في مَطلَعِ عامٍ دراسيٍّ جديدٍ
في الوقتِ الذي تُؤكّدُ فيهِ وزارةُ التّربيَةِ والتّعليمِ حِرْصَها على استقرارِ الكوادِرِ التعليميَّةِ والتدريسيَّةِ في جميعِ مدارِسِ المَمْلكَةِ قبلَ بدايَةِ العامِ الدراسيّ لضمانِ نجاحِ العمليَّةِ التربويَّةِ، مُشيرينَ إلى أهميَّةِ انعكاسِ آثارِهِ الإيجابيَّةِ على أَبناءِنَا الطّلبَةِ وعلى معلّمينَا على حَدٍّ سواء، فإنَّ واقِعَ كثيرٍ مِنْ مَدارِسِنَا يؤكّدُ غيرَ ذلك..!!
فلا شكَّ أنَّ الحديثَ عَن استقرارِ العمليَّةِ التربويَّةِ مُرْتبطٌ بالدرجةِ الأَولى بأُمورٍ عِدَّة في مُقدّمَتِهَا توفيرُ كادرِ المُعلّمينَ اللازمِ، وتوفيرِ المُقرّراتِ التدريسيّةِ لجميعِ المراحِلِ وبأَعدادٍ كاملةٍ دونَ نقصٍ، إذْ إنَّ نَقصَها يُعدُّ مِنْ أَبرزِ المشاكِلِ التي تُعاني مِنْها كثيرٌ مِن مدارسِنَا في مُختلفِ محافظاتِ المملكةِ.
في هَذا العامِ تَمَّ زيادَة العطلةِ الصيفيَّةِ للمدارسِ لتُصبحَ ثلاثةَ أِشهرٍ تقريباً، وكانَ على الوزارةِ أَنْ تستغلَّ هذا الوقتَ لترفَعَ مِن جاهزيَّتِها ومِن درجةِ استعدادِهَا لحلِّ المشاكِلِ وتَجاوزِ كُلِّ العقباتِ التي تُواجِهُهَا مَطْلعَ كلَّ عامٍ دراسيٍّ، مِنْ نقصِ المُعلّمينَ ونَقصِ الكتبِ والمُقرّراتِ التدريسيّةِ في بعضِ الفصولِ.
إلّا أنَّ الواقعَ يَكشفُ عَن بعضِ الإجراءاتِ التي تسبّبَت فِي حُدوثِ بعضِ المشاكِلِ من نقصٍ بالمُعلّمينَ ونَقصٍ بالكُتبِ المدرَسيّةِ؛ ولعلَّ أَولَ ما يُمكنُ الحديثُ عَنْهُ مِنْ هَذِهِ الإجراءاتِ هو التأخّرُ الواقِعُ في حصرِ الاحتياجاتِ المطلوبةِ مِن المُعلّمين، أضِف إلى ذلك موضوع التّنقلاتِ الداخليَّةِ التي تتمُّ في وقتٍ قريبٍ من بِدْءِ العامِ الدراسيِّ وخلالِ الدوامِ الفعليِّ أحياناً، فلو تَتَبّعتَ صدورَ قوائمِ التنقلاتِ في مدارسِ الوزارةِ على مرِّ سنوات مُختَلِفةٍ؛ لوجدتَّ أنَّها في الغالبِ تَصدرُ في بدايةِ الفصلِ الدراسيّ أَو في أَثناءِهِ، وهذا بحدِّ ذاتِهِ سببٌ كاف لإحداثِ إرباكٍ في سيرِ العمليّةِ التربويَّةِ.
فعلى سبيل المثال: في هذا العام لم تُعلنُ قوائمُ التنقلاتِ الداخليّةِ في بعضِ مديريَّاتِ الوزارة _ يقصدُ بالداخليّةِ تلكَ التي تجرى ضمنَ مدارسِ المديريّةِ الواحدةِ _ إلا قبلَ بدايةِ العامِ الدراسيِّ بأسبوعٍ واحدٍ فقط!!! أَيْ قبلَ حوالي عشرةِ أيَّامٍ فقط..!! ولا شكَّ في أَنَّ هذِهِ القوائمِ يتبعُها العديدُ مِن الإجراءات التي قد تحتاجُ إلى عدّة أيام لإتمامها..!! أَضِِف إلى ذلكَ ما قَدْ يَتبعُ هذهِ التنقلات مِن اعتراضاتٍ قَدْ تحتاجُ إلى فترة أطول للنَّظرِ بِها..!!! وبذلك يكونُ الفصلُ الدراسيُّ الأولُ قَدْ بَدأَ في ظلِّ ظروفٍ غيرِ مناسبةٍ؛ فَكثيرٌ مِن مدارسِنَا لم تَحصلْ على حاجتِها مِن المُعلَمينَ ولَمْ تبدأ تدريسَ المُقرّراتِ للطلبةِ.
أمَّا تعبئةُ هذِهِ الشواغرِ وسدِّ النقصِ الحاصِلِ مِنْ خِلالِ التَّعييناتِ الجديدَةِ فهذِهِ قضيَّةٌ أُخرى؛ وهي تحتاجُ إلى دراسةٍ أَعْمَق، وإلى مزيدٍ مِن التخطيطِ والتنسيقِ مع أَخذِ جانب الوقت بعينِ الاعتبارِ، فغالباً ما تتحدَّثُ مصادرُ الوزارةِ عَن نيَّتها تَعيينِ عددٍ من المعلّمينَ قبلَ بدايةِ العامِ، إلَّا أنَّ الذي يَحدث أَنَّ التّعيين يتمُّ على فتراتٍ مُتباعدةٍ حتّى يبدأَ العامُ الدراسيُّ ولَمْ يكتملْ العددُ، وتَبقى الأَعدادُ الأخرى ليتمَّ تعيينُها بعدَ دوامِ الطّلبةِ؛ وهذا كُلُّه يُعيقُ سيرَ التَّعليم في مدارسِنا، ولا يُمكن أنْ نُغفلَ الوقتَ الذي تستغرقهُ هذِهِ التّعييناتُ المُتأخِّرةُ مِن استكمالِ إجراءاتِ التّعيينِ، وفي حالِ اعتذرَ بعضُهم عَن التّعيينِ فإنّّ المسألَةَ تزدادُ تعقيداً؛ إذْ سَيبقى النَّقصُ قائِماً إلى أَنْ تقومَ المديريَّةُ بمُخاطَبَةِ الوزارةِ لتقومَ الوزارةُ بدورِهَا بِمخاطَبَةِ ديوانِ الخِدمَةِ المدنيَّةِ مِنْ جَديدٍ لترشيحِ أَسماءٍ بديلةٍ، وهيَ إجراءاتٌ طويلةٌ تحتاجُ لوقتٍ أَطْول، لذلكَ لا بُدَّ للوزارةِ مِنْ اختيارِ الوقتِ المُناسبِ للبَدْءِ بالتّعييناتِ بحيث تَنْتَهي مِنْها قبلَ بدايةِ الفَصْلِ الدّراسيِّ، ولعلَّ الأجدى أَنْ تَبدأَ مَع بدايةِ العُطلةِ الصيفيّة.
إنَّ مِنْ حَقِّ أبناءِنا الطّلبةِ توفيرَ البيئةِ التعليميَّةِ المُناسبةِ لَهُم وتوفيرَ كافةِ احتياجاتِ العمليَّةِ التربويَّةِ الماديَّة والبشريَّة، ولا شكَّ في أنَّ العنصرَ البشريَّ هو اللبنةُ الأساسيَّةُ في هذِهِ العمليَّةِ
وفي الوقتِ ذاتِهِ لا نُنْكرُ حَقَّ مُعلّمينَا في الاستقرارِ الوظيفيِّ وفي الحصولِ على مكانِ عملٍ ملائمٍ وقريبٍ مِن مكانِ سَكنِهِ؛ إلّا أنَّه لا بُدَّ من إعادةِ النَّظرِ بالإجراءاتِ الطّويلةِ المُتَّبعةِ بهذا الخصوصِ في الوزارة.
غداّ هو أوّلُ أَيّامِ دوامِ الطّلبَةِ للعامِ الدراسيِّ 2010/ 2011 وكثيراً مِنْ مدارِسِنَا لَمْ تَكتملْ فيها الكوادرُ إلى الآن...!!! عامٌ جديدٌ يُقبلُ فيه الطلبةُ وكلُّهم أَمَلٌ وتفاؤلٌ بظروفٍ دراسيَّةٍ ملائمةٍ ليُحققوا المزيدَ من النّجاحِ والتّقدُّم بعدَ عطلةٍ صيفيّةٍ طويلةٍ.
أخيراً نتمنّى مِنْ المَعْنيينَ في وزارةِ التربيةِ والتّعليمِ أَنْ يُولوا هذا الموضوعَ مزيداً مِن الاهتمامِ والعنايةِ، مِنْ خلالِ وضعِ خططٍ منْهجيَّةٍ واضحةٍ تَضْبطُ العمليّةَ التعليميَّةَ مِنْ أَلِفِهَا إلى يائِها؛ لنصلَ إلى بيئَةٍ مدرسيَّةٍ نَموذجيَّةٍ تحفِّزُ طلبَتَنَا وتَأَخُذُ بأَيْديهِم نَحوَ التفوِّقِ والإبداعِ.
ahmadalomoush@gmail.com
المستشفيات الأردنية الميدانية تواصل دعم غزة .. صور
الوطن لا يُحمل على الأكتاف … بل يُحمل في القلوب
العيسوي يلتقي وفدا تربويا من مديرية التربية والتعليم
إصابة شخص إثر اصطدام مركبته بعامود كهرباء
وزير العمل: التدريب المهني لم يعد خيارًا ثانويًا
ولي العهد يتابع مشاريع تكنولوجيا المستقبل الأردنية
حماس ترحب بقرار إسبانيا حظر تصدير الأسلحة للاحتلال
تدريب تربوي لتعريف مشرفي رياضيات الأعمال الجديدة
الأمن العام يحذر من حمولات الشحن غير المثبتة
منتدى الاستراتيجيات يحذر من أزمة مياه هيكلية بالأردن
مصرع 4 جنود إسرائيليين بعملية للمقاومة في جباليا
إنجاز 82% من المستشفى العسكري و77% من المستشفى الحكومي في معان
مهم بشأن الإعلان المفتوح للتوظيف بالقطاع العام
مدعوون للتعيين في الاقراض الزراعي .. أسماء
جبهة دبلوماسية أردنية مصرية لوقف الكارثة في غزة
جرائم الاحتلال وفشل مشروعه في غزة
هل ستشهد المملكة أول منخفض جوي قريباً .. توضيح
وظائف شاغرة ومدعوون للامتحان التنافسي .. صور
المومني: الخطاب الأردني دائما متزن
بدء تنفيذ المرحلة الثالثة لطريق إربد الدائري
مشروب طبيعي يدّعي خفض الكورتيزول
إغلاق جزئي لطريق إربد-عمان .. تفاصيل
الطاقة النيابية تناقش استغلال النفايات لإنتاج الطاقة
التعليم النيابية تزور جامعتي التكنولوجيا وعجلون الوطنية
تشكيلات أكاديمية في البلقاء التطبيقية .. أسماء