إيران في سوريا (2)

mainThumb

26-09-2020 03:50 PM

ألا حيّها عجلون من بُرْدَةِ الهوى أسامرها بدراً؛ فترسمني شمســا

شذرات عجلونية (17)

المجرمــونَ نراهــم كيفمــا استتروا وإِنْ تَخَفّوا عن الأنظار أو ظهــــروا
القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، تتواصل شذراتنا لنشر الوعي عن أطماع إيران في بلاد العرب؛ وبيان أنها تشكل مع أعداء الإسلام؛ ثالوثاً قذراً (صادات ثلاثة) صفوية، صهيونية، صليبية ، لتفريغ حقدها الدفين على الإسلام والمسلمين، هذا ما قاله أحد أئمة الشيعة الذي انشق عنهم؛ وهو الشيخ حسين المؤيد؛ زوج ابنة عبدالعزيز الحكيم، مؤسس حزب الدعوة العراقي التابع لإيران؛ وهي أخت عمار الحكيم، زعيم الحزب حالياً.

أهداف إيران إستراتيجية وعقائدية لا حدودية
تشكل سوريا أحد أهم المناطق الإستراتيجية في خارطة التمدد الإيراني إقليمياً، ولذلك تقدم دعما عسكرياً لا محدود للنظام السوري لقمع الثورة الشعبية منذ عام (2011)، بكل أنواع الميليشيات، التي تضفي عليها صفة شرعية بإطلاق تسميات مثل الجيش الشعبي، ودمج بعض الميليشيات الإيرانية في تشكيلات الجيش النظامي السوري.

منذ قيام ثورة خميني عام (1979)، وتصريحاتهم علنية، وبمنتهى الوقاحة، أن أهدافهم من تصدير ثورتهم هي أهداف عقائدية، وأنها لن تتوقف عند حدود دولية، وقد شملت الحملات الإيرانية كل المجتمع السوري شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً؛ قبل الأزمة السورية بسنوات.

ومن أبرز التصريحات؛ ما قاله نائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي، صرح لوكالة ميزان الرسمية، بقوله لقد أصبحت حدودنا اليوم حدوداً عقائدية وجهادية، ولا نعترف بالحدود الدولية، فقد تمكنا من نقل المعركة من جنوب إيران، (الأحواز العربية) إلى شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر، وأصبحنا مهيمنين على الخليج، فكيف للعالم أن يحاصرنا، أو يحد من نشاطنا.

اتفاقات ذلٍ قهرية في سوريا

تسعى إيران لترسيخ وجودها في سوريا من خلال اتفاقات سيادية موثقة، مقتفية أثر روسيا التي عينت مندوباً سامياً لها في سوريا، وعملت على بناء قواعد عسكرية باتفاقات طويلة الأمد، لأخذ شرعية وجودها في سوريا، إضافة إلى الميليشيات التي تنشرها في كل البقاع السورية.

أعربت إيران غير مرة عن إصرارها على البقاء في الأراضي السورية، ووقّعت مع النظام السوري اتفاقاً للتعاون العسكري الشامل، اتفاقاً يقضي بتطوير أنظمة الدفاع الجوي السوري، ويسمح الاتفاق لإيران بنشر دفاعات جوية على الأراضي السورية، على غرار القواعد العسكرية الروسية، واتفاقاتها طويلة الأمد.
يتزايد نهم إيران بالتوسع في بسط نفوذها، وترسيخ وجودها سياسياً، وعسكرياً واقتصادياً، وبكل تأكيد ثقافياً في الأراضي السورية؛ فهي تحاول دائما تعزيز وجودها الأيديولوجي؛ لتثبيت احتلالها للأراضي السورية، بعد أن سيطرت على مفاصل الدولة فيها، وعملت على فرض أجندتها على الجسد السوري، بالتعاون مع النظام السوري.

مصانع ومخازن أسلحة إيرانية في سوريا

لا تتردد إيران بالتوسع في نفوذها في سوريا، سواء بشكل مباشر من خلال القوات الإيرانية، أو عن طريق وكلاء محليين تابعين لها كما في العراق، ولبنان، واليمن. حيث تعمل إيران على تسليح ميليشياتها المتعددة في سوريا، وتسليح (حزب الله) لبنان، بهدف تحويل سوريا إلى نقطة تخزين وعبور للأجهزة العسكرية المتطورة، التي ترسلها إيران لحزب الله اللبناني، ومحطة انطلاق لنشاطها في المنطقة.
تستخدم إيران الأراضي السورية والأراضي اللبنانية، مخازن لأسلحتها، وهي لا تبالي بإقامة مصانع أسلحة؛ فقد التقطت أقمار التجسس العالمية صوراً لمصنع صواريخ (سكود)، أقامته إيران في منطقة (وادى جنهم) القريب من شاطئ بني ياس، في سوريا. وإن ما حدث مؤخرا في ميناء بيروت من تفجير هز مشاعر العالم أجمع؛ لهو شاهد عيان على جرائم إيران في المنطقة. كما تعمل إيران على تمكين ميليشياتها لتحل محل الجيوش الوطنية، كما فعلت بتحويل حزب الله إلى جيش متمرس، وتكوين العديد من الميليشيات في سوريا والعراق. مما يعني أنها لن تنسحب من سوريا، أو العراق بمحض إرادتها.
اختلاف حرامية على الأرض السورية

عملت إيران طويلا على إيجاد موقع لها على شاطئ البحر المتوسط، بطلب الحصول على خدمات في ميناء طرطوس منذ (2011)، ولكنها لم تتمكن من وضع ميناء اللاذقية تحت إدارة شركة إيرانية ذلك إلا في عام (2019)، ولفترة زمنية تتراوح بين (30 و 40) عاماً. وهذا من شأنه رفع معدلات التوتر والصراع في المنطقة وخاصة، لأنه مرفوض من الجانب الأميركي الإسرائيلي، وحتى من الجانب الروسي، بل وعدم الرضى الإقليمي عن التصرف.

بعد أن أحكم الطرفان الروسي والإيراني قبضته في سوريا، باستسلام شبه تام للنظام السوري، بدأت صراعات المصالح والنفوذ تدب بينهما؛ على من يبسط نفوذه أكثر، أو من يستولي على مناطق الثروات في سوريا العربية. وإن سيطرة إيران على أي واجهة بحرية (ميناء) على البحر الأبيض المتوسط، تعدُ من أبرز نقاط صراع المصالح بين روسيا وإيران.

صراع النفوذ

بدأت صراعات المصالح والنفوذ تطفو على السطح بين طرفي الإجرام (روسيا وإيران) في أكثر من موقع؛ ومنها على سبيل المثال: قيام القوات الروسية بالسيطرة على حقل الورد النفطي في دير الزور، بعد إخراج المليشيات الإيرانية، كما شهدت محافظة درعا عمليات اغتيال متبادلة بين فريقي الصراع، إحداهما من أتباع إيران، والثاني روسي الولاء، وكذلك الحال ما تم في تفجير حافلة قرب قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى الفرقة الرابعة التي تدعمها إيران.

وتتناول الأخبار يوما بعد يوم، الحديث صراعات اقتصادية خفية تجري في سوريا بين إيران وروسيا، ولكن أدواتها سوريون، من أمثال رامي مخلوف، الذي كان يطلق عليه "خزينة النظام"، حيث تدعمه روسيا، وكذلك بعض رجال الأعمال، وأسماء زوجة بشار أسد في الجهة المقابلة، وهؤلاء تدعمهم إيران.



أستاذ مشارك في الصحافة والنشر الإلكتروني
E-mail:dralialqudah2@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد