ان كنتم لا تعلمون

mainThumb

11-11-2023 01:46 AM

منذ ان بدأ العدوان الصهيوني على أهلنا في غزة وجميعنا مشغول بمتابعة الاخبار ، وخلال ما يزيد عن شهر سمعنا كل تصريحات المصرحين وكل تحليلات المحللين وكل استغاثات المستغيثين ، سمعنا الرأي والرأي الاخر ، و رأينا كل المجازر بحق أهلنا ببث حي و على الهواء مباشرة ، وتبادلنا عبر وسائل التواصل كل المقاطع والصور التي تظهر حجم انتصار المقاومة الباسلة وتغنينا بها ، وعلى النقيض تبادلنا صور ومقاطع الدمار واستغاثة أهلنا هناك في غزة وبكينا لحالهم ،وبتنا على يقين تام بجملة من الأمور منها ما يتعلق بالعرب والمسلمين بأن اكتفى الخطاب الرسمي بالدعوة لإنهاء الحرب والإدانة و الاستنكار ، وفيما يتعلق بالغرب : شعوب متعاطفة وحكومات مساندة ، وفيما يتعلق بالشارع العربي و الإسلامي ، فشعوبنا تظهر تعاطفها يوم الجمعة في الفترة ما بين الصلاة و وقت الغذاء وأحيانا مساء ان لم يكن لدينا مناسبات او اعمال منزلية ، إضافة لمقاطعتنا للهامبرغر و المشروبات الغازية وتبادل الصور وتغيير حالات الواتس اب
سمعنا كل مسؤولي الهيئات الدولية الطبية منها والصحفية والإنسانية والدبلوماسية والعسكرية .... وبتنا نحفظ أسماء المسؤولين والناطقين الإعلاميين ونعرف وجهة نظر كل واحد منهم والدور الذي يقوم به ان كان هنالك ما يقوم به لدرجة اننا نعرف الان من صوت المترجم المسؤول الذي يتحدث المذيع معه او على الأقل من أي بلد في حال لو بدأنا الاستماع بعد تقديم المتحدث.
وفي هذا الخضم افتقدنا أحد أهم وجهات النظر وأحد أهم الآراء ان لم يكن أهمها على الاطلاق تلك الجهات التي لم تظهر لنا حتى الان ولم يدلوا بدلوهم حتى اللحظة ولو حتى ببيان واحد بشكل رسمي على الأقل ، فحتى نكون منصفين بعضهم ظهر بمقطع قصير على اليوتيوب سمعه من سمعه وجهله من جهله على اية حال ما يهمنا الان هو ان نسمع رأيهم "وبشكل رسمي"
لذلك ومن هذا المنبر الحر اناشد كل من له علاقة وكل من يهمه الامر بإيصال هذه المناشدة لكل الهيئات الإسلامية الرسمية كرابطة العالم الإسلامي والهيئات التي تضم علماء المسلمين كالأزهر الشريف وغيره من روابط علماء المسلمين والمفتين والعلماء والفقهاء المعروفين والذين هم أشهر من أن أذكرهم بالاسم والمنصب و الجهة والذين نكن لهم كل التقدير والتبجيل
أقول لهم واناشدهم بالله ان لا يتركوا المشهد كما هو علية الان، يجب أن يظهروا للناس ويفتونا في أمرنا وان يوجهوا خطابهم لكل طرف من الأطراف ويبينوا الرأي الشرعي، يجب أن يبينوا لأهل غزة للناس البسطاء الذين يقبعون في بيوتهم وفي مراكز الايواء ينتظرون السقف متى يقع عليهم يفتونهم هل عليهم البقاء والمرابطة؟ ام ان عليهم ان يتاسوا بالمهاجرين الى الحبشة في صدر الإسلام؟ وان كان ذلك فعليكم إيصال صوتكم أيضا لمن يملك السلطة في بلدان العالم الإسلامي للتحرك وفتح الباب لهم
وجهوا خطابا لحركات المقاومة قولوا لهم وجهة نظر الدين فهم يقاتلون باسمه ولأجله هل عليهم التوقف والاستسلام ام عليهم مواصلة القتال حتى اخر نفس؟ وجهوا خطابا لنا للشارع الإسلامي والعربي ما هو دورنا؟ هل نكتفي بمقاطعة المنتجات ومتابعة الاخبار؟ ام ان علينا دور نجهله؟ وجهوا خطابكم للدول وقولوا لهم احسنتم صنعا واكتفوا بما قدمتم او قولوا لهم يقول الشرع كذا وكذا. لا أدري لماذا تركتمونا الان وانتهم أهل الذكر المذكورين في كتاب الله عز وجل، استمعنا لكم طيلة سنوات عمرنا وارشدتمونا مأجورين ان شاء الله كيف نتوضأ وكيف نصلي وكيف ندعو، وفجأة اختفيتم والناس مشتتين وفي أمس الحاجة اليكم لتبينوا لهم بماذا يأمرهم ربهم.
واقسم صادقا وانا واحد من هؤلاء الناس لا أدري ما هو دوري وأن أسالتي أعلاه ليست أسئلة استنكارية ابدا. انه صوت من أصوت ملايين المسلمين نقول لكم: نحن ضائعون والله أمرنا أن نسألكم ان كنا لا نعلم، والامر ليس بالأمر الميسر لنسأل عنه في جوجل ولا ان نأخذ فتواه من مواقع التواصل الاجتماعي، اخوتنا يزداد عدد شهدائهم كل دقيقة، تدمرت بيوتهم، شردوا من أرضهم وروع ما تبقى من أطفالهم، كان سقف طموحنا مرتفع حين كنا نطلب لهم الانترنت والكهرباء أصبحنا نناشد العالم بأن يوصلوا لهم الماء وقليل من الخبز، الأطباء يتكلمون عن أرقام مرعبه وعن امراض واوبئة تفتك بهم وعن الاف الشهداء لا يزالون تحت ركام منازلهم. والعدوان مستمر ويزداد حدة وبطشا، ثم وبعد ذلك كله رضي القتيل ولم يرضى القاتل، أصبحنا نناشد العالم بأن يوقف القتل فقط لم نعد نريد خبزا ولا دواء لهم. يوم بعد يوم ينخفض سقف مطالبنا وها قد وقد وقع السقف على رؤوسهم.
ولا أعتقد أن الدين الذي تمثلون وأنتم علماء الامة واهل ذكرها يجيز لكم هذا الصمت، اكرر مناشدتي لكم بالله العظيم ان لا تتركونا الان ونحن في أمس الحاجة اليكم ولا تتركوا اهل غزة ومقاومتها، قدموا النصح لنا جميعا بينوا لكل منا مسؤوليته ودورة، سكوتكم هذا ليس في صالح أحد، أخجل وانا من أنا وأنتم من أنتم أن اطلب ذلك منكم ولسنا في موقف نعتب فيه على بعضنا فارجوا منكم العذر مسبقا ولكن نحن بسبب غيابكم ضائعون والان الأرض خصبة لكل مدع ولكل متطرف ولكل مبتدع، والناس في ظل الجهل أو الخوف يتقبلون أي رأي. ان لم يكن وقتكم الان فمتى هو وقتكم اذن؟ اناشدكم وسأبقى اناشدكم مرة تلو الأخرى بالله الذي لا الة الا هو أن تقدموا رأي الشرع الحنيف فيما يحدث لأهلنا في غزة وأن توجهوا الناس في ضوء الدين وكل حسب مكانته حاكما ومحكوما، مسؤولا وسائلا، مقاوما ومرابطا، عامة الناس وخاصتهم في غزة وخارجها ولمسلمي العالم كافة. وبخطاب واضح ومفصل يبين لكل فرد وشريحة ما الذي يتوجب عليها فعله و بماذا يأمرها الله في هذا الموقف
والله سائلنا جميعا يوم موقف عظيم فإما سنجيب بأنكم أفتيتمونا وقصرنا أو امتثلنا وأما سنجيب بأنكم تركتمونا نضل السبيل






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد