الأمثال الشعبية مرآة المجتمع وخلاصة تجاربه

mainThumb

16-09-2020 12:23 AM

السوسنة - الأمثال الشعبية تعكس ثقافة الشّعب الذي تعود إليه ، وتعد عنصر مهم وأساسي من عناصر الثقافة الشعبية ، وتعمل على عكس وتوضيح طبيعة معتقدات المجتمعات وعاداتها وتقاليدها وقيمها، والأمثال الشعبية بشكل عام هي الأقرب إلى الحكمة ، فهي عبارة عن قصة قصيرة لها قيمة ، رغم أنها لم تصدر عن علماء أو حكماء ، بل صدرت من عامة الناس ، لكنها بشكل أو بآخر تم تناقلها عبر الأجيال . أما عن مثل ( يالي استحوا ماتوا ) حسب كتاب ( حكاية مثل ) للكاتبة سماح هاشم فيستخدم هذا المثل حين يعمل أحدهم أمور خادشة للحياء و تتنافى مع العادات والتقاليد

قصة المثل القائل ( يالي أستحوا ماتوا) :
تعود قصة المثل إلى عهد المماليك قديمًا ، ويقال إن هناك مجموعة من النساء أرادوا الذهاب إلى أحد الحمامات الشعبية ، كما هو معتاد ولكن في ذات يوم من الأيام وخلال تواجد عدد كبير من النساء داخل الحمام ، وهن يتحدثن ويتسامرن ، نشب حريق كبير وهائل داخل الموقد الموجود في الحمام ، فصار الكل يصرخ ، والخوف ملئ المكان ، وبدأت النّار تدخل وتمتد إلى داخل قاعات الحمام ، وهنا ذهبت أحدى العاملات في الحمام إلى حجرة الإستحمام لتنبه النساء في الداخل ، وهي تصرخ وتقول ( أنجوا بأنفسكم من الحريق ) . وبدأت النساء بالخروج والبحث عن ملابسهن للنجاة من النار والحريق .
ففتحت أبواب الحمام وخرجت منه أغلب النساء وهن عاريات ، بينما بقي في الداخل النساء اللواتي لم يخرجن لأنهن عاريات حتى لا يرى عوراتهن، مفضلات الموت على هذا ، فمات من بقي في الداخل على أثر الحريق الذي حدث .
فقال أحد الأشخاص من الذين شاهدوا الموقف كاملًا ( هرب من هرب لينجو ، ولكن اللي استحوا ماتوا ) ، قصد هنا موتهم نتيجة الحرق لعدم خروجهم من الحمام ، ويضرب المثل هذا عند الدلالة على أن الحفاظ على القيم والحياء أمر صعب ومكلف جدًا . فصار بعدها يتردد على أي شخص يصدر منه فعل منافي للأدب والأخلاق ، تعبير على أن الحياء مات مع النساء الذين ماتوا بالحمام.

نشأة الأمثال الشعبية :
لم يؤكد أي شخص على نشأة الأمثال الشعبية في أي مكان حدثت أو ظهرت ، فهي موجودة في الكثير من الدول العربية المختلفة ، وقد تختلف قصة المثل الشعبي حسب كل دولة ، وتتغير الأمثال حسب لهجة الدولة.

الرأي العام مفهومه انواعه وعناصره

تاريخ الحمامات الشعبية :
كانت هذه الحمامات تستخدم من الجميع بهدف الاستحمام ، حيث أنه حينها لم يكن موجود حمامات خاصة بالمنازل ، فكانت هذه الحمامات الشعبية يذهب أليها الجميع من رجال ونساء والأطفال حيث كانت تقسم الأيام بينهم .
كما وكانت هذه الحمامات تستخدم لأغراض مثل الاحتفال بالعروس والعريس ، ولليلة الحنة وفيه كان يتم الغناء والرقص الشعبي ، أثناء تجهيز العروس أو العريس .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد