ماذا جنيت من الكتابـــــــة .. ؟؟!

ماذا جنيت من الكتابـــــــة  .. ؟؟!

03-10-2012 11:02 AM

 توقفت عن الكتابة منذ ما يقارب الأربعة أشهر ماضيه ..

 

وفي الصدر وجعٌ من انتفاضة الكلمات .. وتوجع المعاني .. ألمٌ لا يعرفه إلا كاتبٌ أو شاعرٌ عاشر اللفظ زمنا .. فتناغم نَفَسُه مع الكتابة وصار مأكله ومشربه وحله وترحاله ولفظه وسكوته بل ودورة حياته تبدأ من توجع كلماته ومخاض قلمه حتى ولادة الأحرف على السطور .!!
 
وكلما انتفضت الكلمات في جعبتي تجاهلتها .. وحينا أدفنها وحالي كالوائدين بناتهم في الجاهلية ..
 
فالكلمات بنيات الشاعر يدللهن .. يتجاهلهن توددا ليزددن حبا وتقربا ..
 
لكنني اليوم أدفن بنياتي كما لم يفعل كاتب من قبل ..!
 
تستفزني بنظرات استرحام .. تستثير مكامن الشفقة في حسّي .. فأكاد أميل وما الميل لها بحرام ..
 
لكنني أصرخ فيها .. وماذا جنيتُ من الكتابة ..؟؟
 
صور المظلومين تقتلني .. دموع المنكوبين تحفر في قلبي خندقا ..!
 
أشتاق أن أكتب لهم بعضا من كلمي أواسيهم .. ولا يزال الشوق بي يدنيني ثم أستفيق ..
 
ماذا جنيتُ من الكتابة ؟؟
 
وطَني ينزف .. ينتهشه الفاسدون من كل صوب ..
 
صوت الباطل فيه يعلو والحق ضعيف لا صولة له ...!!
 
يزداد بداخلي الغضب .. وتبدأ معارك القلم .. فأصرخ فيها وماذا جنيتُ من الكتابة ..؟؟
 
كتبت لسوريا .. ولنزف قلبي في سوريا ..
 
كتبت لعيد الحب فيها .. وودعت الشهيد بكلمات عشق لا تنتهي ..
 
كتبت لقاشوش الثورة .. وكتبت للجامعة المخذولة ..
 
كتبت لغزة ولأنيــــن غزة .. كتبت للأقصى ولنوح البراق .. كتبت للعيد الموجوع بجرح العراق ..
 
كتبت لجوعى الصومال .. وتمنيت أن لو كانوا طيورا على جبال دولة عمر ..
 
كتبت عن رجلٌ إن نُعي الرجال .. وكتبت عن امرأة بعزم وثقة لم أجدها في أحد ..!
 
كتبت للقدس ولبوح العاشقين .. ولشد الرحال نحوها زاحفين محررين ..
 
كتبت لوطني .. ولنوائب وطني .. ولمأتم وطني في جامعتي ..
 
كل هذا ويزيد كتبت .. فماذا جنيتُ يا قلمي ؟ أم ماذا جنى الذين كتبتُ لأجلهم كلماتي ..!
 
فوسوس الشيطَان لقلمي فقال : اكتبي لأجل القارئين المعجبين ..!!
 
فقلت له : لم يكن هذا دافعا لي أبدا لأكتب ..
 
فحالي مع المعجبين بكلماتي كحالي مع إعجابي بتوجع كلماتي ...
 
أرى جراح أمتي والمآتم فأتألم .. وتتوجع كلماتي .. فيروق لي توجعها .. ثم أكتب كلماتي المتوجعة فتروق للقارئين ويعجبون بها !!
 
فالذي يقرأ كلماتي ويعجب بها هو في حقيقة الأمر معجبٌ بجراح أمتي التي صغتها بعبارات منمقة !!!
 
تبا لك قلمي .. أهذا ما جنينا من الكتابة ؟؟
 
أأصبحت جراح أمتي بضاعة رائجة لمحابر الأقلام ؟
 
يلفني وشاح الألم ويخرس الصمت منطقي ..
 
ويقف القلم حائرا .. ثم يرتجف كاتبا .. ماذا جنيتُ من الكتابة ؟
 
فيا كل الأدباء .. يا كل الكتّاب .. يا كل العاشقين لبوح الألم ولنوح القلم أجيبوني ..
 
بكل كلمة كتبتم .. بكل شعر نطقتم .. بكل خط على السطور خططتم .. ماذا جنيتم ؟؟!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد