التشريعات السماوية لا تقاس بالأهواء ..

mainThumb

02-06-2016 11:44 AM

الذي يتغنى بمآثر وبصفات إنسان معين ؛ تجد لديه محاولات حقيقية وجادة لتقليده ولمحاكاته في كل شئون ومفاصل حياته ... وحتى الشاب المراهق ؛ يعجب بمطرب أو بلاعب أو ... وتجده يقلده ويحاكيه في لباسه وأقواله وحركاته وفي كل شيء من حياته ... وتراه مدافعا” شرسا عنه أمام الآخرين  ...
 
ولكن ما يدعو للغرابة والدهشة  ؛ أن تجد كثير من الناس ومن رحال الدين ؛ يشيدون بأخلاق وصفات الانبياء والرسل والأولياء الصالحين  ، وتجدهم يحثون الآخرين على إتباعهم وعلى التأسي بهم ، ولكنك تجدهم بعيدون عن سيرتهم وصفاتهم وأخلاقهم ... وكأن هذه الإشادات والخطابات هي استعراض من المتحدث لما لديه من معلومات أو شهادات ، أو هي دغدغة رائعة لعواطف المستمعين بسرد أجمل الحكايات والروايات أو هي واجب محكوم بالمهنة   ...
 
يقول كثير من المتحدثين والمستعرضين خلال الأحاديث والخطب ... بأن الرسول ( عليه الصلاة والسلام )  ؛ قال  وحث على كذا وكذا ؛ وبأنه فعل وقام بكذا وكذا ؛ وبأنه أعطى وفدم و ...  وكان كذا وكذا  ... ولكنك يطبقون القليل القليل مما يقولوه ويحثون الناس عليه  :  ( تناكحوا ـ تكاثروا ... سم الله وكل بيمينك و شروط الزواج والطلاق   ... إلخ ) ؛  ولكنهم لا يهتمون بزهد وإيثار وورع رسول البشرية ، ولا يهتمون بكرم وجود وجهاد وعطاء رسول البشرية  ..  ويقفزون متعمدين عن كثير من ااتشريعات والسنن والأخلاق النبوية ، ولا يتأسون بصبرالأنبياء على الدعوة والجهاد في سبيل الله ، ولا يتأسون برحمتهم الدائمة باخوتهم المسلمين ، ولا بحرصهم الدائم والشديد على إنقاذ الناس من عذاب الجحيم ...
 
التشريعات السماوية لا توزن بالأهواء وبالأمزجة والغرائز ولا بالخيالات والعقول والميول ... ولكن يجب على الإنسان العبد والفقير والضعيف أن ينصاع لخالقه في كل ما يقرره ويشرعه دون نقاش أو مجادلة    ... ولكن كثير من الناس يأخذون من الدين والتشريعات  ما يناسب  أهوائهم وميولهم ، ويغضون الطرف عن كل الأوامر الألهية الباقية   ...  يقول تعالى :
( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزىٌ فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) ...  ( صدق الله العظيم ) .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد