عـــــــــذراً يــــا غـزة .. فــأنا عربي ..

عـــــــــذراً يــــا غـزة .. فــأنا عربي ..

30-08-2011 11:04 PM

يــؤلمني..حين أذم نفسي وأذمكم بكتاباتي...... يــؤلمني..عجزي عن مدحكم ولو بكلمة مواساةِ...... وما يدمـي مهجتي..حين أجعل (((عربيـــة هويـــتي)))مبرراً لتلك الكلماتِ...... عذراً وكــل العذر لكِ يا غــزة...يا أرض الإباء والعزة...فأنا عربي ساذج صامت قابل للذل والأهاناتِ... ولنفسي قبلهم..سأوجه تلك الإتهاماتِ...... فلن أكن ممّن يُحَمِلون غيرهم ذنبهم..لينكروا صدقَ الإدعاءاتِ...... وهنا ب(غيرهم) لا أقصد من نَعِمَوا ببرء من سقمِ تلك العباراتِ...... بل من أعيا الأطباءُ دائهم..ولم يبالوا بداءٍ مجهول النهاياتِ......





 لذلكـ... سأوجه لومي لنفسي قبلهم ؛فلا يضيع حق مطالب ولحقي لم أكون حتى بدايـــاتِ...... تناسيت مدينتـــي, فدست على كرامتي, فساءت حينها النهاياتِ...... فقد حولني صمتي لهيكل فارغ, بلا قلب, بلادم, أو نبضاتِ...... أيـــــــن هي قلوبنا.؟؟! أسفــاه, فقد تعفنت بين ضلوعنا,وحال عبيرُ زهورنا, عفناً يستوطن أحاسيــسنا, فصارت أشد قسوة من حجارة رماها طفلٌ على تلك الدباباتِ...... بعد أن كانت تهز وريدها النسمــات...... وها هي أشد سواداً من غرابٍ, بعدَ أن كــانت تهاب الظلمــات...... أين هي قلوبنا.؟؟!






 فهذه الأم, التي حملت ابنها, تسعة شهور في رحمها, عــــانت وعـانت في طلقِها, وسهرت ليالي الدُجى على سَقَم ولدها, دفعت نصف عمرها, لتراه رجلاً يشبه زوجها, الذي نزعت الرصاصةمن قلبه بأناملها, وهي تدعوا ربها, أن يبقيه تاجاً فوق رأسها, وفي لحظةٍ ما اشتهتها, هبت ريح المنية لتطفئ شمعة أملها, وتُشعل نيرانَ جرحها, ومن تلك اللحظة لم يجف جفنها, ولـــكنها, حمدت ربها, فريح مسك زوجهـا, مـــازالَ يُعطر بيتها, وهــا هي تحقق حلمهــا, حيـن ترى ابن بطنهـا, شــاب مثلَ من كـان زوجها, مــــا أعدل ربـي, فقد جعلَ الجنة تحت أقدام الأمهات......






 وهــذه الأم, لم تملها اللوعات...... فقد عادت الرصاصة؛ لكي تسلب ابنها منها إلى أعالي السموات...... وجعلت حلمها سراب, بعد أن كان حقيقة تَرسُم على الشِفاه البسمــات...... فعذراً لكِ يا غزة, نحن عرب (بدمنا الخوف, بقلوبنا القسوة, وبعقولــنا اللامبالاة......) أذم نفسي, ومن غيري, نعم..ولــكن لأ أخطئ بتركيب المفردات...... لذلك..لا أحد ينتظر مني (أعتذارات) وها هو يقترب العيد.... كبير منّا أو صغير, قريب كان أو بعيد.... كُلٌ منّا سعيد... نُسارِع لشراء الجديد... أمّا عنهم, يــسارِعوا لشراءِ كفنٍ لكل شهيد...






أصحوا على هتافات إخوتي, ويقظتهم, على بكاء, نواح, وصوت البواريد...فأتزين وإخوتي بالجديد...وزينتهم, كفن عطره مسكٌ خرج من الوريد...ضيافتي قهوة, وحلوى العيد...ضيافتهم غصة كمرارة قهوتي, وشجون فاضت من قلوبهم التي حالت لسواد قاتم من صفاء الجليد...زواري أقربائي, أهلي, وأصدقائي, ويزورهم ملك الموت, ليسلب منهم العديد...مــاأشهى حلوى العيد, ما أجمل الجديد...وما أكبر بقلوبهم النهيد...ومــاأقسى قلوب, بطينيها من حديد...ومـــــــا أعظم الواحد القادرالمجيد...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد