موضوع يصعب إغلاقه

mainThumb

23-11-2018 03:04 PM

عندما صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قبل فترة قصيرة بأن"تبييض الأموال حقيقة في بلادنا والكثير من الناس يستفيدون منها" وإن "آلاف المليارات" من الريالات يجري تبييضها من قبل منظمات غير معروفة في إيران وإنّ هذه المنظمات تقف وراء جهود ترمي إلى إعاقة قوانين جديدة ضد تبييض الأموال وتمويل الإرهاب."، فإنه فتح بابا أثار قلقا وتوجسا غير عاديين في طهران، خصوصا وإن هذا التصريح يسير بإتجاه التطابق والاتفاق مع المواقف الامريكية خصوصا والاوربية عموما بخصوص عدم إنصياع إيران للمعايير الدولية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
 
ردود الفعل العنيفة المستمرة ضد ظريف بسبب من تصريحه هذا، يتواصل إذ وبعد أن طالب صادق لاريجاني، البرلمان الايراني لمثوله أمامه بخصوص ذلك، فقد طالب رئيس السلطة القضائية في إيران الاثنين المسؤولين الحكوميين بعدم اتهام المؤسسات الحكومية النافذة بالقيام بعمليات تبييض أموال واسعة، في خطوة أشار إلى أنها قد يساء استخدامها من قبل العدو. وقد سعى لاريجاني وبصورة واضحة للتخفيف من وقع تصريحات ظريف محاولة إفراغها من تأثيراتها غير العادية عندما برر بالقول: "إذا كان هناك تبييض أموال ضخم في البلاد، لماذا لم تبلغ القضاء بذلك؟"، مع ملاحظة إن لاريجاني وأخوته تحوم حولهم شبهات فساد أثارها ويثيرها الرئيس السابق أحمدي نجاد ضدهم.
 
حكومة روحاني تحاول أن تجد مخرجا للمعضلة الايرانية في مواجهة التهم الدولية الموجهة ضدها بنشاطات تبييض الاموال ودعم الارهاب وقد قدمت خلال هذه السنة أربعة قوانين جديدة تهدف إلى تلبية الطلبات التي وضعتها مجموعة العمل المالي، وهي تراقب الجهود العالمية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. لكن الهيئات المحافظة في الجمهورية الإسلامية الشيعية هاجمت مشاريع القوانين هذه مشيرة إلى أنها ستقوض قدرة إيران على دعم الجماعات المتحالفة معها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والعديد من الميليشيات في العراق وسوريا. وهذا الامر يعني أن هناك ليس إختلاف فقط وانما أ?ثر من ذلك بين الحكومة ومناوئيها من التيار المحسوب على المرشد الاعلى، علما بأن الحكومة وكما أسلفنا تسعى من أجل إيجاد ثمة مخرج للخروج من هذه المعضلة التي يمكن النظر إليها على إنها كعب ايخيل بالنسبة للنظام الايراني.
 
هذا الموضوع الذي فتحه ظريف، ليس بذلك الموضوع العادي الذي يمكن إغلاقه بسهولة أو تخطيه لأنه يمسك أخطر وأهم عصب للنظام والذي لو تم الإطباق عليه فإن النظام كله سيصبح في مهب العاصفة، ذلك إن تهم غسيل الاموال ودعم الارهاب، قد واظبت المقاومة الايرانية على توجيهها للنظام وتأكيدها المستمر عليه ولذلك فإن المخاوف تتضاعف في طهران من حسمها لصالح عدوتها اللدودة، فلذلك ألف معنى ومعنى!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد