الصفر من نصيبها
لا شك أن عودة سورية الى جامعة الدول العربية تمثل التحدي الأكبر للأنظمة المعادية لسورية، وهو الذي يستطيع أن يحدث تغييراً مهماً في معادلة إدارة الصراعات، وعاملاً أساسياً في قيادة الدفة العربية من جديد، وعليه، إن عودة سورية إلى الحضن العربي يعيد بريق الريادة مرة أخرى في المنطقة كونها قادرة على إستعادة الزمام ولململة شتات النظام الإقليمى العربي .
في هذا السياق نجحت سورية في فرض الحالة الحالية، بدلالة التقاربات الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية مع دمشق، هذا ما يجعل ما يسمى بـ"المعارضة السورية الخارجية" خارج الحسابات المطروحة وسط مشهد سياسي متقلب، وتشكيلات إقليمية تغيرت معادلاتها وعلاقاتها، وأمام هذا الحدث المهم، اكتفت "المعارضة" بالبيانات والشعارات الرافضة للتطبيع، وتكتفي بإصدار البيانات التي تطالب بعدم التطبيع مع الحكومة السورية بعدما أصبحت بلا أوراق ضغط خصوصاً مع التبدل الكبير في الموقفين التركي والسعودي.
اللافت هنا، أن معظم المعارضين تركوا وطنهم وأرضهم، وارتضوا أن يضعوا أنفسهم في خدمة حكومات وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية، ظناً أن ذلك سوف يجعلهم يحققون حلمهم في الحكم أو التغيير.
ولكن هؤلاء المعارضون في الأسابيع الأخيرة اكتشفوا أن هذا "الخارج" بدأ يتخلى عنهم، وتركهم يواجهون مصيرا مجهولا بعد أن ظنوا أن العلاقة لا يمكن أن تصل إلى مستوى الاستغناء عنهم أبدا.
الخطأ الذى وقع فيه كل معارض من هذا النوع، هو اعتقاده أن الحكومات الأجنبية تتبنى قضيته وتؤمن بها، وينسى دائما أنه كشخص أو تنظيم أو حزب مجرد ورقة تستخدمها هذه الحكومة، أو ذاك الجهاز لمساومة دولته من أجل مصلحة هنا أو صفقة هناك.
وهنا لست بحاجة إلى تذكير القارئ بقائمة الغدر الامريكي بحلفائها واصدقائها قد تكون طويله ، ومن الامثله على ذلك تخلي الاداره الامريكيه عن مبارك ومطالبته بالتنحي ، وبادرت هذه الاداره بفتح قنوات مع كل من كان يحتمل ان يكون له مستقبل سياسي في مصر ومنهم الاخوان المسلمين ، وكيف تخلت أمريكا عن كل الأفغان وتركتهم لمصير شنيع، ولكن للاسف لازال هنالك من يثق بأمريكا ويضع كل بيضه في سلتها ، وينفذ كل أوامرها وإملاءاتها .
وقد وصل الأمر بالمعارضة إلى الاختلاف على كل شيء، بما في ذلك المسارات الداعية إلى الحل السياسي، مثل مساري "أستانا" و"سوتشي"، وهما مساران برز من خلالهما تأثير الدول المعنية والقوى الفاعلة بالملف السوري في انتقاء أسماء الشخصيات المفضلة لها، وهو ما ظهر في انتقاء وفد المعارضة والتعقيد الذي اعترى تشكيل وفد المجتمع المدني، ولكن الخلافات الموضوعية المتجذرة تعود في جذورها إلى قبول المعارضة الخارجية بأن تكون رهينة تمثيل نفوذ الدول التي منحتها غطاءً سياسياً وتعترف بشرعيتها.
إنّ المتأمل في حال المعارضة اليوم، سيجد أنها أصبحت "صفراً سياسياً" كونها لا تمتلك استقلالية في قراراتها وتوجهاتها وهي في الوقت ذاته لا تتمتّع بمرونة وجود أكثر من معارضة أخرى، ولا تقر بقبول الآخر حتى ضمن التصنيف ذاته "المعارض" وخير دليل على ذلك هو إقدام الائتلاف وغيره من مكونات المعارضة على اتهام رياض الحجاب بأنه يهدف من خلال عقد ورشة الدوحة إلى الترويج مجدداً لنفسه، وتقديم نفسه على أنه قادر على جمع شتات المعارضة، بالإضافة الى استمرار توظيف المعارضة إقليمياً للحفاظ على تأثيرها ودورها في الملف السوري.
لا شك أن اللحظة الراهنة التي تمر بها سورية هي لحظة المواقف الوطنية الشجاعة والمسؤولة، لحظة ترك الخصومات والصراعات في سبيل تحقيق الإصطفاف الوطني الكامل إزاء كل التحديات والصعوبات لتجاوزها والعبور بالوطن إلى المستقبل المنشود، فاليوم ليس وقت المزايدات الواهنة ولا وقت التقاعس عن المساهمة الصادقة في إنقاذ الوطن مما هو فيه دون إشتراط مصالح آنية ودون الإلتفات إلى الماضي بأحقاده وصراعاته، بإعتبار ذلك الماضي صفحة لابد من طيها إلى غير رجعة والإقبال على الحاضر لتطويعه باتجاه مستقبل أكثر أمناً وإشراقاً.
وهنا أرى بأنه لا وقت للإنتظار والتسويف، ولا وقت للمراهنات الخاسرة على المشاريع الدونية أو بث العراقيل في طريق المشروع الوطني الكبير والجامع لكل السوريين، لا وقت للمواقف الانتهازية أو العبثية ولا وقت لإستقواء طرف على طرف، لذلك يجب أن يتكاتف السوريون في هذه المرحلة الحساسة وأن يوحدوا صفوفهم من أجل تحقيق الأمن والإستقرار لوطننا الغالي "سورية" والتوحد حول المشروع الكفيل بمجابهة الهجمة على سورية وشعبها وبناء مستقبلها الزاهر.
أخيراً...إننا اليوم ومن خلال مراجعة الحال السياسية للدول والأطراف التي راهنت على الولايات المتحدة في ظل أزمات المنطقة المُفتعلة، يمكن رؤية أمثلة كثيرة وجديدة، على من باعتهم واشنطن في بازار التوافقات، أو استغنت عنهم لأجل مصالح وأهداف خاصة، وهذا ما يلخص السياسة الأمريكية بشكل واضح وبسيط " المصالح الأمريكية أولا ".
Khaym1979@yahoo.com
مسؤول في حماس: الأجواء إيجابية وسنقدم ردنا الإثنين
بايدن ونتنياهو .. مكالمة جديدة لكن مكرّرة
هيئة الاعتماد تبحث تطوير خطط برامج الشهادة الجامعية المتوسطة
الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا
كلمة السر في ثورة الجامعات ومعاقل قادة مستقبل أمريكا
تنويه هام من الأوقاف حول تأشيرات الحج .. تفاصيل
الأسير الروائي باسم خندقجي يقطف البوكر العربية
اختيار د. يحيى البشتاوي مديرًا لعشيات طقوس المسرحية
الإمارات تؤكد متابعة جهود التعافي بعد انتهاء الحالة الجوية الأخيرة
المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني لانتخابات مجلس النواب
إيران تحظر بث مسلسل الحشاشين المصري
مصرع 5 وإصابة 33 آخرين بسبب إعصار مدينة قوانجتشو الصينية
إصابات في غارة جوية إسرائيلية على جنوب لبنان
الخارجية الفلسطينية تشيد بالعلاقات الثنائية بين الأردن وفلسطين
بشرى سارة من الحكومة لمستخدمي المركبات الكهربائية
الجنايات تسند تهمة هتك عرض لممرض .. تفاصيل
وزارة الزراعة تعلن عن نحو 50 وظيفة .. تفاصيل
احتجاجات أمام شركة أوبر الأردن .. تفاصيل
4 جامعات حكومية معتمدة لدى الكويت .. أسماء
الأردنيون يترقبون نزول أسعار السيارات الكهربائية 50%! .. ماذا هناك؟
فقدان الطفل عزالدين سريه في الزرقاء الجديدة
البلقاء التطبيقية تعلن عن وظائف شاغرة .. تفاصيل
احتراق سيارة كهربائية ID3 على طريق المطار .. فيديو
الأرصاد:زخات مطرية مصحوبة بالرعد
شركة حكومية تطلب وظائف .. تفاصيل
عشرات المدعوين للتعيين في وزارة الصحة .. أسماء
مهم من التربية بشأن امتحانات التوجيهي الالكترونية