في مواجهة نتنياهو… الأردن لا يعرف الحياد
عندما يتعلق الأمر بالأردن، بكيانه وبقائه وأمنه واستقراره ومستقبل أجياله، فإن كل أشكال الصمت والحياد والتشفي تسقط أمام الواجب الوطني. الوطن ليس موضوعاً للنقاش أو المساومة، بل هو القضية التي تتقدم على كل اعتبار. واليوم، ونحن نواجه تهديدات إسرائيلية متصاعدة، وتصريحات استفزازية من نتنياهو تحمل في طياتها أطماع التوسع والهيمنة، يجب أن يكون الموقف واضحاً لا لبس فيه: انحياز كامل للوطن وقيادته، دفاعاً عنه بكل الوسائل الممكنة، قولاً وفعلاً، بلا تردد أو انتظار.
إن مواجهة هذا الخطر الوجودي لا تكون بالشعارات الجوفاء أو البيانات الإنشائية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ولا بمنطق "أشبعناهم شتماً وفازوا بالإبل"، بل تحتاج إلى إرادة حقيقية، وخطة وطنية شاملة، واستنفار كامل لكل طاقات الشعب والدولة. لحظة التهديد هي لحظة الاصطفاف، والوقوف صفاً واحداً، ونبذ أي محاولة لشق الصف الوطني أو تقسيم المواطنين إلى موالين وغير موالين. فالخطر يطرق أبواب الجميع، والوطن يحمينا جميعاً أو نفقده جميعاً، ولا مجال لأن يكون أحد خارج معركة المصير.
التاريخ علّمنا أن العدو يراهن على ضعف الجبهة الداخلية أكثر مما يراهن على قوته العسكرية. لذلك، فإن أول وأهم خطوات المواجهة هي ترسيخ الوحدة الوطنية على أساس أن كل أردني، أينما كان موقعه، هو جندي في الدفاع عن هذا الوطن، وأن الخلافات الداخلية يجب أن تتوارى أمام التحدي الأكبر. إن الانقسام الداخلي هو هدية مجانية تقدم للعدو، بينما الوحدة هي السلاح الأقوى الذي يردع أي اعتداء ويُفشل أي مؤامرة.
القوة الحقيقية للأردن تبدأ من تحرير قراره الوطني من أي تبعية أو هيمنة، وتعزيز قدرته على اتخاذ المواقف التي تعبر عن إرادة الشعب وتحمي مصالحه. وهذا يتطلب بناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة الأزمات، واقتصاد متين يحد من قدرة أي طرف خارجي على ممارسة الضغوط أو الابتزاز، وجيش وأجهزة أمنية عقيدتها حماية الأردن أولاً وأخيراً. إن الأمن الوطني لا يقتصر على السلاح فقط، بل يشمل قوة المجتمع وتماسكه، وقدرته على الصمود أمام التحديات، من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية تعزز الاعتماد على الذات وتمنع تسلل الإحباط أو الضعف إلى نفوس الناس.
لا يمكن أن نقابل تهديدات نتنياهو بخطاب المجاملة أو بالمناورة السياسية التي لا تردع عدواناً. المطلوب هو موقف صلب، وإجراءات فعلية، ورسائل واضحة بأن الأردن، أرضاً وشعباً وقيادة، لن يقبل المساس بسيادته أو العبث بأمنه. يجب أن تتحرك الدولة بكامل طاقتها على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والإعلامي، لبناء موقف وطني ودولي يضع حداً لهذه التهديدات، ويؤكد أن الأردن ليس الحلقة الضعيفة التي يمكن تجاوزها أو فرض الإملاءات عليها.
الضعف ليس قدراً مكتوباً على جبين الشعوب، والاستسلام ليس قدراً حتمياً. هي خيارات يتخذها البعض، لكن الأردنيين الأحرار يرفضونها. خيارنا هو المواجهة والثبات، خيارنا هو الدفاع عن سيادة الوطن حتى آخر لحظة، خيارنا أن نبقى واقفين مرفوعي الرأس مهما اشتدت العواصف. في مواجهة نتنياهو واليمين الإسرائيلي، لا مكان للتردد أو التراخي، ولا مجال لإعطاء العدو أي إشارة ضعف. الرسالة يجب أن تكون واضحة: الأردن عصي على الانكسار، والأردنيون على قلب رجل واحد، والراية ستبقى خفاقة ما دام في هذا الوطن قلب ينبض ويد تشد على سلاح الكرامة والسيادة.
إن لحظة التهديد هي لحظة الحقيقة. فإما أن نصطف جميعاً خلف الوطن وقيادته، نعمل بإخلاص ونبذل الغالي والنفيس لحمايته، أو نترك المجال مفتوحاً أمام أطماع العدو لتمتد إلى أرضنا. والتاريخ لن يرحم من تهاون أو ساوم أو صمت في وقت كانت فيه كلمة الحق والعمل المخلص هما خط الدفاع الأول عن الأردن. هذا الوطن أمانة في أعناقنا جميعاً، وحمايته واجب لا يسقط بالتقادم، وسيبقى الأردن أقوى من كل المؤامرات، ما دام أبناؤه أوفياء له، متمسكين به، ومستعدين للتضحية من أجله.
انحسار الموجة الحارة عن المملكة الجمعة .. تفاصيل
انطلاق فعاليات مهرجان الحصاد الحادي عشر في إربد
اختتام معسكر الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في معان
فصائل فلسطينية تحذر من مخططات إعادة احتلال وتهجير في غزة
الأمم المتحدة تشير إلى تهجير قرى فلسطينية بسبب هجمات المستوطنين
الهبّاش: السلام مستحيل بوجود الحكومة الإسرائيلية الحالية
ميلودي الأردن تغطي فعالية الأسواق الحرة بالنافورة مول
المجلس النرويجي: غزة تشهد انتهاكات غير مسبوقة تاريخياً
بن غفير يقتحم زنزانة البرغوثي ويهدده بالقتل .. فيديو
الذكاء الاصطناعي وصناعة القرار الاقتصادي: شراكة المستقبل
الأردن… سيادة لا تُمس وكرامة لا تُساوم
رواية الخبز الحافي .. رؤية نقدية
تكريم الطلبة الأردنيين الفائزين في الأولمبياد الدولي للعلوم والتكنولوجيا
الضمان يوضح آلية زيادة الإعالة التقاعدية
دير علا تسجل أعلى درجة حرارة بالمملكة الاثنين .. كم بلغت
الجيش يفتح باب التجنيد للذكور .. تفاصيل
ما هو الحد الأدنى لمعدل القبول في الجامعات الرسمية
تعيين 450 معلمًا ومعلمة في مسار التعليم التقني المهني BTEC
وزارة التربية تؤكد مواعيد الدوام المدرسي .. تفاصيل
توضيح سبب تضاعُف قيمة فواتير الكهرباء خلال الفترة الحالية
بيان من المحامية أسماء ابنه النائب صالح العرموطي
ما هي الحدود الدنيا لمعدلات التنافس لمرحلة البكالوريوس
القبض على مسبب انقطاع الكهرباء يوم التوجيهي
حقيقة صرخة جيسيكا الأخيرة: حوت الأوركا لم يرحمها
عطل فني يتسبب بوقف ضخ المياه عن هذه المناطق
مدعوون للإمتحان التنافسي .. أسماء