مهرجان رفع الأسعار

mainThumb

15-07-2022 07:42 PM

 كثيرا ما نشاهد مهرجانات لخفض الأسعار " تخفيضات " وإذا قدر لك أن تدخل إلى هذه المهرجانات فإنك تلاحظ أن هذه المهرجانات غير حقيقة وذلك ان التاجر ثبت لوحة على البضاعة عليها سعرين سعر عالي جدا وقد شطبوه بقلم خفيف وسعر التخفيضات وهو يتساوى مع سعر السوق ، وحتى نكون منصفين إن بعضهم خفض السعر على الحقيقة بنسبة 5 %  أو ما شابه ذراً للرماد في العيون ، هذا ليس موضوعنا فهذا نصرف شخصي من صاحب المحل او المؤسسة وبالخيار لمن يريد الشراء .

 
الموضوع يا سادة أنني لم أر في حياتي مهرجانا لرفع الأسعار إلا في بلادنا الحبيبة وفي عهد حكوماتنا الرشيدة ، والشراء إجباري وربما تحت طائلة المسؤولية لمن يرفض ، وإياك أن تدعوا للمقاطعة فأنت متهم بالدعوة لتخريب الاقتصاد الوطني .
 
أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني : الأرز والسكر والحليب ... ناهيك عن الزيوت التي أصبحت أسعارها لا تطاق ، دخلت أحد المخابز لاشتري " كعكا  " فإذا السعر مرتفع بنسبة ليست بسيطة ، فقلت للبائع مازحا " أنتم بتسوردوا الكعك من أوكرانيا " فقال بكل براءة " والله ما بعرف اسال المعلم " .
 
والكارثة الأهم أن أسعار المحروقات والنفط تحديدا تنخفض عالميا ، أما عندنا فهي في ارتفاع مستمر فقد أصبح سعر صفيحة البنزين الشعبي (اوكتان 90 ) حوالي 19 دينارا ، كما ارتفع الكاز وقود الفقراء وأصبحت الصفيحة بـ 14 دينار ونصف .
 
الحقيقة أننا لم نتفاجأ بهذا الارتفاع لأسعار المحروقات فقد أطل علينا بعض الوزراء والمتنفذين قبل فترة وبشرونا بـ4 رفعات قادمة للمحروقات حتى لو انخفض السعر عالميا - وقد أعذر من أنذر - أعان الله الحكومة فالأمر ليس سهلا أن تحتسب قيمة المحروقات عندنا لأي شهر قادم فالمعادلة صعبة لا يفهمها أساتذة الاقتصاد في الجامعات والمراكز البحثية ولكن يفهما صانعوا الضرائب بسهولة .
 
والمبهر لدى صانع القرار أن الأسعار تزداد في مهرجان الأسعار ، والرواتب تتأكل عند المواطنين ! وهذا لا يهم والمهم ان يبقى اقتصادنا متماسكا وقويا  ، ومديونيتنا معقولة ، وبإمكان المواطن أن يشتري  حاجياته من الصنف الثالث أو الرابع .
 
يا من تريد أن تتعلم كيف يتم رفع الأسعار واحتساب قيمة " البنزين " تعال واجلس مع أحد جهابذه الحكومة وتعلم فنون الرفع فسيصبح بامكانك أن تقيم مهرجانا لرفع الأسعار بكل سهولة كما نفعل نحن – وللعلم فقد سجلنا براءة هذا الاختراع وأخذنا عليه علامة الأيزو – فلا نخشى من التقليد ، وإلى اللقاء في مهرجان آخر . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد