التضييق على طهران مستمر

mainThumb

28-03-2018 08:55 AM

"أطالب الرئيس بالانسحاب الكامل من الاتفاق النووي مع إيران، لأنه لا يمنعها من الحصول على الأسلحة النووية"، هكذا قال جون بولتون الذي تم تعيينه من قبل ترامب مستشار للأمن القومي الامريكي في تغريدة له على حسابه في تويتر في أكتوبر/تشرين الاول المنصرم، وهو مايعني إن واحدا من أبرز الساسة الامريكيين المتشددين قد تم تعيينه في منصب حساس من شأنه أن يشكل صداعا مزمنا لإيران الغارقة حاليا في أكوام من المشاكل و الازمات الحادة.
 
أوساطا إيرانية عديدة من بينها الحرس الثوري، تخوفت من هذه الخطوة خصوصا وإن  بولتن نفسه كان قد قدم خطة في أغسطس/أب الماضي، للخروج من الاتفاق النووي نشرتها صحيفة "ناشيونال ريفيو"، ومن بينها إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، ومنع السفن والطائرات الإيرانية من استخدام موانئ الدول الحليفة للولايات المتحدة، وإنهاء كل أنواع التأشيرات الممنوحة للإيرانيين، ودعم قوى المعارضة الإيرانية المطالبة بتغيير النظام، وفرض عقوبات شاملة تشل الاقتصاد الإيراني. والاهم من ذلك إن بولتن كان يحظر المؤتمرات التي تقيمها المقاومة الايرانية ولاسيما التجمعات السنوية الحاشدة لها.
 
ليس هناك أبدا أي شئ يبعث على الامل و التفاؤل و الشعور بالراحة و الاطمئنان من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد تبوأ بولتن لهذا المنصبفذلك لايمكن أن يكون آخر خطوة متشددة من جانب إدارة ترامب ضد هذا النظام، بل إن هناك خطى أخرى ستعقبها وهو إحتمال قائم جدا في خضم تمسك طهران بنهجها المثير لمخاوف المنطقة و العالم، ولاغرو من إن هذه الخطوة قد تكون رسالة ذات مغزى للقادة و المسؤولين الايرانيين وأن يستوعبوا جوانبها المختلفة قبل أن يواجهوا خطوات أخرى بنفس السياق.
 
فرنسا و ألمانيا و بريطانيا عندما بادرت لإصدار عقوبات جديدة ضد النظام في إيران على خلفية تمسكها ببرنامجها الصاروخي و بتدخلاتها في المنطقة إرضاءا لواشنطن، فإن معنى ذلك جدية الاخيرة في مساعيها ضد النظام الايراني الذي يبدو في أضعف حالاته و أكثرها حرجا، وحتى إن الخطاب الاخير الذي ألقاه المرشد الاعلى للنظام بمناسبة عيد بداية السنة الايرانية الجديدة كان أشبه مايكون بخطاب محشو بألفاظ و تعابير لايمكن ترجمتها في الواقع و تفعيلها بما يخدم إيران و الشعب الايراني، وإن تعيين بولتن زائدا المواقف الاوربية المتشددة بالاضافة الى حالة الغليان الشعبي التي تسود إيران و التي قد تنفجر في أية لحظة، تجعل النظام الايراني محاصرا في زاوية ضيقة قد لايتمكن الخروج منها سالما!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد