سوريا .. ثورة لا تخمد حتى تنتصر

mainThumb

23-07-2011 03:25 AM

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على حبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، سلام على شهداء سوريا وجرحى سوريا ومعتقلي سوريا ومعذبي سوريا ، سلام على ثورتنا التي لا تخمد حتى تنتصربعونه تعالى،  وتحرير الأرض السورية من دنس عصابات البعث الأسدية الإجرامية المحتلة ،  التي تغولت على شعبها وفتكت به ، وأوردته موارد الهلاك ، وعاثت فساداً وإفساداً في الأرض ، فكانت مصيبة فادحة لسوريا وشعبها ودينها وتاريخها وتراثها وقيمها وأخلاقها ،  على امتداد 4 عقود من الزمن ،  كانت البلاد والعباد ترزح تحت حكم إستبدادي بعثي أسدي فاشي غاشم ظالم  ، إغتصب الحكم بالقوة وشرعن القتل الممنهج فكان أعتى نظام إجرامي في الوجود .كل جرائم العالم في كفة وجرائم عصابات الأسد في الكفة الأخرى .

 

 

 النظام حول سوريا بكلها وكلكلها إلى سجن كبير على إمتداد الوطن ، وسام أهلها الذل والهوان واستعبدهم وشل قدراتهم وطمس هويتهم ، ونشر الخوف والرعب والهزيمة بينهم ، وأذاقهم الويل والثبور وعظائم الأمور حتى غدت سوريا وطناً غريباً لأهله ، مزرعة ومرتعاً لقوى الشر والنهب والسلب من عائلة الأسد، وغابت القيم وموازين العدالة والحرية والمساواة ، وحل محلها الخراب والدمار والظلام الدامس  ، وانتشر الفساد في الأرض وأسود أديمها ، حتى ضاقت الأرض بمن عليها بما رحبت ، وُهجّرت العقول وأخرست الألسن ، وأخلد الناس إلى الأرض واستكنوا ، وبلغ السيل الزبى ، قتلاً وتصفية وارهاب وترهيب وترويع وتجويع بفعل أجهزة النظام القمعية البدائية المتحجرة على شاكلة المخابرات الدموية بأجهزتها المتعددة التي لا حصر لها ، وبعضهم يحصرها في 17 جهازاً ، وبعضهم يرفعها الى 20 جهازاً ، والتي تعمل كل منها بإستقلالية عن الأجهزة الأخرى يقودها عتاة مجرمون علويون تربوا في مدرسة الأسد والبعث وشعاراته الزائفة الخداعة البراقة ، لا يهمها الوطن وانما يهمها حفظ النظام واستمرارية قبضته الحديدية على كل مفاصل الدولة .

 

تحولت الدولة السورية برمتها وفي عهد الأسد الأب والى الإبن الوريث :  الى دولة جملوكية أمنية لا مكان لأحد فيها الا بقدر ما ترضى عنه هذه الأجهزة الإجرامية وتوصي به أن يكون خزمكياً ،أو معلماً في مدرسة أو ضابطاً أو وزيراً  أو حتى رئيساً للوزراء ، بشروط الأمن والعمل تحت سمعه وبصره في كل شاردة وواردة ، ومن يخرج قيد أنملة عن طوع هذه الأجهزة فمصيره القتل بعدة رصاصات في رأسه ولو كان رئيساً للوزراء ، والإدعاء زوراً وبهتاناً بأنه انتحر بعد أن تم اكتشاف فساده وكما فعلوا بالشهيد محمود الزعبي الذي خدمهم 30 عاماً ،  إن هذا الحادث الأليم– ليؤكد للعالم الحقيقة الدموية والإرهاب المنظم الذي دأب النظام السوري على إتّباعه منذ أن تسلّق جدران الحكم في دمشق في الثامن من آذار 1963 ، وهو ما زال لا يرعوي عن القتل المستمر ، فاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، واغتيال الصحفي اللبناني سمير قصير ، واغتيال رئيس الحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي ، وقبل ذلك محاولة اغتيال النائب اللبناني ( وليد حمادة ) ، والتي تشير كثير من الدلائل إلى تورط النظام السوري بوقوفه خلف كل هذه الاغتيالات ، بهدف كمّ الأفواه ، وإزاحة كل من يقول لا للنظام السوري دون تفريق بين مواطن سوري أو لبناني أو عربي ومن قبل ذلك اغتيال النظام صلاح البيطار في فرنسا وبنان الطنطاوي في ألمانيا ونزار الصباغ في إسبانيا والصحافي سليم اللوزي وكمال جنبلاط في لبنان ، وقائمة الاغتيالات السورية أكثر من أن تحصى ، فهو نظام إجرامي ممتهن لكرامة الإنسان وحقه في الوجود ، والتعبير عن حريته وكرامته ولو استخدم الوسائل السلميه وخرج عاري الصدر ولو كان طفلاً صغيراً أو إمرأة أو كهل مسن .


إنّ كل هذه الاغتيالات وما يفعله النظام اليوم ضد شعبه من فظائع ومجازروجرائم  ضد الإنسانية  مؤشرات إلى أنه آن الأوان ليلفظ المجتمع العربي والدولي بكل هيئاته ، مثل هذه الأنظمة الدموية والدكتاتورية التي عاثت فساداً في دولها وحوّلت المحيط الإقليمي والعالم إلى ساحات للتصفيات السياسية وملاحقة كل مواطن حرّ نزيه غيور على بلاده وأمته دون رادعٍ من أخلاق أو ضمير .

الثورة السورية ماضية في طريقها ولن تعود للوراء أبداً ، وهي تزداد تقدماً وتسارعاً وتطوراً وتعاطفاً من جميع الشعوب الحرة في عالمنا ، ولن تتوقف ابداً فهي كالدراجة ان وقفت سقطت ، وستبقى سائرة في طريقها رغم وعورتها ، وقودها دماء الشهداء والجرحى والمعذبين ، هذا الوقود الذي لا ينفد أبداً حتى تحقيق الهدف المتمثل بإسقاط النظام ورميه في مزبلة التاريخ كمن سبقه من الأنظمة الدكتاتورية ، عاشت ثورتنا السلمية ونردد مع شعبنا ( الشعب يريد إسقاط النظام ) وسيسقط حتماً لأن إرادة الشعب لا تقهر ، وهي سنة الحياة في التطور وحركة التاريخ . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد