تحديات جسيمة تنتظر رئيس جامعة اليرموك الجديد

mainThumb

20-09-2025 11:44 PM

باسمي وباسم القوى الطلابية في جامعة اليرموك، أتقدم بخالص التهنئة والتبريك إلى عطوفة الأستاذ الدكتور مالك الشرايري بمناسبة توليه مهام رئاسة جامعة اليرموك، هذا الصرح الوطني العريق الذي شكل على الدوام رافعة للعلم والمعرفة ومصنعًا للعقول الأردنية المبدعة.

رئاسة ليست صدفة

إن اختيار الدكتور الشرايري لهذا الموقع لم يكن وليد الصدفة، ولا غريبًا على شخصيته وكفاءته العلمية التي شهدت لها ساحات الجامعة وقاعاتها على مدى سنوات. فهو صاحب مسيرة أكاديمية مشرفة وتخصص علمي دقيق في المحاسبة، ما يضع على عاتقه مسؤولية استثنائية في التعاطي مع الملف الأكثر حساسية في الجامعة، وهو ملف المديونية الذي أثقل كاهلها وأرهق مسيرتها.

وهنا لا مجال للشعارات أو الوعود الفضفاضة، بل المطلوب خطوات عملية جادة تعيد للجامعة مكانتها وتوقف نزيفها المالي المتواصل.

مسؤولية المرحلة

الجامعة اليوم تقف أمام تحديات جسيمة. فالمرحلة لا تحتمل المجاملات ولا الانتظار. وما يحتاجه هذا الصرح ليس إدارة شكلية أو خطابات مطمئنة، بل إدارة حازمة، قرارات واضحة، ورؤية شجاعة تضع مصلحة الطلبة والهيئة التدريسية فوق أي اعتبار.

الكادر التدريسي.. انقسام مثير للقلق

إن المتابع لما يجري داخل الجامعة يلمس انقسامًا واضحًا في صفوف الكادر التدريسي بين مؤيدٍ ومعارضٍ ومحايد. غير أن الخطر الحقيقي لا يكمن في المعارضة وحدها، بل في العلاقة الملتبسة بين الاعتراض والتأييد. فالمعارض قد يلجأ أحيانًا إلى رفع صوته لا بدافع الحرص على المصلحة العامة، بل بغية تحقيق مكاسب شخصية، فيتحول الاعتراض إلى وسيلة للضغط. وفي المقابل، يصبح التأييد غطاءً لمصالح ضيقة، بعيدًا عن المصلحة العليا للجامعة.

إنها الحقيقة المرّة التي لا بد أن تُقال بصراحة: لا يمكن ترك الجامعة رهينةً لمساومات الأفراد، ولا منبرًا للمكاسب الخاصة، بل يجب أن تعود إلى رسالتها الأساسية؛ منارةً للعلم والحرية والنزاهة.

الطلبة والعبء المالي

لقد دفع الطلبة على مدى السنوات الماضية ثمن السياسات المالية غير المدروسة، حيث جرى اللجوء المتكرر إلى جيوبهم كحل سريع لأزمة المديونية. لكن الجامعة لم تُخلق لتكون عبئًا على طلابها، بل لتكون سندًا لهم ومصدر إلهام ومعرفة. والمطلوب اليوم معالجة جذرية لهذا الملف بما يضمن العدالة ويصون رسالة التعليم العالي.

غياب الدعم والمسؤولية الجماعية

لا يمكن الحديث عن أزمات اليرموك دون الإشارة إلى تقصير جهات عديدة. فأبناء الرقعة الجغرافية نفسها، من عمداء ووزراء ونواب وأمناء عامين للأحزاب، وقفوا موقف المتفرج أمام نزيفٍ استمر وتفاقم حتى كاد أن يعصف بالجامعة. أين كان دورهم في الدفاع عن هذا الصرح الذي منحهم الكثير؟ وأين تكاتفهم في مواجهة أزمة تهدد مستقبل أجيال كاملة؟

دعوة إلى الحزم

الجامعة اليوم تحتاج إلى إدارة تمتلك الإرادة الحقيقية للإصلاح، والجرأة على اتخاذ القرارات الصعبة، بعيدًا عن الحسابات الضيقة أو التجاذبات الشخصية. وإذا لم تتوافر هذه الأدوات، فإن الأمانة تقتضي أن تكون لدى الرئيس الجديد الجرأة على التنحي، قبل أن يتحول موقعه إلى امتداد لمسيرة الإخفاقات السابقة.

أمل بالمستقبل

لقد مرت جامعة اليرموك بسنوات عصيبة أنهكتها وعمّقت جراحها، لكنها ما زالت قادرة على النهوض. واليوم، مع تولي الدكتور مالك الشرايري زمام القيادة، فإن الفرصة متاحة لإعادة رسم مسار جديد قائم على الشفافية والحزم والعمل الجاد.

مباركٌ لكم هذا المنصب عطوفة الأستاذ الدكتور مالك الشرايري، ووفقكم الله لما فيه خير وصلاح، وأعانكم على حمل الأمانة الثقيلة. أما نحن، أبناء الجامعة وطلابها، فسنظل نحرس هذا الصرح وننافح عنه حتى نراه شمسًا ساطعة لا تخبو مهما اشتدت العواصف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد