين في المدن العراقية وفي ملجأ العامرية على الطريقة الاسلامية ... !!!
 
    في هذه الأيام  ؛ وبعد سنوات طويلة من الضياع ومن التشرذم والوهن العربي ، مسحت كثير من المدن والمحافظات العربية  ، وشرد وقتل الملايين من العرب ...  ولكن وسط هذا الزخم الكبير من التحالفات الدولية العاملة في سمائنا العربية ؛  ووسط هذا العدد الكبير من الفصائل ومن الحركات والمليشيات المنتشرة على الأرض العربية ... ضاع الدم العربي وتفرق بين الأحلاف الدولية وبين الأنظمة القمعية وبين المليشيات والفصائل ...
 
       من الذي جوع الغوطة ومضايا والفلوجة ؟ من الذي دمر تكريت ومن الذي أحال الرمادي إلى رماد ؟ ومن الذي مسح حمص وحلب وادلب ومن الذي دمر كثير من المدن والبلدات والمحافظات السورية  ؟ ...
 
       من الذي قتل ؟ ومن الذي جوع ؟ ومن الذي دمر وشرد ؟ ...  هل هي : ( الأنظمة العميلة أم التحالفات الدولية الكثيرة ؟  هل هم  الروس أم الإيرانيين أم المليشيات الارهابية وغير الارهابية ؟ وهل هي الأحزاب والحركات والحشود الشيعية وغيرالشيعيىة ؟ أم هم الكرد الشيوعيين وغير الشيوعيين أم هم  ... ؟ من ... ؟؟؟ ) .
 
             يبدو بأن فكرة أبو جهل والتي فشلت قبل ألف واربعمائة عام نجحت في هذه الأيام ، وضاع الدم العربي وتفرق بين التحالفات وبين الدول والانظمة والفصائل والمليشيات  ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد