من الكذاب؟

mainThumb

31-12-2018 10:30 AM

(متى قلنا إننا سندمر إسرائيل؟ بينوا لنا أن هذا قيل، لم يقل أحد هذا الكلام)، هذا ماصرح به وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف في حوار مع  صحيفة "لي بوينت" الفرنسية السبت (22 ديسمبر 2018م)، وهذا النفي لتدمير إسرائيل من جانب النظام الايراني، قد قوبل بهجوم شديد من جانب أوساط سياسية وإعلامية متنفذة بما يٶكد بأن طهران ترغب حقا في تدمير إسرائيل إبادتها!
 
ظريف الذي سبق له وأن قال أمام "مجلس العلاقات الخارجية"، وهو مركز فكري في نيويورك، أنه ليس هناك اضطهاد للأقليات في إيران، وأن السلطات لا تفرض الحجاب الإجباري، كما أنه لا يتم اعتقال أحد بسبب آرائه"، وهذا الكلام لو قمنا بمطابقته مع الواقع لوجدنا إنه أبعد مايكون عنه، لكننا نود هنا الإشارة الى ثمة إختلاف بين التصريح المتعلق بتدمير إسرائيل والاخر المتعلق بداخل إيران، إذ وفيما يتعلق بالجانب الاول، فإن القادة والمسٶولون الإيرانيون قد أثبتوا على الدوام إنهم يجيدون إستخدام التصريحات المعادية لإسرائيل"عندما تقتضي حاجة النظام" وإختفائها"عندما تقتضي حاجة القضية الفلسطينية نفسها"، وهو مايضع خط"تالوك" واضح جدا بين الرغبة الحقيقية في عدم المس بإسرائيل وبين الشعارات المنطلقة ضدها والتي تنادي الى تدميرها.
 
على مر 4 عقود من عمر هذا نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومع كل ذلك الصخب والضجة التي أثارها ويثيرها هذا النظام ضد إسرائيل والدعوات المنطلقة لإباتها محوها من الوجود، ولكن لم يكن هناك تحرك إيراني مباشر واحد بهذا الصدد بل كان هناك دائما حرب بالوكالة من أجل تحقيق أهداف وغايات على حساب تلك الحرب، وإن حرب صيف 2006، أثبتت وبصورة واضحة بأنها كانت حرب"تكتيكية" من أجل المزايدة على النظام الرسمي العربي وإحراجه وفي نفس الوقت التسويق لف?رة إن النظام الايراني هو الطرف الاكثر حرصا على مواجهة إسرائيل وإبادتها ولكن وعند إجراء حسابات الربح والخسارة في هذه الحرب الطاحنة نجد إن الشعب اللبناني كان الخاسر الاكبر فيها وإن النظام الايراني كان الابعد عنها.
 
منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والمنطقة تقف حائرة بين إحتمالين؛ هذا النظام يسعى فعلا من أجل تدمير إسرائيل. والاحتمال الآخر هو إن تدمير إسرائيل مجرد شعار أبعد مايك?ون عن الحقيقة والواقع. وقد أثبت القادة الايرانيون وطوال العقود الاربعة المنصرمة، إنهم ماهرون في عمليات الخداع والتضليل متى ماإقتضت مصالحهم وهم كانوا على الدوام وفيما يتعلق بقضية تدمير إسرائيل، يضمرون شيئا ويعلنون شيئا آخرا!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد