إثر حادث سير

إثر حادث سير

02-09-2009 12:00 AM

ولاء عبد المجيد الروابدة

أم ثكلى ... زوجة مكلومة .... ابن لطيم .. وآخر يتيم... عائلة صار وجودها سرابا ك?Zحُلُم ... وأخرى موجودة لكن تحت حطام السيارات وأكوام الحديد ... وثالثة أفرادها موزعين على أسرّة المستشفيات تحت إشراف أجهزة الانعاش
هذا شاب مقعد ... وهذه فتاة بوجه ليس له ملامح ... وذاك قد امتزجت أعضاء جسده بأسياخ الحديد ... وتلك تمضي يومها في عيادات أطباء التجميل ... وذلك كله " إثر حادث سير مؤسف "
كلنا يعلم أن من قتل نفسه فهو في النار خالدا مخلدا فيها... لكن الكثير منا لايعرف أن حوادث السير تضاهي أي عملية انتحار وقتل النفس ... عندما يتجاوز سائق السرعة القانونية فتكون سرعته زائدة في حدها الأدنى عن السرعة القصوى ... عندما تكون الشوارع ميادين سباق ... عندما يتنافس السائقون على الموت في تلك الميادين ...عندما يترك السائق سيارته من غير صيانة ... ويفاجئ في لحظة ما بعدم قدرته على ايقاف المركبة ... عندما يتجاهل سائق الشواخص المرورية ... عندما يقود السائق مركبته بيد واحدة بينما الأخرى مشغولة بالهاتف الخليوي ... عندها يصنع السائق موته بيديه ... عندها يكون السائق مجرما ... سعى الى قتل نفسه ... والى قتل غيره ... سعى الى دمار وطنه ... عندها يكون السائق منتحرا ... خسر دنياه وخسر آخرته
قبل ما يقرب السنتين .... كان عزائنا كبيرا بأطفال ونساء ... شباّن وشيوخ ... كلهم كان الموت حتفهم ... لا تزال صورهم محفورة في أذهانننا ... أشلاء متناثرة ودماء نازفة في كل مكان
في بعض دول العالم ... احتفلوا بإزالة آخر اشارة ضوئية من شوارعهم أما نحن ... ففي كل شارع العديد من الإشارات الضوئية ... علّها تنظم سيرنا ... لكن عدد حوادث السير في ازدياد ... وعدد ضحايا السير في تسارع ... وتزداد السرعة في شهرنا الكريم ليصل السائق الى منزله قبل وقت الافطار ؛ عزيزي السائق : أن تصل متاخرا خيرٌ من أن لا تصل أبدا وأن تبقي أجواء الفرح السائدة عند اجتماع الأُس?Zر خيرٌ من أن تحول ج?Zمع?Zهُم الى عزاء ،إنّ الموت حق ، ولا أحد يستطيع تغيير ساعة موته لكن علينا اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية ، حتى لا نتكبد المزيد من الخسائر فإذا كان السائق ملتزما بقواعد المرور ووقع الحادث فما هو إلا ق?Zد?Zرٌكتبه الله علينا " وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
قبل أيام ومع بداية شهر الخير كنت على الطريق بين محافظتين من اكبر محافظات الوطن أستقِلّ وسيلة من وسائل النقل العام ... كان السائق متهورا ... كانت عينيّ ترقب عداد السرعة لقد تجاوزت سرعته الستين بعد المئة وكان ي?Zت?Zن?Zقّل بين الحافلات بمهارة كادت تودي بِنا على أنغام زوامير السيارات المجاورة المتصاعد صوتها يخالطه صوت سائقيها بالغضب ... لقد كانت سيارة النقل تلك تتحرك يمينا ويسارا بسرعة جنونية ... لقد شعرت بأن حادث سير مفجع وشيك الحدوث... لقد رأينا الموت بأعيننا لكن قد منّ?Z الله علينا ، فقد أوقفت إحدى الدوريات الخارجية السائق لتضع حدا لتلك السرعة ... أدام الله جنود الوطن الأمناء الذين هم عيونه الساهرة على أمنه وحِماه ... أدامهم المولى وأدام قائدنا جلالة الملك المفدّى ذلك الراع الأمين على رعيته وأدام الوطن عربيا حرا آمنا بعيدا عن لظى الشرك والطغيان

Walaaa_90@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد