المعايدة

mainThumb

24-05-2020 03:43 AM

قبل اختراع تكنولوجيا التواصل الرقمي كانت المعايدة متدرجة من اعلى الهرم بتبادل الزيارة في المنازل مع الارحام والاقارب والجيران، والسفر عبر البراري والوديان للاعمام والاخوال والعمات والخالات على الدواب او في احسن الاحوال في مواصلات عامة تتراوح في رفاهيتها من البكم إلى باص يعمل بالمناويل في رحلة واحدة يومية يتم التحضير لها بعلب الناشد او السلفانا،والتي دارت معظم البيوت ولم تعد تصلح للاستهلاك البشري بعد ان التصقت المحتويات بحديد العلبة، ولا باس من بعض القطع النقدية المعدنية(من القرطة والشلن والبريزة إلى المجيدية) وفي احسن الحالات لدى ميسوري الحال وهم قلة بالمناسبة قد تصل إلى الدينار.

وكانت متعة السفر إلى قرية مجاورة فيها بعض الارحام او إلى المدينة لرؤية الزينة والكهرباء في الشوارع لا يوازيها متعة السفر إلى دزني لاند، ومع تطور ما يسمى بالحضارة بدات تظهر بطاقة العيد المزركشة وترسل عبر مكاتب بريد يتحكم فيها من يديرها وهو في الاغلب شخص واحد وكانه وزير المواصلات يفتح ويغلق على هواه، وقد لا تصل البطاقات برميها في اقرب وادي مما يذكرنا بوفاء بالحمام الزاحل الذي لم يسقط رسالة واحدة إلا إلى اصحابها، ومن التقنيات الأخرى كان التلفون الوحيد في القرية ويتحكم فيه المختار او وزير مواصلات القرية وتحتاج إلى واسطة لحجز مكالمة باستخدام هاتف يزيد وزنه عن عشرة كيلو غرامات ومربوط بجنزير يستخدم للاسود في حديقة الحيوانات، إلى ان وصلنا إلى الواتس اب والفيس بوك والزووم والسكايب والتي تجمع العائلة من كل أنحاء العالم في ثوان ويتبادلون الحديث والسهر، وفي نهاية الامر مع الانفلات الكبير بالتهاني عن بعد وعلى المنصات وخاصة في ظل الجائحة هل تقبلون ردا جماعيا بالتهنئة ام ترغبون برد فردي قد يتكرر فيه من عبارات وفقرات تشبه باكيت الناشد وعلب السلفانا التي كانت تطوف كل بيوت البلدة وفي النهاية تعود إلى المنزل الذي بدات منها رحلتها الماراثونية وقد فسدت وتقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بخير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد