نتنياهو لم يعد ضامنا لاستقرار إسرائيل

mainThumb

29-03-2023 06:38 PM

بات من الواضح أن الكيان الصهيوني إرتكب حماقة كبيرة، وأوقع نفسه في دوّامة لن تنتهي بسهولة، بعد تصاعد الاحتجاجات على خطط نتنياهو لتغيير الطريقة التي يعمل بها النظام القضائي في البلاد، وأخطر ما وقع حتى الآن، هو انضمام عدد كبير من قوات الاحتياط التي تشكل العمود الفقري للقوات المسلحة الإسرائيلية إلى المتظاهرين، الذين رفضوا الخدمة العسكرية، مما أدى الى إصدار التحذيرات من أن الأزمة باتت تهدد أمن واستقرار إسرائيل.
ما يحدث حالياً في إسرائيل من تطورات يشير إلى أن حزب الليكود وصل لنهاية دوره، كما أن الشعبية الهائلة والاستثنائية التي كان يتمتع بها نتنياهو من قبل شعبه أصبحت من الماضي، وأصبحت المناوشات السياسية داخل الحزب الحاكم أشد ما يوجع نتنياهو، والهزائم المتلاحقة يتم النظر لها من داخل الحزب الحاكم على أنها نتيجة طبيعية للفشل السياسي الداخلي، وكذلك تضلعه بتهم الفساد والرشاوى والاحتيال، كل هذه القضايا وغيرها مؤشرات إلى ضراوة المعركة التي يقودها نتنياهو شخصياً.
وفى سياق التدهور الأخير تتواصل الاحتجاجات الغاضبة في إسرائيل رغم قرار نتنياهو التجميد المؤقت لخطته والتي تهدف لتقليص صلاحيات المحكمة العليا، حيث واصل آلاف المتظاهرين التواجد في شوارع تل أبيب وغيرها من البلدات والمدن في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يحكمها الاحتلال الإسرائيلي.، مؤكدين استمرار رفضهم للتعديلات القضائية حتى إلغائها بالكامل وعدم الاكتفاء بتجميدها مؤقتاً أو جزئياً.
فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين أن نتنياهو صاحب أطول فترة حكم في تاريخ "إسرائيل"، ويترأس الحكومة منذ عام 2009 أصبح يعاني مشاكل كبيرة بعد أن أثبتت الاحتجاجات أن الإسرائيليين باتوا يرفضوا بقاءه في سدة الحكم، ولم يعد طريقه مفروشاً بالورود، وأن سياسته الخاطئة التي اتبعها في فلسطين المحتلة تمثل عاراً كبيراً على البشرية فهي مستمرة في خططها العنصرية والممنهجة لتهويد القدس والمقدسات الإسلامية، التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتشيع مشاعر الكراهية والعنصرية والتطرف والتعصب.
من دون أدنى شك ، وجدت المعارضة السياسية في خطة الاصلاح القضائي فرصة ملائمة لتجييش الشعب ضد نتنياهو، في هذا السياق يكمن وراء غضب خصوم نتنياهو على الاصلاحات التي نادى بها هو أن الإصلاحات ستقوض ديمقراطية إسرائيل عبر إضعاف نظامها القضائي وفي الوقت نفسه إن هذه الإصلاحات ستحمي نتنياهو، الذي يحاكم حالياً بتهمة الفساد كما ستساعد الحكومة على تمرير القوانين دون أي مسائلة قانونية.

هذه التطورات الجارية فرضت أسئلة كثيرة وصعبة حول تأثيرها المباشر على السياسة الاسرائيلية الداخلية، وأهم سؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل تشهد إسرائيل حرباً أهلية ؟

منذ أن بدأت الأزمة وازدادت المظاهرات ضد نتنياهو أخذ مصطلح "الحرب الأهلية" حيزاً كبيراً وبارزاً من التصريحات داخل إسرائيل أو خارجها وصولاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها بايدن الذي أكد بأنه "لا يخشى تطوّر الأمور في إسرائيل إلى حرب أهلية"، فضلاً عن الانقسام الحاد والمتزايد داخل فئات الشعب الاسرائيلي بسبب التشريع الذي يروج له من دون حوار حقيقي.

مجملاً... جاءت التطورات الأخيرة في اسرائيل لتقلب خطط نتنياهو رأساً على عقب، ولتجعل مستقبله السياسي على المحك، فالإخفاقات في التعامل مع هذه المظاهرات التي سببت الفوضى في اسرائيل ستعرض مصير نتنياهو السياسي للخطر، لذلك من المتوقع أن تشهد الساحة السياسية في البلاد تصفية حسابات، ومن هنا يبدو أن تل أبيب على أبواب سيناريوهات مرعبة لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع هناك، ومن هذا المنطلق يجب على إسرائيل أن تتأهب لمرحلة جديدة وحاسمة.

بإختصار شديد.... إننا في انتظار الحدث الكبير...والترقب سيد الموقف.....

khaym1979@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد