يا حبة الزيتون ، يا جنين الشجر الميمون

يا حبة الزيتون ، يا جنين الشجر الميمون

06-12-2011 05:05 AM

مددت يداي لمصافحتها ، فمارست كل طقوس الفراق قبل أن تجوب صوبي ، لتبادلني المصافحة ، عانقت أوراقها ، وودعت أغصانها ، وبللت التربة بدموع ذرفتها مقلتاها ؛ مستسلمة للواقع تاركة كل شيء سوى أجمل ذكرياتها في كل مرحلة مرّت بها في حياتها ، أقبلت لمصافحتي وفي عيناها تتلألأ الدموع ، صافحتها فابتهج قلبي وتناغمت على حفيف هتافات الوداع. يا حبة الزيتون ، يا جنين الشجر الميمون ،ارسمي على راحتي زخرفات عشوائية ، ولونيها بألوانكِ الزيتية ، ذات الألوان الزاهية الجميلة ذات الرائحة الزكية ،لونيـها ولا تبالـي فهل لريشـة أن تعـذل شـاعـر على كلماته ...؟ وهل للعود أن يتذمر من السمفونية..؟ واحدة تزيدها الأخرى في إناء أسر الحرية ، وبزيادتهما يزيد الكلل ؛ ليمزج عرقاً في الإناء يمحو الملل ، وتتعالى الضحكات لتخمد الكسل ، وتختار جدتي منّا البطل ،لتهديــه عبارة ثناء تمحو الكلل، تهانينــأ لكــ أيــها البطل ، ويا جدي تـمهل ، ولا تضـرب بعــصاك تـلك الغصـون ، وارأف بـها فيكفيـها إجـهاضـها لأجنتها ، وها هي السلالـم الرحــيمة تنادينا ، فاصعد أيامـن حظيـت بتـهانينا يا شجرة الزيتون ، يا أم الحَب الميمون ،لثمركِ وزيتك أنا ممنون ، وأقدم اعتذاري عن كل من يستبدلكِ بشجر الكولونيا ليزين أرصفة تـحيط منزلة ، فقد جَهِل معاني زُمرداً يسكن أغصانك المتشابكة ، ولم يدرك لذة انتظار موسم قطف ثمارك...

amal.jamal2016@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد