الى المفطرين رمضان كريم

مقالات السوسنة

الى المفطرين رمضان كريم

07-09-2009 12:00 AM

عندما اكتب موضوعا خارج قطاع التامين وهو مجال عملي لم يكن قد اعددته من قبل وانما اكتبه نتيجة لحادث او واقعة سمعتها او رأيتها وعندما ارى فيها جدوى للكتابة عنها فلن اتقاعس عن ذلك وموضوع مقال هذا اليوم عن رمضان الكريم وعن الصيام فيه ولم اكتب كداعية لانه هناك من يفوقني بعشرات المرات للكلام والدعوة عن هذا الشهر الفضيل الذي جعله الله لنا اختبارا للارادة والعزيمة وعمل الخير ونشر الحب والمودة وجعل فريضة الصيام علاقة خاصة بين العبد وربه ( كل عمل ابن ادم له الا الصيام فهو لي وانا اجز به ) والصيام ليس عن الطعام والشراب فقط وانما عن كل منكر يمكن فعله مثل الكذب والزنا والنظر الى المحرمات وقول الزور والاذى وغيرها من الاشياء التي تستنكرها جميع الاديان ولايجوز لعبد ان يجهر بالافطار او يتباهى به معللا ذلك انه يعمل اويتمارض فقد رأيت بعيني اناس وفي بداية اليوم وفي الصباح الباكر يشعل السيجارة اثناء القيادة متناسيا في شهر يعتبر من احب اشهر السنة ، واشخاص اخرين عندما يصرح بافطاره ترى نشوة في كلامه لم يخجل من الجهر وهو رب لعائلة والغريب ان اطفاله في المرحلة الابتدائية صيام ومن الاعمال المشينة الاخرى ان فلانا يقوم بعمله كالمعتاد وتراه ياكل الطعام ويشرب وعندما تقول له لم هذا ؟؟ فجوابه وللاسف حتى استطيع ان اعمل وهذا ما حصل فعلا في ورشة في داخل احد البيوت فهذه النوعية ماهو تفسيرها لما تقوم به فهل يعني ذلك رجولة او فوزا عظيما فاذا كان ربنا سبحانه وتعالى قد فرض علينا الصيام وسمح بالافطار في اعذار الكل يعرفها وبشرط عدم المجاهرة به او الاعلان بذلك لان عباد الله الاخرين لايعلمون هل هذا صائم ام لا اذا لم يعلن المرء ذلك وحتى ممن يتبعون الاديان الاخرى فعليهم احترام الصائم المسلم وهذا مايحصل في كثير من الاحيان في بلادنا التي نفتخر بها والحمد لله واصبحت مثالا لتآخي الاديان والعيش بسلام .
كما قلت سابقا ان مايستفز الانسان الصائم هو الاستعلاء والتكبر من البعض على اداء فرائض الله سبحانه وتعالى متوهمين بان ذلك ضعفا ومتعالين ومغرورين بقوتهم ومنصبهم واموالهم فهل يعلم هذا المفطر بان الرزق والحياة والممات بيد الله سبحانه وتعالى وهو اعلم بالعبد من العبد نفسه فلا تستطيع ان تكذب على الله لانه هو خالقك ويعلم ما تخفي الصدور .
ان شهر رمضان الكريم فرصة لنشر الفضيلة وليس الرذيلة والحب وليس الكره والخير وليس الشر والتعاون وليس الاذى والاعتداء ولايجوز ان تنفعل او تنغص على الناس حياتهم او تصيح وتصرخ وتشتم لمجرد انك صائم لانه سوف تكون ممن يمتنعون عن الاكل والشرب فقط ولن يأخذوا صفة الصائم الحقيقي الذي يرتبط بربه باواصر خاصة وعلاقة مميزة لايعلمها الا الله فحتى الطعام في هذا الشهر عند اذان المغرب له نكهة خاصة فكل شيء يحلو في فمك ويبارك الله لك فيه ويؤجرك عليه .
كنت اتمنى من الذين يقيمون مآدب الافطار من الشركات والاغنياء واصحاب النفوذ والجاه والسلطة في افخم الفنادق والخيمات الرمضانية ( او كما سماها البعض الشيطانية لاحتوائها على كثير من السلوكيات الخاطئة والتي تتنافى مع حرمة هذا الشهر) كنت اتمنى منهم ان يتبرعوا بهذه الاموال لاطعام كثير من الفقراء الذين يفطرون على كسرة خبز وقليل من الماء واذا قدر لهم رزقا قد يتناولون بعض العدس المجروش واما اللحمة سواءا بلدية او مستوردة لايسمعون عنها ولايرونها لانها ومنذ زمن بعيد حرموا ملامستها والنيل منها او معانقة افواههم لها ويبدو ان تجار اللحوم لن ترق ولن تلين قلوبهم من اجل اطعام هذه الفئة لعلهم يكسبون مايطعمون ويسقون وحتى لااتشعب بالحديث ويفقد المقال معناه فعلى من يتحجج بان رمضان يعيقه عن ممارسة حياته كالمعتاد عليه ان يراجع نفسه قبل نهاية هذا الشهر وانقضائه لعله يفوز بالمغفرة والعتق من النار اذا كانت فاتته الرحمة في اول الشهر لان رمضان اوله رحمة واوسطه مغفرة واخره عتق من النار اللهم ارزقنا اجره واعتق رقابنا من النار انك سميع عليم وعلى ماتشاء قدير وبلغنا رمضان القادم باذن الله لان من يذق حلاوة رمضان يتمنى ان تكون السنة كلها رمضان

Rabeh_baker@yahoo.com