فكر قبل أن ترسل ..

mainThumb

12-05-2017 03:35 PM

ديننا الإسلامي حرم علينا ترويج الكذب والخرافات والإشاعات ... والله تعالى توعد كل من أشاعوا الفاحشة والرذيلة ولوثوا أخلاق النشيء والأجيال بالعذاب الأليم ...  
 
 يقول تعالى : إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون 
 
عند قيامك بنشر خبر„ كاذب وعند ترويجك لمقطع„ فاسد„ ؛  سيتلقفه كثير من الناس وفيهم ؛ الواعي والجاهل والصالح والطالح  ... وسيسارع كثيرون لإعادة إرساله عبر وسائل الاتصال المتاحة  ؛ والإثم هنا سيسجل في صحيفتك أضعافا مضاعفة”  ... وكلما تداوله الناس أكثر كان إثمك أكبر  ... ؛ وقد يتناقله الملايبن وربما عشرات الملايين من رواد الإنترنت ...!!! ؛ ولإنك كنت المساهم الرئيسي  في نقل وترويج  الخرافات والأباطيل والأكاذيب و... ؛  فأثمك عند الله أعظم ،  وسيتضاعف الإثم ولن يتوقف ما بقي ما نقتلته يتكرر  ... ! .
 
قديما كانت مشكلة تداول الإشاعات والأباطيل والإفتراءآت أقل ضررا” وإثما” من أيامنا هذه ... حيث كانت الإفتراءآت والأباطيل  محصورة ضمن إطار ضيق لن يتعدى الحارة والبلدة والمدينة ...  ولكن المشكلة اليوم تفاقمت وصارت أشد فتكا” وخطورة  ؛ فهذا الانتشار الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي وللانترنت سمح للفساد وللاباطيل أن تطوف حول الكرة الأرضية بأكملها ... ! 
      
لاحظت عددا لا بأس به من الناس عندهم لهفة شديدة لنقل وارسال كل ما يصلهم من خلال مواقع النواصل الإجتماعي ؛ ودافعهم لذلك رغبتهم في نيل الإعجابات أو تحصيل السبق الإعلامي ... !!! فتجدهم ينقلون كل ما يصلهم وبسرعة البرق دون لحظة تدبر وتفكر واحدة لحقيقة وضرر ما ينشر ... !!!
 
 فإن كانت ما أرسله صادقا فبها ونعمت ، ولكن المصببة ستلحق به إن ثبت أن ما قام بنقله كان مجرد إشاعات وافتراءآت كاذبة ؛ تمس الشريعة أو الأنبياء والصحابة والعلماء ؛ أو فيها إساءة مقصودة لقادة عظام او فيها إساءة مقصودة لولي مؤمن  ...  
    
فهنا ستحل الكارثة على من ساهم بالنشر والنقل ؛ ومن المستحيل على الناشر تدارك ما وقع  ؛ فالمنشور أفلت من يديه وهو الأن بين أيدي كل الناس... !!!  وهنا ستتضاعف سيئاته في كل ساعة ، وتزداد أوزاره وستلاحقه لعنة جرمه إلى قيام الساعة ... !!!      
 
 كثيرون قرأوا القصة الاحمدية الكاذبة والمختلقة ، والمنسوبة إلى الامام أحمد ؛ ( حامل مفاتيح الحرم ) ... بحسب مزاعم مؤلفها ... وهذه القصة تم تداولها بكثرة قبل عشرات السنين ، وكانت مطبوعة على الورق  ولكن علماء المسلمين ومنهم : إبن باز ، وإبن عثمين ؛ حرموا تناقلها  ؛ ...  ولكننا لا زلنا نرى من يتداولها ويتداول قصصا” مشابهة” عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ... مرت عشرات السنين على تحريم تناقل مثل هذه القصص المنافية للعقل وللدين  ... !!! ولكن رواد النت مصرون على نقل وتداول مثل هذه القصص الكاذبة والخرافية ؛ وستبقى تدور بين الناس الى يوم القيامة  ولن تتوقف ؛ والوزر الأعظم على من ألف وعلى من روج ونشر  ... 
     
 قديما” كانت الممثلة آو المغنية المعتزلة والتائبة لربها ؛ تسعى جاهدة لتجميع وشراء كل ما تستطيعه من اشرطتها الموجودة في الاسواق والبيوت  ... ! ..  في محاولة„ منها للتخلص من هذه الأشرطة الغنائية أو التمثيلية  ؛ قإن عجزت عن تجميعها وعن التخلص منها ـ وهي لا شك عاجزة   ... أعلنت ومن خلال وسائل الإعلام المتاحة براءتها الأبدية من كل هذه الاشرطة والافلام  ... ؛ لذا كانت توبة الفنانين صعبة وليست سهلة مثل باقي البشر ... 
 
ونفس هذا الكلام بات ينطبق على مروجي الافتراءآت والاباطيل والأكاذيب والمفاسد من خلال الشبكة العنكبوتية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة .. فتوبتهم هؤلاء لن تكون سهلة ... ! 
        
سيصعب عاى التائب تبرئة الذمة .... سيصعب عليه التخلص من الأباطيل والإفتراءآت والمفاسد التي روج لها عبر الشبكة العنكبوتية ؛ بعد أن تداولها عشرات أو مئات الملايبن من البشر حول هذا العالم   ... و ستبقى تدور وتطوف بين الناس وإلى قيام الساعة ... ؟؟؟ 
 
 الامر ليس بالسهولة  التي يتصورها بعض المتهوربن والمتسرعين بالنقل والنشر   ... تريثوا ، تمعنوا ، تحروا الدقة قبل المسارعة بالنقل ... دعوا الاشاعات والأباطيل والمفاسد تتوقف عندكم ـ ادفنوها بأيديكم ـ  ( ورب مبلغ أوعى من سامع ) .
 
علمنا رسولنا عليه الصلاة والسلام أن كلمة طيبة كفيلة برفع المرء درجات كثيرة في الجنة ، وعلمنا أن كلمة واحدة خبيثة كفيلة بقذف المرء إلى قعر جهنم ... واحذروا تداول الأحاديث النبوية قبل أن تتحروا صدقها ... قال صلى الله عليه وسلم : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . 
           
 باب التوبة مفتوح ولن يقفل حتى خروج الشمس من المغرب  ...  ولكننا نرجوا من  المروجين للإشاعات والأباطيل واامشاركين في الفساد الالكتروني سرعة التوقف والتوبة ، نرجوا منهم المبادرة لإعلان البرآءة أمام الله تعالى وعقد النية على عدم العودة لمثله ... قبل أن يباغت أحدهم الأجل وهو في غفلة وتيه من أمره  ...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد