اليوم تذكرت خالتي رحمة الله عليها

mainThumb

22-06-2021 08:30 PM

قبل مدة وجيزة اتصل بي البنك الذي اتعامل معه منذ ان بدات ان اعرف الرواتب لا اكثر، وكان الامر على شكل مذكرة جلب لتغيير البطاقة الائتمانية، وقد يكون في باطن الدعوة" تفقد حياة"، وذهبت صباح هذا اليوم لاجد انه لا زالت القفزة الرقمية والتكنولوجيا لم تصلهم بعد، ويتعاملون بنفس الطريقة التي كانت قبل عقود اربع، حيث  تبدا  العملية بتصوير الهوية  الشخصية وانتهاء بالتوقيع على دفتر مسطر يشبة دفاتر دائرة الاراضي أيام العثمانيين ومحمول على عربة لجره للعميل.
 وانا جالس انتظر الإجراءات تذكرت المرحومة باذنه تعالى خالتي عائشة التي عاصرت العهد العثماني والانتداب البريطاني، وكنت ازورها في خمسينيات القرن الماضي في العيد على ظهر الحمار واحمل صفط (باكيت حلقوم) واسلك طريق يصعب وصفه لاصل إلى ضفاف وادي قيس في خلة العقد، والتي لم استطع اكتشافها على الجوجل ماب::Google Map: هذه الايام، وكان دليلي عند الاقتراب من المنطقة  دخان الطابون الذي يشبه المفاعل النووي، لكنه بوقود شجر البلان (النتش) وبقايا أشجار الغابات في الطريق إلى الحدب ومرتفعات دورا.
 ولكن الذي اعادني إلى تلك الذكريات ان المنطقة كانت بدون طريق او كهرباء، وتجمع خالتي المياه بالشتاء في البير، وتربي الاغنام بانواعه وتصدر اللبن والزبدة والسمن والصوف وغيره وتحفظ الاسماء والعائلات التي تشتري المنتجات من القرى المجاورة، وتبادلها بالقمح والشعير على البيدر، وتحفظ اسماء والوان الدجاجات التي تنتشر في الخلاء بالعشرات وتتفقد في المساء دخولهن في (الخم)، وتلم البيض (وترقد  الدجاجة الاماية القروقة لتفريخ الصيصان) وكل هذا دون اي استخدام للمنصات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات ولوحدها، واليوم بعد اكثر من نصف قرن على وفاة خالتي، لا زالت بعض المؤسسات والبنوك تفتقر إلى التطور الذي يشهده العالم، ومرة أخرى رحمة الله على خالتي عائشة""
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد