حين يحكم الطبالون
في كتابه الشهير الأمير، قدّم نيكولو ميكافيلي وصفة متكاملة لأي مسؤول يريد أن يبقى في السلطة، بغضّ النظر عن الثمن الأخلاقي. من بين أكثر نصائحه غرابة وإثارة للاشمئزاز قوله: "احتفظ بأكبر عدد من المنافقين إلى جوارك، بل وشجّعهم على النفاق والتزلّف، لأنهم جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب باستماتة".
حسب ميكافيلي، هؤلاء المنافقون هم حائط الصدّ ضدّ غضب الجماهير، فهم من يزينون أقوال المسؤول التافهة، ويرفعون من شأنه ولو كان فارغًا من أي مضمون، ويبررون أخطاءه وسياساته الكارثية، بل ويؤلّهونه كلما ازداد ظلمًا وجورًا وفسادا. كل ذلك مقابل فتات من المنافع والمظاهر الزائفة للنفوذ. ومع ذلك، يحذّر ميكافيلي من الوثوق بهم، لأنهم سيبيعون المسؤول في اللحظة التي تهتز فيها سلطته، وسيتحوّلون إلى أول من يقفز من السفينة الغارقة.
لكننا اليوم، في زمن الوعي والانفتاح، نقول للمسؤولين: لا تعملوا بنصيحة ميكافيلي. بل افعلوا عكس ما قال تمامًا. فالمنافقون ليسوا حلفاء السلطة، بل هم ألدّ أعدائها. هم من يشوّهون صورة المسؤول أمام الناس، لأنهم ببساطة باتوا مرادفًا للازدراء الشعبي. المواطن العادي لم يعد يرى فيهم سوى "كلاب المسؤول"، كما يقول العامة، ويعرف تمامًا أنهم يكذبون كما يتنفسون.
إن أخطر ما يهدد أي مؤسسة ليس الصوت الناقد، بل ذاك الصوت الكاذب الذي يزوّر الواقع ويخلق عالمًا افتراضيًا من الوهم والإنجازات الزائفة. فالمنافق لا يقدّم النصح الصادق، ولا يواجه المسؤول بالحقيقة، بل يفرش له الطريق بالمديح حتى يسقط فجأة، دون أن يعرف كيف ولماذا.
النقّاد العاقلون، حتى لو كانت كلمتهم قاسية، هم أكثر إخلاصًا من المطبلين. لأنهم ينطقون بما لا يجرؤ المنافقون على قوله، ويشيرون إلى مكامن الخلل التي يجب إصلاحها. في حين أن جوقة التهليل تكتفي بتضخيم الإنجازات، وتبرير الفشل، وخلق عدو وهمي دائم للتغطية على العجز وسوء الإدارة.
في عالم اليوم، لم تعد الشعوب مغفلة كما كانت في عصور الظلام السياسي. بات الناس يرصدون، يوثقون، يحللون، ويقارنون. لم يعد المجد الإعلامي الزائف، ولا موائد التكريم الكاذبة، كافية لستر العورات السياسية والإدارية. كل مسؤول تحيط به زمرة من المنافقين، مصيره السقوط، ولو بعد حين.
لهذا فإن الإصغاء للصوت الصادق، حتى لو جاء من خصم سياسي، أكثر فائدة من عشرات القصائد التي تُنشد للمسؤول في كل مناسبة. الدولة القوية لا تقوم على التهليل، بل على النقد المسؤول، والمراجعة المستمرة، والشفافية في التعامل مع الناس.
إن التخلص من "ثقافة التطبيل والتزمير" هو بداية الطريق نحو إصلاح حقيقي. فالنفاق السياسي ليس فقط أداة لتزييف الواقع، بل هو قنبلة موقوتة داخل أروقة الإدارة، تنفجر عند أول اختبار حقيقي.
ختامًا، لا يوجد خطر على المسؤول أعظم من من يحيطون به ليمنعوا عنه الحقيقة، ويُغرقوه في بحر من الوهم، ثم يختفون عند أول غرق. هؤلاء هم أدوات الانتحار البطيء للمؤسسة.
ترامب يتوعد بالرد بعد مقتل 3 أمريكيين في كمين داعش بسوريا
ألمانيا: اعتقال خمسة أشخاص بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي
استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال غرب جنين
إصابة شخصين بحادث تدهور شاحنة على أوتوستراد المفرق – الزرقاء
نشميات U14 يتوجن بلقب غرب آسيا للواعدات
مشاجرة في إربد تسفر عن إصابة شخص والأمن يباشر التحقيقات
إقرار موازنة 2026 .. غياب الموقف الجماعي للكتل النيابية يثير أسئلة
أمانة عمان تعيد 18.9 ألف دينار لمواطن ألقاها بالخطأ
دراسة: جائحة كورونا كشفت تفاقم العنف البنيوي ضد النساء
سوريا تدين هجوم تدمر وتقدم التعازي لعائلات الضحايا
إلغاء قانون قيصر: تحول إستراتيجي يعيد رسم مستقبل سوريا
الهواء في 34 % من شوارع سحاب غير نقي
الأردن يدين هجوما إرهابيا تعرّضت له قوات سورية وأميركية قرب تدمر
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل


