سوريا الثورة منتصرة
إقتربت ثورة الأسود من شهرها الرابع وهي تقاوم أعتى نظام إجرامي بعثي أسدي علوي في عصرنا الحاضر، نظام مشكل من قطعان شرسة من الذئاب المحلية والمستوردة من بلاد المجوس وحزب اللات التي لا حصر لها والمتعطشة للدماء والتي تقتل حباً بالقتل وسيلة وهدفاً وغاية ، شريعتها وقوانينها شريعة الغاب ، تعيش منكفئة على نفسها خارجة عن عصرها ، يملؤها الحقد والكراهية والبغض والعداء لكل من ينادي بالحرية والعدل والمساواة ، لا تتورع عن القيام بأي شيئ ولو كان عاراً أو مخزياً أو جرائم ضد الإنسانية وشرعة هيئة الأمم ، ديدنها الكذب والتلفيق وتفتري وتفجر بشكل علني ومكشوف وتمكر دون حياء أو رادع أخلاقي أو إنساني .
خرجت الملايين في شوارع المدن السورية في جمعة " لا للحوار " قبل يومين ، وقدر عدد المتظاهرين في كل أنحاء سورية ب 4 ملايين متظاهر وخرج من مدينة حماة لوحدها مليون الا ربع كلهم يد واحدة وعلى قلب رجل واحد يهتفون للثورة وينادون بإسقاط النظام وأنهم طلاب للحرية وإنهاء الاستبداد والظلم الذي استمر أربعة عقود . ولازال النظام الأسدي يصف الثوار " بالمخربين وجماعات مسلحة " ترّوع السكان ، وأن السكان يطلبون الجيش لحمايتهم، مبررا اقتحام قوات الأمن البلدات والمدن السورية ، ومحاصرة الجيش لبعض المحافظات ، وبعضها هرب سكانها إلى الدول المجاورة ، حيث يعيشون أبشع الظروف ، بعيدا عن وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والأمم المتحدة، ويبدو أن هناك تواطئا لهذه الدول مع النظام السوري كي لايتم تدويل قضية اللاجئين السوريين ، في لبنان والأردن وتركيا .
الثورة السورية منذ بدايتها كانت سلمية ، وأثبت الشعب السوري سلمية المظاهرات والثبات على مواجهة الرصاص بصدور عارية لأجل الحرية والكرامة .ولكن لاحظنا أن النظام السوري منذ انطلاق الثورة السورية وحتى اليوم يعمل على نظرية " فرق تسد "
يحاول النظام وترسانته الإعلامية وأبواقه توجيه الرأي العام نحو مايصفه ملاحقة " جماعات إسلامية متطرفة " تقتل المواطنين وقوات الأمن على حد سواء . بينما تحدث متظاهرون أن الشهداء من قوات الجيش ممن رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين ، فقامت قوات الأمن من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس بإطلاق النارعليهم من الخلف، أو طلقة قريبة فجرت الرأس . يحاول النظام قتل المتظاهرين في مدن أكثريتها من السنة، ليثبت روايته أنه يلاحق " حركات إسلامية متطرفة " فيضرب بوحشية في درعا ،ريف دمشق ، حماه ، حمص، الرستن ، تل بيسة، تلكلخ، إدلب ، جسر الشغور، بينما استخدم الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية لتفريق المظاهرات في السويداء( الدرزية ) وسلمية ( الإسماعيلية ( والقامشلي ( الأكراد ) والحسكة ( أغلبية مسيحية ) وأحيانا لم تعترض قوات الأمن تلك المظاهرات ولم يعترض النظام مظاهرات العشائر في دير الزور مع بداية الثورة ،كي لايحرضها ضده، ولكن العشائر حسمت موقفها مع الثورة لذا كانت الضحايا كبيرة في جمعة العشائر .
وعمل النظام على تحييد الطائفة العلوية " كطائرة مختطفة"، يخيفهم بالتصفية من الإسلاميين ،وأنه الحامي للطائفة التي جعل نفسه ممثلا لها، مما وضع أخوتنا العلوية تحت ضغوط كبيرة وصلت حد التهديد بالقتل إن خرجوا بمظاهرات .
وباسم الحوار عمل على بث الفتنة في صفوف المعارضة، يسمح لمجموعة بالاجتماع بأفخم الفنادق وتحت حماية أمنية ووسائل إعلام دولية، ويمنع مجموعة أخرى من الاجتماع في بيت أحدهم، ظنا منه إثارة الريبة بين صفوف المعارضة ، وانقسامها، ليبدو أنه لايجد من يحاورهم بتشتيت المعارضة. أي حوار يكون تحت هدير الدبابات وأزيز الرصاص؟ فخرج الشعب السوري رافضا حوارا لاوجود له،لأن النظام فقد شرعيته بقمع المظاهرات ، وقتل المتظاهرين .
فالشعب السوري البطل، سليل يوسف العظمة وإبراهيم هنانو، وسلطان باشا الأطرش، والشيخ صالح العلي ، وفارس الخوري ، وسعد الله الجابري ، وأبي الفداء، عرف منذ البدء إن النظام السوري الأسدي الفاشي الذي يقتل أبناء سورية الأطهار، المطالبين بالحرية والكرامة، يريد أن يزرع الفتنة بين أطياف الشعب السوري الموجودة تاريخيا ، وعاشت تاريخها متآلفة، صنعت جميعها تاريخ سورية الزاهر . فجميع أطياف الشعب السوري حريصون على الأخوة لبناء سورية الحرية والكرامة بنفس الحرص على مشاركة الأخوة بباقي الأثنيات والطوائف، فهذه الفسيفساء الاجتماعية السورية جوهر تألقها الحضاري .
السوريون حسموا خيارهم في رحيل النظام السوري ، فقرروا أن يكون رمضان الشهر المبارك القادم فيصلاً في إسقاط النظام لإنهاء مرحلة الاستبداد التي أذلت الشعب السوري لأربعة عقود، وتغّول الأمن في قهر المواطن، نداؤهم للشعب السوري، خاصة حلب ذات التاريخ الوطني العريق، ودمشق نقطة ارتكاز النظام ، أن يخرج بمظاهرات حاشدة سلمية كل يوم ، ليل نهار، ليقولوا " كفى استبدادا " و" الشعب السوري مابينذل " ، وأن الشعب السوري واحد ، وهو أول شعار نادت به المظاهرات السلمية . إدراكا منـه لأهميـة الإعـلام في تسـويق السياسات والسلوكيات,وقد دأب نظام الاسد على اطلاق العنان لآلته الاعلامية في التسويق لمقولة المؤآمرة والتدخل الخارجي وتصوير ثورة الكرامة ومطالب الشعب السوري على انها من انتاج قوى وادارات خارجية ذات توجهات معادية, وبأن المحـتجيـن هـم عـمـلاء ومـأجـوريـن ومـغـرر بهـم وإلى ماهـنالك مـن وصف وأوصاف, إلا أن مـردود تلك الالـة وذلك الجـهـد بقـي ضحـلا وعـاجـزا عـن تحـقيـق أي نجـاح, فلا الثـورة خـمـدت أو تنخـمـد ولا الشـعـب يتجـاوب مـع إعـلام النظـام أو يـستمع إليـه اسـاسـا, أي وبعـد مـرور قـرابـة الأربعـــة اشـهـر, بقـيت آلـة النظـام الإعـلاميـة خـارج نطـاق الفـعـل والتـأثير , الامـر الـذي يـتـطلـب من النظام إتخـاذ تـدابيـر أخـرى عـل وعـسـى , وخـصوصا أن عـامـل الوقـت لـم يعـد في صالـحـه .
نظـام الأسـد, طبعـا كبقـيـة أنـظمـة المشـرق, وجـد اسـاسـا لأداء مـهـام ووظائـف لاتمـت بمصالـح شـعـب سـوريا بصلـة, إنمـا هـو أنـشـئ لحـمايـة ورعـايـة مصالـح القـوى ذاتهـا التي يتهـم الشـعـب بالإرتبـاط بهـا, وفي مقـدمتهـا رعـايـة مصالح الغـرب واهـمهـا حـمايـة حـدود وامـن إسـرائيـل, وعـرقـلـة كافـة المشـاريـع التي تـؤدي إلـى إحـداث التنميـة الحـقيقيـة في عـمـوم المنـطقـة, فـالتنميـة الحـقيقيـة سـتـقـود إلـى إســتـقـلال حـقيقـي, أي إلى التمـرد عـلى إرادة الغـرب وإسـرائيـل في الإبقـاء عـلـى المشـرق تـابعـا ومـسـتهـلكا. إن غـياب نظـام الأسـد عـن سـاحـات الفـعـل في المنطقـة, في حالـة إزاحتـه عـن سـدة حكـم سـوريا, سـيكون لـه إنعـكاسـات كارثيـة عـلى مصالـح الغـرب وإسـرائيـل, لــذا تـوجـب عـلى هـذا الغـرب الآن (تـطورات الثورة السـوريـة ونجاحاتهـا) أن يـتـدخـل لإنقـاذ الأســد ونظامـه, ومـن هنـا نجد أن هـذا التـدخـل بـدأ فـعـليـا بـزيارةالسـفـيرالأمريكـي فورد في سـوريا لمـدينـة حمــــاة .
لمـاذا يـزور ممـثـل الإدارة الأمـريكيـة لـدى النظـام السـوري (ســفـير دولـة ما يمثـل إدارة بـلاده ) حمــاة بالـذات), عـلمـا أن نـظام الأســد إرتكـب العـديـد مـن المجـازر في أكـثر مـن مـدينـة سـوريـة (درعــا, بانياس, تلكلـخ, إزرع, دومـا, جسر الشـغـور, تلبيسـة والرسـتن وغـيرهـا), ولمـاذا الآن وليس منـذ شـهـر او شـهرين أو ثـلاثـة, إننـي لاأســأل أو أتسـاءل إنمـا أجــد أن المـأزق والضعـف الذي أصبـح نظام الأسـد بـه لم يعـد يـتـرك مجـالا للتخـميـن أو إهـدار مـزيـد من الوقـت, وقـد ذكرت أن الوقـت لم يعـد البتـة في صالـح إسـتـمرار النظـام, وأرى أن إدراك الإدارة الإمـريكيـة لحـقائـق الواقـع السـوري ومـدى عـجـز النظـام كـان الدافـع لهـذه الزيارة, إذ أن الإدارة المـذكـورة أرغـمـت الآن عـلى التـدخـل لإنقـاذ حـليفـهـا, وعـدم التـدخـل سـتـكون لـه عـواقـب وخـيمـة جـدا .
إعـلام النظام فـشـل في تـسـويق مقـولـة إرتبـاط الثـورة بقـوى خارجيـة, وإســتـهـلك كافـة "إبــداعـاتـه ومـبدعـيـه" دون جــدوى, وبـذلك الفـشـل الذريــع أصبـح عـلى حـافــة الإفـلاس ونضـح آخـر قـطرات وقــوده, أمـا الآن, وبفـضل اللـوبي الصهـيوني , الفاعـل جـدا في كواليـس البيـت الأبيـض, وعـبـر مـسـرحـيـة وقـوف السـفـير الأمريكـي عـلى الحـقيقـة في حمــاة, أجــد أنــه (إعــلام النظام) قـد حـصل عـلـى "صهـريــج" أمريكـي بـوقـود أمـريكـو ـ صهيوني , لكـن ســؤال الفـاعـليـة الحـقيقيـة يبقـى مطـروحـا, هــل ســتـفـلـح الإدارة الأمريكيـة بمسـرحـيتهـا هـذه في إنقــاذ نظـام أعـلـن شــعـبه عـلنـا أن شــرعـيتـه قـد ســقـطت؟؟ وهـل تنتـصر "الصهـاريــج" الإعـلاميـةعـلى ثـورة وقـودهـا دمــاء آلاف الشــهـداء !!.
إننـي لاأعـتـقـد بـ نجاح هــذه المحـاولـة, ولاأعـتـقـد أن ثــورة شـعـب سـوريا ســتـتـوقـف في منتصف الطـريـق, فـهـي ثــورة حـقيقيـة بـأهـداف واضحـة ومـنـطقـيـة , وقـبل هـذا وذاك هـي ثــورة الشــعـب الســوري كلــه, وليـس جـزء منــه .
بالإضافـة لكل ماذكـرت أعــلاه أجــد أن الإلتحــام بـين الشـعـب ونخـبتـه تـطور وتجـذر بحـيث أصبـح يـشـكل ســدا طبيعـيا منـيعـا بـوجـه محـاولات الإلتفـاف عـلى الثـورة أو الإتجــار بهـا وإحـتكارهـا, ومـا تـوحـد قـوى التـغـييـر الوطـنـيـة الديمقـراطيـة في هـيئـة تنـسـيق واحـدة لهـو دلـيل واضـح عـلى نـضوج الثـورة وقـواهـا الفـاعـلـة .
إن مـن حـق الأمريكـان أن يحـاولون إنقــاذ نـظـام الأســد, وأي نظـام يتبنـى مصالحـهم, ولكـن وفي الوقـت ذاتـه فمـن حـق الشـعـب السـوري أن يطـالب بحمـايـة مصالحـه وحـقـوقــه, وأن يـسـقـط أيـة إدارة لاتعـكـس إرادتـه. إننـي أجــد أن محـاولـة الإدارة الأمـريكيـة هـذه لـن تـقـدم لنظـام الأســد وإعــلامـه أيــة خــدمــة, ومــواطنـوا حمــاة لـم يـوجهـوا الـدعـوة لسـعـادة السـفـير, وشــعـب ســوريا أوعـى مـن أن يقــع فـي أي فــــخ, ومـن هنـا أرى أســباب رفـض الشـعـب وقـواه الوطنيـة لأي تـدخـل خـارجـي, فالنظــام , كـان ولايـزال , مـن إنتــاج وصنـاعـة هـذا الخارجـي .
اليـوم نـشـهـد جـمعـة لا للحــوار, وغــدا سـنـشـهـد بالتـأكـيد تـشــييع جثاميـن عـشـرات الشـهـداء, ويخـطئ مـن يعـتـقـد أن الحــوار ممكنــا بــهـذه الســهـولـة والبسـاطـة, حـتى لـو كان هـذا (المعـتـقـد) هـو أوبامـا أو هـيلاريـتـه , ( التي طالبـت المعـارضة ببـدء حـوار مـع النظــام .
" ما سر هذا التواطؤ الدولي مع نظام يقتل شعبه؟" ولزاما علينا أن نكتب في هذا الموضوع لكي نحاول على الأقل تفكيك هذه البنية التواطئية مع هذا النظام؟ إن هذه البنية المساندة لاستمرار هكذا نظام نحتاج جميعا لمعرفة عناصرها، ولأنها تمس المستوى الأخلاقي للبشرية كلها، تحت ذرائع شتى، ، وهنا أسأل المجتمع الدولي وقواه ومنظماته الحقوقية الدولية والمحلية وقوى الرأي العام، سؤالا" في حال أصلح النظام نفسه على طريقتكم وعلى طريقة مطالباتكم له، من سيحاسب المجرمين الذين قتلوا الآلاف وجرحوا عشرات الآلاف واغتصبوا الحرائر ونهبوا وشردوا؟ لو قام النظام الآن بالحوار مع المعارضة التي تتحدثون عنها، وقام بإجراءات إصلاحية، هل تنتهي الجريمة؟ وإن انتهت الجريمة في ملفات مصالحكم ، فهل ستنتهي من ذاكرة الشعب السوري؟
وأية سورية هذه التي سيتحول فيها المجرم إلى مصلح؟ .
التواطؤ الدولي وخاصة العربي، مع النظام السوري الذي لم يعد نظاما عاديا بل بات نظاما مجرما، بأجهزته السلطوية باعتبارها هيئات اعتبارية وبشخوصهم، نحن هنا لم يعد باستطاعتنا التحدث عن دولة، إنك تتحدث عن عصابة، عصابة نتيجة التواطؤ الدولي هذا ، تشعر أنها ترهب العالم كله بما فيها النظم العربية، وحتى قوى المجتمعات الأهلية العربية، استطاعت نظمها أن تمارس عليها هذاالتضليل وباتت هي متواطئة أيضا . الرأي العام الغربي أيضا، لم يشارك في تظاهرات منددة بالنظام وجرائمه، هل نعتقد فعلا أن الشعب السوري" له الله فقط" أم ما هي الحكاية؟ تتحدث هذه البنية التواطئية عن عدم وجود بديل، فكان من الثورة أن أنتجت بدائل وليس بديلا واحدا، أقصد بكل تياراتها وانشغالاتها بتقديم بديل عن هذا النظام . قالوا أنهم يخافون من الإسلاميين المتشددين، أثبتت الثورة انها ثورة تتبنى الطرح المدني الديمقراطي والليبرالي حتى بشعاراتها وسلوكها وممارساتها، فأية حجة بقيت؟ فخرجت علينا إسرائيل بحجة جديدة، أنها تخاف في حال سقط النظام ان تصل أسلحة التدمير الشامل التي يمتلكها لحركة حماس وحزب الله ، لهذا هي طلبت رسميا تخفيف الضغوط الدولية عنه، وأية حجة هذه؟
محوران هامان في الواقع هما خلف هذا التواطؤ الدولي والعربي :
المحور الأول- يتعلق بإسرائيل وأمنها ورؤيتها ووضعها الجيوبولتيكي، وصولا إلى نظرتها العنصرية لشعوب المنطقة، هذه كلها تجعل من تواطؤ المجتمع الدولي ومنه النظم العربية مفسرا، لكنه أبدا لم يكن ولن يكون مبررا.
المحور الثاني- وهو يتعلق بالوضع الديمغرافي الأثني الطوائفي لسورية وجيرانها، خاصة أننا نعلم أن هنالك دوما خيار التهديد بحرب أهلية يشنها عسكر السلطة في حال تم الضغط على النظام أكثر من ذلك، فالنظام هو الطرف الوحيد المؤهل تاريخيا لامتلاك ورقة التهديد بحرب أهلية وتنفيذها وهو ينفذها الآن، نعم النظام الآن يقوم بحرب أهلية، ولكن الفارق بين حربه الأهلية التي يقوم بها، والتي يحاول أعطاءها بعدا طائفيا، عن بقية الحروب الأهلية الأخرى التي شهدها العالم: أن الطرف الثاني وهو الشعب السوري أعزل ويقاوم سلميا .
هذه معادلات يعرفها القاصي والداني بالمجتمع الدولي، إذا لماذا هذا التواطؤ؟
شعبنا يذبح على مرأىالعالم ... حجم هذا العار الذي يتراكم تواطؤا بشكل يومي على دماء شبابنا واهلنا في سورية يحتاج أن نجيب عن سؤاله هذا؟
في هذا السياق يمكنني أن أقول أن بعض اللوبيات الأقلاوية الشرق أوسطية في دول العالم الغربي وروسيا تحاول أن تدعم النظام أقله سرا...ومنهم من يحاول ترتيب خروج آل مخلوف الآن من سورية، كاقتراح يساعد النظام، لا بل هنالك من يتحدث عن ترتيب خروج ماهر الأسد مع أمواله من سورية تاركا عناصر وضباط فرقته الرابعة خلفه...وهذا مطروح كحل للنظام كي يستمر!!
لكن الثورة السورية لن تعود للخلف أبداً أبداً...هذا ما يجب أن يعلمه العالم ..
فالقضية السورية قضية شعب ووطن وتاريخ لا يملك احد حق التصرف بها .
ان الازمة السورية المخيمة على البلاد بكل معطياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية.... هي قضية شعب وجغرافيا تاريخا وحاضرا ومستقبلا، مع نظام شمولي استولى على السلطة عن طريق انقلاب عسكري منذ اكثر من اربعة عقود، وكرّس استبداده بسلطة أمنية واستمر هذا النهج من الاب المورث الى الوريث الابن، لقد ألحق هذا النهج بالبلاد الخراب والدمار وكلف الشعب الكثير من الويلات والتضحيات .
وبرغم ان النظام يترنح ويحتضر منذ اوائل التسعينات وسقوط المعسكر الاشتراكي، ولم تتمكن من اسعافه الحقن الدولية والاقليمية وجرعات الادعاء بالممانعة ولم يفلح كل هذا بأنقاذه من حالة العجز والموت السريري .
وما يثير الاستغراب والاستهجان ان بعضا من المحسوبين على المعارضة يحاول مد حبل النجاة له، بطرحه مقولات فاسدة كالعمل تحت سقف النظام وليس سقف مطالب الشعب، والنيل من المعارضين المنفيين! فلو كان هذا الطرح في اطار حرية الرأي والرأي الاخر لقبلناه انطلاقا من ايماننا بحرية التعبير، أما انه ينطلق من مصادرة حق المعارضة بالخارج عن طريق ممارسة نوع من الارهاب السياسي ومصادرة حق من هو بالخارج تحت ذريعة وجوده بالداخل او دخوله السجن بأسلوب اقصائي خدمة للنظام .
ان القول بالعمل تحت سقف النظام جهل بطبيعته العصية على الاصلاح، او استغباء للاخرين وهذه اعلى درجات الغباء، او هو انحراف عن بوصلة العمل الوطني ايً كان المنطلق، او ضعفا او انتهازية او لوهن في العقل، او لاضطراب نفسي نتيجة نزعة الاستعجال للحصول على بعض الفتات فأختل توازنه ومثل هذا لا يملك اهلية وطنية لتمثيل المعارضة ويحتاج الى مصّح ...
أذ لا يحق لأي كان وتحت اي غطاء التنازل او المساومة او التصرف بقضية تمس حقوق الشعب كما لا يحق لاحد مصادرة حق الاخرين او يسبغ على نفسه هالة لا يستحقها ويستخدمها للتلاعب بقضية مقدسة .
أن من يهمه التغيير يدعوا الى توحيد المعارضة تنظيماً و منهجاً لا الانتقاص من جزء مهم منها وهذا الجزء لم يصادر حق احد بل يعتبر نفسه داعما سياسيا واعلاميا لحركة الانتفاضة بالداخل ويشد من ازره لتسريع عمليةالتغيير .
فهل من حق اي فرد او مجموعة النيابة عن الشعب تحت غطاء وجوده بالداخل ويتهجم على الملايين في الخارج مميزا نفسه عن مناضلين سبقوه بالمعارضة بأكثر من عقدين وأضطرتهم الظروف القاهرة للابتعاد عن الوطن وهم ليسوا من كوكب المريخ او زهرة او زحل .... و انما امتداداً للمجتمع السوري، ان المعارضين الحقيقيين في الخارج ليسوا من هواة السياحة او من المهتمين بالاثار او رواد اصطياف بل كانوا رواد السجون في تدمر والمزة والقلعة، وبلدنا كلها مصايف والحمد لله ومضى على وجود بعض منهم اكثر من اربعين عاما ولا يخفى الالام النفسية والمعنوية وتعرض كثير منهم للاخطار، لقد دفعوا ثمن مواقفهم هم واهلهم دما ومعاناة مادية ومعنوية قال تعالى (( ولو كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعله الا قليل )). لقد قُرن قتل النفس على صعوبته بالخروج من الوطن
وهذا لا ينفي وجود استثناءات، كان الاجدر بمن التحق متأخرا بركب المعارضة ان يسأل عن اسباب وجودهم في الخارج قبل ان يتساءل اين كانوا ! وجوابا على سؤاله نرشده العودة الى سجلات محكمة امن الدولة العليا والى الاوامر بالملاحقات الصادرة بموجب حالة الطوارئ او القانون 49، وما تعرض له اهلهم وذويهم من عذابات ومضايقات وصلت لمحاربتهم بلقمة العيش وهذا ما اعترف به رئيسهم في خطابه في 20 – 6- 2011 وان هذا الاستعراض الموجز ليس منّة على الوطن وهو نقطة في بحر الواجبات الوطنية ولكن للتوضيح فقط
نطالب الجميع بأعادة النظر والمراجعة ويرتقوا بخطابهم وعملهم الى مستوى القضية كل من موقعه وقدر ما تسمح ظروفه وان يكون العمل تحت سقف المطالب الوطنية للانتفاضة، ولا نساوم على دماء الشهداء والآم المعتقلين والمشردين ودموع الثكالى والارامل واليتامى ويجب التحلي بالوعي والادراك ان البلاد في أزمة خطيرة جدا ويسعى النظام لتحويل الانتفاضة السلمية الى صراع مسلح معه وما زجه الجيش او جزء منه وممارسته القمع المتنقل من مدينة لأخرى ومن قرية لقضاء من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال الا لخلق حالة من العداء والنظر اليه كجيش احتلال، و ان لكل فعل ردة فعل .
ستنتصر الثورة السورية حتماً والشعب الثائر لن يتراجع أو يقف في وسط الطريق ، الثورة مستمرة وفي ازدياد والأيام القادمة ستثبت للعالم بأن الشعب السوري ما يزال مصراً على إسقاط النظام وأن العالم كله تبعاً لذلك سيقف مع الثورة السورية المجيدة، عاشت سوريا حرية كريمة .
فتح باب التسجيل للمشاركة في معرض عمّان الدولي للكتاب .. رابط
رسمياً .. الاتحاد الأوروبي يرفع كل العقوبات المفروضة على سوريا
توضيح من العقبة الخاصة بشأن آلية التعامل مع البيانات الجمركية
استحداث وحدة للعلاج الوظيفي في مستشفى جرش الحكومي
النشامى يصعد تدريباته لمواجهات مصيرية .. شاهد الفيديو
بدء توافد الحجاج اليمنيين للأراضي المقدسة
إجلاء 6 أطفال مصابين بالسرطان من غزة إلى الأردن
مصر تبذل جهودًا ثمينة للتهدئة ووقف الحرب مع الهند
الخلايلة يلتقي بعثة الإعلام لتغطية الحج
116 منظمة أممية وأهلية تدعو لإنقاذ اليمن من كارثة إنسانية
توافق أردني سوري على توحيد رسوم النقل وإعادة تشغيل الخط الحجازي
حماس تتهم نتنياهو بتضليل المجتمع الدولي وتؤكد تعثر مفاوضات الدوحة
نجوى فؤاد تتعرض لكسر مضاعف مؤلم
هل يجب قبول ملفات تعريف الارتباط؟ إليك ما يجب معرفته لحماية خصوصيتك
آلاف الأردنيين أسماؤهم مهددة بالحجز المالي .. رابط
الحكومة تتجه لتغيير آلية تسعير المشتقات النفطية
أسعار معقولة للمستهلكين .. مهم بشأن قانون الكهرباء الجديد
غرامة مالية على عبور المشاة من أماكن غير مخصصة
دعوة لضباط إسكان الجيش لمراجعة بنك القاهرة عمان .. أسماء
مهم بشأن تحويل المركبات من بنزين وديزل إلى غاز
متى يُسمح للمؤمّن عليها سحب اشتراكات الضمان
ما حقيقة تسجيل حالات تسمم بالبطيخ .. الزراعة توضح
إرادة ملكية بالموافقة على نظام رسوم تصاريح العمل للأجانب
مليار دولار لمشروع الناقل الوطني الأردني
صرف رواتب المتقاعدين الخميس مع زيادة وتأجيل أقساط
إحالة موظفين على التقاعد وأبودنة مديرًا للأثار العامة
ما هي القبّة الحرارية التي تضرب الأردن لأول مرة هذا العام
بينهم معلمة أردنية .. اعتماد الفائزين بجائزة خليفة التربوية 2025