عندما يزعم الباطل أن قول الحق فتنة

mainThumb

04-03-2012 10:02 PM

إن ديدن أهل الباطل ومنذ الأزل اتهامهم لمن يصدع بالحق أنه يفرق الشمل ويحدث فتنة وقد قالها من قبل عتبة بن ربيعة لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بقوله للرسول الكريم : " إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفّهت به أحلامهم " إن محمد عليه الصلاة والسلام عندما كان يدعو كفار مكة لتوحيد الخالق جل جلاله لم يكن يسعى إلى تفريق بطون قريش أو صنع الخلاف بينها بل كان يحمل للإنسانية أعظم الرسالات الإلهية وقد كان أحرص من كفار مكة على أنفسهم وأرحم بهم من أنفسهم لكن مع ذلك خرج كفار مكة ليقولوا بأن الدعوة الإسلامية فتنة وأنها تضعف من هيبة قريش بين أوساط القبائل العربية وأنها تفرق بين أبناءها فطلبوا من محمد عليه الصلاة والسلام ترك الدعوة لتجنيب قريش هذه الفتنة التي زعموا فهل استجاب لهم خير البشر ؟

 إن خشية هؤلاء من الفتنة هي خشية زائفة أريد بها باطل وهي إسكات الحق وليس الحرص على جمع الشمل وتوحيد الصف لذلك استمر الرسول عليه السلام في دعوته ولم يلتفت إلى ما قاله عتبة بن ربيعة عن أن الدعوة الإسلامية قد فرقت بين بطون قريش فالحق لا يفرق إذ أنه الأصل والباطل ليس إلا خروج عن الحق إن من يصنع الفتنة هو من يقف مع الباطل ويتعالى على الحق ويرفض حتى السماع له ولذلك سنجد دائماً وفي كل عصر وفي كل موضوع مهما عظم شأنه أو قل أن ديدن هؤلاء واحد وهو الرفض المطلق للحق ومحاربة من ينادي به واتهامه بأنه يصنع فتنة أو ما شابه فلن نجد من بين أنصار الباطل من يستخدم العقل أو المنطق في نصرة باطله إذ لو أحسن هؤلاء استخدام عقولهم لرأيناهم مع الحق في صف واحد فالفتن لا يصنعها إلا أصحاب الباطل ومحاربة الباطل وأصحابه بالحكمة والمنطق والقول السديد هو نهج العقلاء وهو جزء من منع الفتن إذ أن توعية الناس وإخراجهم من براثن فكر يقوم على الجهل وتعطيل العقول لكي لا تبقى تعيش في ظل أكنة تحجب رؤية الحقيقة لهي من أقدس الواجبات وأنبل الأعمال وهي مهمة الرسل عليهم السلام قديماً حيث عملوا على إخراج الناس من الظلمات إلى النور ولم يوقفهم عن أداء مهمتهم مزاعم أهل الباطل ولذلك لا يعقل أن يمنع الصدع بالحق بدعوى الفتنة فهذا ليس إلا استسلام أخلاقي وترك للمبادئ من أجل مجموعة جلّ اهتمامها نصرة الباطل بشتى الوسائل


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد