قلق الملك .. شعور القائد الذي يمنح الأمان في ظهر الأردنيين

mainThumb

27-10-2025 06:44 PM

في زمن تتزاحم فيه الأزمات وتتسارع فيه رياح التغيير، وقف الملك عبدالله الثاني بن الحسين اليوم، كما وقف الحسين من قبل، شاهقًا على صخرة التاريخ، يخاطب شعبه ليس من برجٍ عالٍ، بل من قلب يعرف نبض الأردنيين واحدًا واحدًا.
قالها جلالته بصدق يقطر من الكلمات: "نعم، يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله... ولا يهاب شيئا وفي ظهره أردني."
كلمة تختصر فلسفة القيادة الهاشمية، وتختزل قرنًا من الثبات على العهد، واليقين بأن الله ثم الشعب هما السند الذي لا يتزعزع.

ذلك القلق الذي تحدّث عنه الملك، ليس قلق الضعف، بل قلق الأب على أبناء الوطن، وقلق القائد على سفينته في بحر متلاطم الأحداث.
هو القلق الذي يصنع المجد، ويشعل شرارة العمل، ويدفعنا – نحن أبناء الأردن – إلى أن نحمل الأمانة كما أرادها الملك: واجبًا مقدسًا وخدمة لا تعرف الكلل.

حين يتحدث الملك، يُصغي الوطن.
وحين يقلق الملك، تتحرك مؤسسات الدولة كما تتحرك خلايا القلب، لأن القائد لا يقلق من فراغ، بل من إحساس عميق بالمسؤولية ورؤية أبعد من الأفق.
في كلمته أمام مجلس الأمة، لم تكن الجمل خطبًا جامدة، بل نبضًا حيًا قال للأردنيين: أنتم درعي، وأنتم الذخر الذي لا يُقهر.

ومن كل زاوية في الوطن، نرفع الصوت إلى جلالته:
"يا سيدي، لن يعرف الخوف طريقه إليكم ما دام في الأردن رجالٌ صادقو العهد مع الله، ونساءٌ يزرعن في نفوس الأجيال حب الوطن، وشبابٌ على مثال الحسين بن عبدالله، يخطون المجد والفخر بأيدٍ تكتب التاريخ على صفحات المستقبل."

نعم، نحن حملة العزيمة.
نقف اليوم خلف قائدنا كما وقف أجدادنا خلف الهاشميين في كل نازلة ومحنة، نعلم أن الأوطان لا تُحمى بالخطابات وحدها، بل بالفعل، بالإخلاص، وبالعمل في الميدان.
ومن كل ميادين الوطن، نردد مع جلالته:
"لا خوف على الأردن القوي بشعبه ومؤسساته."

لقد علّمنا الملك أن الإيمان بالله يمنح القوة، وأن الثقة بالشعب تمنح الطمأنينة.
ومن بين القلق والثقة، يولد الإصرار على بناء الأردن الذي نريده: وطنًا للكرامة، وساحةً للعطاء، وبيتًا لكل من آمن أن الأرض التي أنجبت الأحرار لن تجف فيها ينابيع العزّ.

أيها الملك الذي يقلق كي نطمئن،
نمضي معك في الطريق ذاته، نحمل همّ الوطن كما تحمله، ونعاهدك أن نبقى خلفك كما كنت دائمًا أمامنا.
ففي ظهر الملك... أردني.
وفي قلب الأردني... ملك.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد