صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة – هبة خالد الفاخوري -  جحا فيلسوف يمثل شخصية فكاهية , عاش في الدولة العثمانية , قد انتشرت في كثير من الثقافات القديمة , وجحا اسم لا ينصرف لأنه معدول من جاح ، وهو من أقدم الشخصيات وتنسب له النكات العربية , وفي الأدب التركي جحا نسبت قصصه إلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي ,  وفي إيران ملا نصر الدين  , ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تنسب له .

وان جحا العربي من أقدم القصص التي تعود للقرن الأول الهجري أي ما يقارب القرن السابع الميلادي , حيث تعود لدجين بن ثابت الفزاري , وهو تابعي , ويقول الحافظ ابن عساكر أنه عاش أكثر من مئة سنة , وكان يوصف بالسماحة ، وصفاء السريرة .

 

وقد روى عنه أسلم مولى عمر بن الخطاب ، وهشام بن عروة  , وعبد الله بن المبارك ، وآخرون , وقال الشيرازي : ( جحا لقب له ، وكان ظريفاً ، والذي يقال فيه مكذوب عليه ) .

 

وذكر جحا في العديد من الكتب ومنهم : كتب جلال السيوطي ، والذهبي ، والحافظ ابن الجوزي الذي قال : ) ومنهم ( جحا ) ويكنى أبا الغصن ، وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء . إلا أن الغالب عليه التغفيل ، وقد قيل إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات ) .

 

وكان يجسد شخصية رجل فقير عاش أحداثه بطريقة مختلفة , فكان يتصرف بذكاء كوميدي ساخر مع الأحداث التي عاشها فانتشرت قصصه , وانتقلت قصصه من شخص إلى آخر مع تأليف الكثير من الأحداث الخيالية فكل شخص كان يروى قصصه بطريقته الخاصة .

إن شخصية جحا الذكي البارع الذي ادعى الحماقة وحماره , لم تتغير وكل الشعوب والأمم صممت لها بما يتـلاءم مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية .

 

ويوجد العديد من الشخصيات العربية التي اشتهرت بحماقتها ومنها : هبنقة بن ثروان ، وعبد الله شيخ مهو ، وربيعة البكاء ، وعجل بن لجيم ، وحمزة بن بيض  ، وجامع الصيدلاني ، وأزهر الحمار .

ومن نوادر جحا الحمار المتعلم : دعا والي الكوفة يوما جحا إلى مجلسه ، وعندما جاء جحا إلى الوالي دخل ومعه حماره ، فقال له الوالي : لقد دعوتك أنت يا جحا فقط فما دون حمارك ..  فنظر جحا إلى الوالي وقال له : هذا ما جاء بي إليك ، ففهم الوالي وقال له : يا جحا أني أطلب منك أن تصنع لي أمراً أعطيك عليه أجراً , فقال جحا : أستطيع أن أعلم هذا الحمار القراءة والكتابة خلال عشرة سنوات ، فرد الوالي : عشر سنوات ، فقال جحا مؤكداً : نعم أيها الوالي إن تأذن لي ، فأعطاه الوالي أجراً مسبقا على ذلك لغرابة الأمر لديه .. وعندما أهم جحا بالخروج هو وحماره اقترب إليه أحد الحاشية عند الملك ، وقال له : ويحك يا جحا أتسخر من الوالي ، فقد يعاقبك أن لم تفي بما قلت ، فرد عليه جحا : ويحك أنت ، لقد قلت له عشرة سنوات ، وهذا يعني خلال هذه المدة ، قد يموت الوالي أو يموت جحا أو يموت حماري .