لماذا العرب والمسلمين .. في المؤخرة ؟

mainThumb

04-09-2016 09:03 AM

لماذا العرب والمسلمين اليوم في مؤخرة هذا الركب العالمي ؟؟؟

 

عندما يطرح  هذا السؤال فسيلاقى كثيرا” من الأجوبة ؛ ولكن أغلبها أجوبة ليست صادقة  ،وهي تنبع من نفوس شريرة وحاقدة على العرب والمسلمين ...  فمنهم من يقولون مثلا”  : إن سبب التخلف يرجع لطبيعة الإنسان العربي والذي يفتقر إلى إلى الجدية وإلى استمرارية العطاء ويفتقر الى صدق العمل  ... 

     
ومنهم من يقول بأن الإسلام يقيد العمل ويلغي الحريات ويحث الناس ويدفعهم إلى العزلة والاعتكاف والتعبد والانزواء  ...  ومنهم من يقولون بأن الإسلام شجع القتل والارهاب وبأنه دين يلغي الانسان الآخر ويدعو لانهاءه وقتله .. إلخ .
             
وكل هذه المقولات بعيدة عن الحقيقة وهي نابعة من نفوس حاقدة وشريرة أو أنها وليدة عقول قاصرة عن الفهم الحقيقي للإسلام ...  ولكن الحقيقة تبقى بعيدة عن كل هذه التقولات والأجوبة ... فالإنسان العربي إرتبط بالاصالة وبالصبر والجلد وعنده القدرة الخارقة على العطاء المستمر  ... والله تعالى اختار العرب لتبليغ رسالته وهو الأعلم بقدراتهم وبصفاتهم وعطائهم ...  
        
والإسلام : دين القراءة والعلم والعمل المستمر وهو دين العطاء من دون كلل ... فالمسلم الصادق حريص على عدم هدر كل دقيقة من عمره من دون فائدة ومنفعة ...
 
أما العبادات التي يؤديها المسلم لخالقه في حياته ؛ فهي عبارة عن شحنات روحانية تبعث الحياة في القلوب ؛ وتهيئ النفوس لمعاودة الإنطلاق وبقوة أكبر في العمل والبذل والعطاء  ... قال تعالى : وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون .... وقال تعالى : ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى ...         
           
فدين الإسلام جعل من العمل الصادق طريق الإنسان لكسب مغفرة ربه ولرفع درجاته وللتقرب أكثر من خالقه ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحث الناس على مواصلة العمل حتى النهاية : إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها ...
 
    
 أما الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والتي تحث الناس على الاجتهاد في طلب العلم فهي كثيرة جدا ... فالعلماء الصادقون هم الأرفع شأنا وهم الأقرب من ربهم يوم القيامة ، بعد أن ورثوا الأجيال المتعاقبة ورثوا هذ الأمة علما ينتفع به الخلق والعباد وإلى يوم القيامة  ...  قال تعالى : إنما يخشى الله من عباده العلماء  ... وقال تعالى : قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ...  
       
وقال عليه الصلاة والسلام : (( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم)) ،  كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله وملائكته ، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير ))  ... 
    
فلا أدري كيف تجرأ البعض على إلصاق صفة التخلف والجهل باتباع هذا الدين السماوي الراقي والذي قدس العلم والعلماء وأعلى من شأنهم ؟ ولا أدري كيف تجرأوا على إلصاق صفة الكسل والسلبية بالعرب وبالمسلمين وهم الشعلات المتوقدة والشمعات المضيئة وهم : رهبان الليل وفرسان النهار  ... ؟! ولا أدري كيف تجرأوا على الصاق تهم الإرهاب بالعرب وبالمسلمين وهم من رحموا القطة والكلب  الحيوان ... ؟  ولا أدري كيف تجرأوا على وسم العرب والمسلمين بالإرهاب  وهم الماكثين في بلادهم والمدافعين عن ديارهم وعن وجودهم وأعراضهم ... وهم الضحايا اليوميبن لقصفهم اليومي والهمجي بالطائرات وبالصواريخ وبكل أنواع الأسلحة ، وهم المحاصرين والجائعون في مدنهم وقراهم  ، وهم من يبادون ويحرقون ويقصفون وبكل أنواع الأسلحة .. ( في غزة وفلسطين وفي حمص وأدلب وحلب ، وفي الفلوجة وتكريت والانبار وفي افغانستان ومينامار ... وفي كل مكان  ) ... هذا هو  منظق شيطاني مضلل وأعوج  ... وللأسف الشديد وجد مثل هذا المنطق الشيطاني قبولا عند بعض الجهلة المحسوبين على هذه الأمة   ...  فحملوه من دون علم ورددوه كالبغاوات دون أدنى تفكير وفهم وتدبر  ...
 
 خلاصة الأمر : أننا قابعون اليوم في المؤخرة لإننا بعيدون عن تعاليم ديننا ، ولاننا مستهدفون وتابعون للغير ...
 
 ولإن مصيرنا وقرارنا المستقل ليس بأيدينا .. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد