نهاية الرعب الأسدي

mainThumb

11-10-2011 07:37 AM

عد شهور سبعة على بدء الثورة السورية المباركة المنصورة بإذن الله تعالى ، مازال النظام المجرم  يستبيح هو وجيشه اللا وطني الطائفي أرض سوريا بما فيها الحجر والشجر والبشر وحتى البقر والحمير ، مازال يقتل ويجرح ويعتقل ويدمر المباني بقصفه لها كما حدث في حمص والرستن ، مستخدماً الأسلحة الثقيلة التي لم يطلق منها طلقة واحدة ضد العدو الحقيقي وهو إسرائيل  طيلة 40 عاماً ، جبهة الجولان وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي يهود باراك بأنها من أهدأ الجبهات في العالم منذ عهد الأسد الأب ولغاية الآن ، بينما هو اليوم يقوم بدفع أكثر من ثلاثة آلاف دبابة لإجتياح المدن السورية ويقوم بإحتلالها ويفعل المخازي والفظائع والمنكرات أمام وتحت بصر هذا العالم الصامت ، الجيش السوري تحول إلى جيش إحتلال أسدي ، ولأول مرة في التاريخ نرى جيشاً لدولة يقتل شعبه ويسمونه حماة الديار وهو الذي دمر الديار وجعل البلاد طرائق بددا ، جيش يدافع عن عصابات موغلة بالجرائم وغارقة حتى أذنيها ، يدافع عن أشخاص لصوص وقطاع طرق إمتهنوا الإجرام فكان ديدنهم وعاثوا في الأرض فساداً وإفساداً ونهبوا خيرات وموارد سوريا وجيروها لحساباتهم وقدرت هذه الأموال المنهوبة ب130 ملياراً .

 

في سوريا اليوم ثورة شعبية عارمة تنتشر في كل المدن والقرى والأرياف ،   ضد نظام بعثي ستاليني أرساه الرئيس المقبور المجرم حافظ الأسد، قبل أربعة عقود من الزمن، ثم أورثه لابنه الرئيس المجرم الحالي بشار ، وهذه الثورة المباركة تتوسع يوماً  بعد يوم   في المجتمع السوري، وتتجذر في وعي الشعب السياسي . فقد انتهت مرحلة من عمر النظام بشكل حاسم ، لا بل إن ثمة من يعتقد أن النظام في سوريا نفسه قد انتهى وأنه في أيامه الأخيرة، وهو يعيش بالدم والمجازر التي يرتكبها في حق شعبه إنها حشرجات الموت. يقاوم النهاية المحتومة، ويحاول أن يرفع من ثمن رحيله، لكنه راحل مهما بلغت مستويات القتل والإعتقال والتعذيب والتنكيل . فمع كل سوري حر يقتل يقوم النظام بقتل نفسه قليلا . فلا أفق لحمام الدم، ولا أفق للتحايل على حركة التاريخ التي تسير في الاتجاه المعاكس . انها حركة التاريخ والتطور الذي لا مفر منه.

 
في البداية، أي في منتصف مارس (آذار) الماضي، كنا نظن واهمين أن ثمة عقلا راجحا بين أركان النظام. وكنا نتوهم أن بشار الأسد نفسه، على الرغم من التجارب السيئة المخيبة معه في لبنان، يمكن أن يكون أقل تهورا وأكثر حكمة في بلده .
كنا نظن أنه سيكون أكثر حرصا على دماء السوريين الأحرار من حرصه على دماء الاستقلاليين اللبنانيين. وكنا نظن أنه سيكون أكثر دراية بما تشهده المنطقة من تحولات، على عكس ما قرأه في خريف 2004، عندما رمى بنفسه في مواجهة اللبنانيين والمجتمع الدولي، بعد اغتيال رفيق الحريري وبقية شهداء ثورة الأرز.

 

 كنا نظن أن الأسد الابن مع خروجه من مرحلة العزلة التي فرضتها عليه سياساته في لبنان سيكون أكثر حكمة في التعامل مع حقوق السوريين الذين ما طالبوا إلا بالحرية والكرامة. والحق أننا كنا واهمين لمجرد أنّا ظننا للحظة أن التغيير في سوريا يمكن للأسد الابن أن يقوده . والآن وصلنا إلى نقطة اللاعودة في سوريا .
فالبلاد لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الخامس عشر من مارس (آذار)، والنظام لن يسيطر عليها بسياسة العصا الغليظة ومهما أوتي من قوة ، فهو أمام شعب قرر أن ينال حريته ومهما ارتفع الثمن  بل إنه سيدفع بسوريا نحو الهاوية، وفي كل الأحوال فإن النظام سيسقط وهذا أمر محتوم . وأما الأسد الابن فقد فوّت على نفسه فرصة لا تعوض ، وكما خرج من لبنان في 2005، فإنه سيخرج غدا من دمشق ليفقد «إرثا» لم يحافظ عليه كرجل دولة ولم يستطع التعامل بعقلانية مع أطفال درعا الذين خرطشوا على الجدران ، وتعامل معهم بمنتهى الغباء والحمق والهستيريا . ولكنها إرادة الله التي إقتضت أن تكون سبباً في إشعال أعظم ثورة في التاريخ المعاصر وعلى أعتى نظام مجرم سفاح في عالمنا ، لتكون بداية النور للشعب السوري العظيم.

إن سوريا تتغير وستتغير وهذه حركة التاريخ التي لا مفر منها  ، والشعب يرسم مستقبله بالدماء التي يقدمها على مذبح الحرية والكرامة . أما النظام الوحشي القاتل، فإنه يتراجع شيئا فشيئا ليصير جزأ من الماضي . الأيام القادمة على سوريا ستكون حبلى بالمفاجآت وعلى رأسها سقوط النظام وبداية عصر النور والحرية لشعب ظلم وامتهنت كرامته  على يد هذا النظام المجرم طيلة عقوداً أربعة ، النصر قادم لا محالة ، وسقوط النظام مسألة وقت لا أكثر. ولكنهم ما زالوا لا يفهمون فهم قتلة الحمير والجحاش وفسره الحماصنة أصحاب القوة والنكتة أن خلافاً عائلياً دب بينهم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد