اللهو بالدماء وبالأرواح العربية ..

mainThumb

17-06-2016 04:41 PM

الغرب الإستعماري يلعب ويلهو بالكرة في بلاده  ، ولكنه يتلاعب ويلهو بدماء  وأرواح العرب والمسلمين في بلادنا ...
 
ليس هذا فقط ؛ ولكنه يلهو ويتلاعب بعقول البسطاء والجهلة والرعاع من هذه الأمة ؛ عندما يتظاهر بحرصه الدائم على الديمقراطيات والعدل والمساواة وحقوق الانسان ، وحين يسوق لحقوق الطفل والمرأة والحيوان ... وعندما يكرر في اعلامه كل هذه الكلمات الجاذبة للعقول وللقلوب العربية ؛ ولكن أهدافه الخبيثة من وراءها باتت مكشوفة للجميع ؛ فهذه المفاهيم كانت وسيلته الدائمة  لتشريع تدخلاته المشبوهة في شئون هذه الأمة ...
 
 وكلنا يعلم بأن مفاهيم الديمقراطية وحقوق الانسان ؛ كانت وسيلة الأمريكان لاحتلال وتدمير العراق في عام 2003 م ؛ إلى أن أسلموه لمجموعات من العملاء والفاسدين والمرتزقة  ؛ وهدفهم النهائي هناك تلخص في  : إبعاد العراق عن فلسطين وعن محيطه العربي وليبقى غارقا في أوحال التخلف والجهل والطائفية  ...
 
 كما استخدم المستعمر مفهوم حقوق المرأة ليروج للتعري والسفور والفجور في مجتمعاتنا الإسلامية  ...واستخدم مفاهيم الحريات والعدالة وحقوق الإنسان ليسوق للشواذ وللمثلية الجنسية في بلادنا العربية  ...  لكي تفسد مجتمعاتنا العربية والإسلامية ولكي تنتشر فيها السفالة والرذيلة ويصيبها الوهن والضعف ...
 
وإن فسدت المجتمعات العربية فستتوجه للطعام والشراب ولتلبية الشهوة  ، ولن تهتم بعد ذلك للمستقبل العربي ولن تعنيها فلسطين العريية ولا القدس السليبة ؛ وهذا هو ما يهدفون اليه ويرسمون له ....
 
  هذه هي أهدافهم الحقيقة في كل ما يرددوه ويسوقوا له من مفاهيمهم الخداعة ؛ ومن يشكك في هذه الأهداف الحقيقية البادية ؛ فعليه أن يراقب طائراتهم المسيرة والمأهولة وهي تصب حممها اليومية على المدنيين وتروع الآمنين في كل ساعة ودقيقة  ... راقبوا تلك الطائرات وهي تقصف وبكل أنواع الاسلحة المحرمة وغير المحرمة النساء والأطفال والشيوخ والمدارس والمستشفيات والمرضى ... راقبوها وهي تدمر الشجر والحجر وتقتل الإنسان والحيوان   ... فعن أي حقوق للانسان وعن أي حقوق للمرأة والطفل والحيوان يتحدثون  ؟؟؟
 
  إن سياسة امريكا وسياسة المستعمرين في بلادنا العربية باتت اليوم مكشوفة ومفضوحة للجميع ؛ وهي تقوم على دفع القيادات العربية المخلصة والصادقة للإصطدام معهم أو لمواجهة حبيتهم اسرائيل ... أو يقومون بدفع الشعوب العربية الحرة والمقاومة إلى الثورة على الدمى المنصبة ...  وبعدها يسارعون وبكل ما ملكوه من وسائل ومن قوة لمواجهة القائد العربي الأصيل ، والذي تمرد على املاءآتهم وعلى سياساتهم المرسومة أمامه ... وفي حالة ثورة الشعوب العرببة على حكامها ؛ فإنهم يركبون موجة الثورة بسرعة ويحرفون الثورة عن أهدافها المرسومة ، باستخدامهم لعملائهم ولأدواتهم الرخيصة ... فيردد إعلامهم المشبوه وتردد من خلفه الببغاوات العربية السخيفة : لقد تسرع هذا الرئيس العربي حين قرر خوض مواجهته مع الغرب وعندما قرر ضرب ومهاجمة اسرائيل  ... أو يقولون : إن ثورات شعوينا العربية كانت متسرعة وبأنها غير محسوبة ومضمونة ... أو يرددون  ؛ ماذا جنينا من  ذاك القائد الذي أشبعنا بالبطولات فجر لنا الذل والهزيمة ...؟!!!  أو يقولون : ما الذي استفدناه من ثورات الشعوب إلا مزيدا” من القتل والخراب والدمار  ... !!!
 
 والغريب بأن هؤلاء الرعاع والببغاوات ...  لم يلتفتوا لأفعال أنظمتهم العميلة والتي  لم تبقى على حياد خلال تلك الثورات ، وكانت رؤوس حربة للمستعمرين خلال حملاتهم التأديبية أو الإجتثاثية للقيادات العربية الرافضة لسياساتهم ... كما أن هذه الببغاوات غضت الطرف عن أنظمتها التي ساعدت المستعمرين  خلال حملاتهم الشرسة لحرف وتشويه وإجهاض ثورات الشعوب العريية الحرة والأصيلة  ...
 
لو كان الغرب الاستعماري صادقا” فيما يروج له من مفاهيم للديمقراطية والحرية ... إلخ ؛ فإنه لن يدعم الانقلاب العسكري في مصر ، بعد أن وضع الشعب المصري خطواته الأولى على طريق الديمقراطية وانتخب رئيسه الأول ونوابه من خلال الصناديق ... ولو كان الغرب المستعمر صادقا فيما يروح له من مفاهيم الديمقراطيات والحريات لما تدخل وترك الشعب الليبي ليكمل مشواره الديمقراطي والذي خطه لنفسه ، ولكنه سارع لخلط المشهد الليبي بأوراق حفتر وداعش المشبوهة  ... ونحن نعلم جميعا” : بأن الشعب الليبي كان قد أجمع وانتخب مجلس حكمه ومجلس نوابه ... ولكن الغربيين والمستعمرين لم ولن يقبلوا إلا بأدواتهم الرخيصة والتي تحقق لهم كل مصالحهم وأهوائهم ؛ ولو تطلب الأمر الإبادة الكاملة لهذه الأمة المظلومة ...
 
لو كان الأمريكان والغربيين صادقين لما سمحوا بقدوم روسيا وايران ومليشياتها ومرتزقتها إلى سوريا ، لتقدم الحماية للنظام الطائفي والديكتاتوري والذي أباد شعبه بالبراميل المتفجرة وبالأسلحة الكيماوية ... والغربيون هم الذين رددوا في بدايات الثورة السورية بأن الرئيس السوري  أصبحت لياليه وأيامه وساعاته معدوده ...
 
ولكن يبدو بأن تلك الكلمات الخادعة جائت بهدف إيهام الثائرين بأن الغرب داعم رئيسي ومؤازر حقيقي لهم  ، حتى بدأت أهدافهم تتكشف لنا والتي تلخصت  : باضعاف سوريا والعراق والتقسيم الجديد للمنطقة وبما يرضي الكيان الاسرائيلي الدخيل ويحقق مصالحه ومآربه ، ولتكون الكلمة العليا بيدهم وبيد اسرائيل  ...
 
 
 ولكنهم لن ينجحوا في هذه المساعي القذرة بإذن الله ، وسينقلب سحرهم ومكرهم عليهم ، وسيذوقون وبال إجرامهم وظلمهم وبطشهم ؛ فرب العالمين موجود ويرقبهم وهو لهم ولكل طغاة هذه الأرض بالمرصاد ...
 لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ...  ( صدق الله العظيم ) .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد