وصفي التل .. في ذكرى استشهادك

mainThumb

26-11-2008 12:00 AM

شجرة بلوط ،عمرها الدهر، تتربع في ذاكرتنا ، تتجذّّر في ضمائرنا ، ترويدة نشمية ، تردد صداها من حضن اليرموك ، إلى ذرى شيحان ، سحابة حبلى ، دهمت بليل تشريني سهول حوران ، وأطراف مأدبا ، دمعة حرّى ، ترقرقت من مغاني بني كنانة ، فسالت على خد الطفيلة ، صوت أسطوري لا نقدر على سماعه ، مثلما نعجز عن الإجابة ، نغم فيروزيّ ناعم ، يشنف آذاننا ، نردد معه ....
أردن أهل العزم أغنية الصبا .... نبت السيوف وحد سيفك ما نبا
حدثني والدي عنك ، عن عزمك ومهابتك ، عن بأسك وحنوك ، عن بدلة ( الكاكي ) وعن الكوفية الاربدية ، عن العيون القاسية بالحق ، المشبعة بالحب ، عن ( لا) التي كنت تدهمهم بها .
حدثني : عن ذاك الشارب الاكث ، الذي لا يهتز الا لمجد ، ولا يحلف به الا بوفاء ، . قال والدي : لا يمكن أن يجود الأردن بأمثاله ، لقد حاول غيره ، ومهما قيل عن هزاع المجالي ، ومهما حاول أحمد عبيدات ، فقد نافهم وصفي في محبته وتفوق عليهم بانتمائه ، وبزهم يوم السبق ، يوم حمحمة الخيل للغارة .
تمر ذكرى الشهادة ، وكل سنة أنذر في مثل هذا اليوم ، أن أحيي الذكرى ، أدعو فيها أطفالي لجلسة عائلية استثنائية وعاجلة ، أختطف من بين أيديهم كتبهم الصفراء التي خلت صفحاتها من اسمه ، مثلما خلت من رسمه ، وأطفئ التلفاز الذي لم يرو لهم عن الفارس المغوار، الذي سالت قطرات دمه هناك ... على أرض الكنانة . أجمع أبنائي كل سنة ، أخبرهم أن وصفي أحبهم ، أعلمهم أن يحفظوا اسمه ، ويحفظوا رسمه . لنحلم جميعا بذاك اليوم ، الذي سيصبح به وصفي نهجا وفكرا .
طوبى لك يا أبا الأردنيين ، ولتتنزل عليك شآبيب الرحمة ، ولتهنأ في جنة الخلد مع الشهداء والصديقين .

Omk_obiedat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد