انا لا اعرف في الازياء وموديلاتها

mainThumb

26-01-2023 12:56 PM

منذ ان بدانا نخرج الى المدرسة الابتدائية في منتصف القرن الماضي كان الزي موحدا لجميع الطلبة وفي الاغلب كان اللون (الخاكي )هو المسيطر في زماننا وكانت ماركة فرسان العرب هي الاكثر استخداما لانها كانت الارخص ثمنا ،
ولذلك لم نكن نتوقف عند زي زميل دراسة بانه الاغلى او من ماركة عالمية حتى في الدراسات العليا وفي الوظيفة كذلك ،لان ذلك كان متاصلا في ثقافتنا ولم يكن من اولوياتنا حيث كانت النظافة واحترام الذات والصغار والكبار والمجتمع والقيم المورثة في قمة الاولويات ،

حتى بدانا نشهد الازياء والموديلات التي لم نالفها في دراستنا وفي معظم مراحلها وهذا قد يكون طبيعا لتطورات العصر والزمن ،

وخلاصة القول اكتشفت انني لست ضليعا في الازياء وموديلاتها وعجائبها عندما تعرضت لموقف كشف الطابق امام طلبتي،

ففي احدى محاضرتي المبكرة في الجامعة دخلت طالبة متاخرة لبضع دقائق وانا من طبعي انني اقدر ظروف الطلبة في التاخير بعض الوقت لعوامل ابوية في غالبها لان المواصلات ليست من السهولة بمكان وغير متوفرة احيانا ،

وبالعودة الى الطالبة والذي لفت نظري البنطال الممزق الذي ترتديه فاعتقدت انها تعثرت في الطريق وهي مسرعة لتلافي التاخير، ولم يسعفها الوقت لتبديله واقتربت منها قليلا واشرت عليها انه باستطاعتها المغادرة الى البيت وتبديل ملابسها واعتبارها حاضرة للمحاضرة ،وعندها بدات الحظ ابتسامات خجولة لزميلاتها من حولها وبعض ضحكات اعلى صوتا من الطلاب ،حينها استوعبت ان هناك في الامر لغز لم افهمه ،
واستمرت المحاضرة وبعد انتهاءها تجمهر حولي نفر من الطلبة وشرحوا لي بان البنطال الممزق هذا من اغلى الماركات والموديلات ،

وادعي انني كنت ديموقراطيا وابويا في تعاملي مع طلبتي مما اتاح لاحد الطلبة بان قال لي (انت يا دكتور لا تعرف الموديلات في الازياء )

وهنا بدات اتذكر بنطلونات الكاكي وجاكيتات البالات ومعاطفها والتي لازمتنا لعقود وبعضها كان من مخلفات الحرب العالمية الثانية وكانت ترسل الينا كمساعدات للدول النامية او المتخلفة لا فرق ،

الى (ان عشنا وشفنا ) الموديلات الجديدة الممزقة منها والمزركشة والتي يصعب علي معرفتها أو فهمها ؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد